تقرير سنوي: تعليق: عصر جديد للعلاقات الصينية-الروسية في 2019
موسكو 27 ديسمبر 2019 (شينخوا) افتتح الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عصرا جديدا للشراكة الاستراتيجية لدولتيهما في عام 2019، يبشر بحقبة من التطور الأكبر في التعاون الثنائي المربح للجانبين.
ويصادف العام المنصرم الذكرى الـ70 للعلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، وشهد اجتماعات متكررة بين شي وبوتين حيث يتولى رئيسا الدولتين قيادة دفة "سفينة" صداقة البلدين، ورسما مسارها المستقبلي.
وفي نقطة بارزة في تفاعلاتهما، وضع شي وبوتين علامة فارقة جديدة في العلاقات بين الصين وروسيا بتوقيع بيان مشترك في موسكو في يونيو حول الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة للتنسيق لعصر جديد.
إن الهدف من مثل هذا النمط الجديد من الشراكة يكمن في أن يقدم الجانبان مزيدا من الدعم لبعضهما البعض بينما يتابعان مسارات التنمية الخاصة بهما ويحافظان على المصالح الأساسية ويحميان السيادة وسلامة الأراضي لكل منهما.
ومن أجل بناء تلك الشراكة، تعهد الجانبان بالتنسيق الوثيق مع بعضهما البعض في مواءمة استراتيجياتهما التنموية، وتوسيع التعاون متبادل المنفعة في مجالي التجارة والاستثمار، وتوسيع العلاقات الثنائية الشاملة.
وعلى مدار العام، أجرى شي وبوتين محادثات أو حضرا فعاليات مختلفة في عدد من المدن بما في ذلك بكين وموسكو وسان بطرسبرغ، ثاني أكبر مدينة في روسيا، وبشكيك عاصمة قرغيزستان ، ودوشانبه عاصمة طاجيكستان ، وبرازيليا عاصمة البرازيل .
وشهدت السنة الماضية روابط شخصية أوثق بين الزعيمين. ففي أبريل، منحت جامعة تسينغهوا الصينية بوتين درجة الدكتوراه الفخرية، بينما منحت جامعة سان بطرسبرغ الحكومية الروسية شي الدكتوراه الفخرية في يونيو، إذ أن الجامعتين العالميتين كانتا الجامعة الأم بالنسبة لكلا الزعيمين على التوالي.
وفي دوشانبه، هنأ بوتين شي شخصيا بعيد ميلاده الـ66 قبل مؤتمر إجراءات التفاعل وبناء الثقة في آسيا، الذي عقد في يونيو.
وحقق التعاون العملي بين البلدين تقدما جديدا على مدار العام. ففي ديسمبر، دشّن شي وبوتين سويا، عبر مكالمة فيديو، خط أنابيب للغاز الطبيعي بين الصين وروسيا، وهو مشروع تاريخي للتعاون الثنائي في مجال الطاقة ونموذج للتقارب العميق بين مصالح البلدين والتعاون المربح للجانبين.
ومن المقرر أن يمد خط الأنابيب الذي يبلغ طوله الإجمالي أكثر من 8 آلاف كم، الصين بـ 5 مليارات متر مكعب من الغاز الروسي في عام 2020، ومن المتوقع أن تزداد كمية الغاز إلى 38 مليار متر مكعب سنويا بداية من عام 2024.
إن جسر السكة الحديد العابر للحدود (تونغجيانغ- نيجنيلينينسكوي) وجسر الطريق السريع العابر للحدود (خيخه-بلاجوفيشتشينسك) على وشك الانفتاح أمام حركة المرور ويستعدان لتسهيل حركة الأفراد والشحن بين الجارتين العملاقتين.
وبعد أن حققت التجارة بين الصين وروسيا رقما قياسيا بلغ أكثر من 100 مليار دولار أمريكي في عام 2018، حافظت التجارة الثنائية على قوة دفع قوية هذا العام، متجهة نحو الهدف الذي حدده شي وبوتين؛ 200 مليار دولار بحلول عام 2024.
وبغض النظر عن كيفية تغير الظروف الخارجية، فإن العلاقات الأوثق من اي وقت مضى بين الصين وروسيا ستحقق فوائد ملموسة للشعوب في جميع أنحاء أوراسيا بأكملها وستكون بمثابة عامل استقرار استراتيجي في عالم محفوف بالمخاطر والشكوك.
