مقالة خاصة: فلسطيني من غزة يصنع أول سيارة سباق ليمارس هوايته

2019-12-31 01:45:06|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 

غزة 30 ديسمبر 2019 (شينخوا) تمكن فلسطيني بإمكانيات بسيطة من صنع أول سيارة سباق على مستوى قطاع غزة ليمارس هوايته المفضلة بقيادتها.

ويدور محمد الضبة في الأربعينات من عمره من مدينة غزة سيارته من نوع باجي الخاصة بسرعة فائقة في سباق السيارات بزاوية 360 درجة حول نفسها، قبل أن ينثر خلفه رذاذ رمال البحر المبللة، وينطلق نحو الجنوب.

ويستعرض الضبة قوة سيارته التي صنعها يدويا في ردهة منزله، أمام مجموعة من الشبان كانوا قد جاءوا إلى البحر لالتقاط صور تذكارية، وسط أجواء شتاء عاصفة كنوع من الترفيه عن أنفسهم، فيما انشغل الفتية بتصويره عبر هواتفهم النقالة.

وما أن انتهى الضبة من استعراضاته، التي استمرت حوالي 20 دقيقة متواصلة، حتى صفق له الشبان على أدائه المبهر، الذي غالبا لا يشاهدونه إلا عبر شاشات التلفاز، في برامج رياضية متخصصة بسباق السيارات الدولية.

ويقول الضبة لوكالة أنباء ((شينخوا))، بينما كانت الرمال تغطي أجزاء من وجهه "منذ نعومة أظافري، وأنا أحلم بأن أقود سيارة سباق وأشارك بسباقات دولية، لكنني لم أستطع لعدم توفر هذا النوع من السيارات في قطاع غزة".

ويضيف أنه توقف عن تحقيق حلمه تماما، بعد عودته إلى قطاع غزة في عام 1993 والتحاقه بالأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، وابتعاده عن هذه الأجواء المثيرة لعدة سنوات.

لكن بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة، عقب جولات اقتتال مع الأجهزة الأمنية الموالية للسلطة الفلسطينية عام 2007، اضطر الضبة لترك عمله بأوامر من السلطة الفلسطينية في ذلك الوقت.

ويقول عن ذلك " لم يكن سهلا أن أصبح عاطلا عن العمل، وتتوقف نشاطاتي اليومية، لذلك استأنفت التفكير في هوايتي الرئيسية في الحياة، وهو ممارسة سباق السيارات، حتى وإن كانت في غزة المحاصرة من إسرائيل".

ويتابع "كي أستطيع قيادة سيارة سباق يجب أن أستوردها من خارج القطاع، وتمنع إسرائيل دخول هذا النوع من السيارات إلى القطاع، إضافة إلى تكلفتها باهظة الثمن والتي لا أستطيع دفعها في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي نعاني منها في القطاع".

وانشغل الضبة في صناعة أول سيارة سباق في القطاع حوالي عام ونصف بشكل متواصل، مواجها صعوبات عدة، من بينها عدم توفر المواد الأساسية اللازمة لمثل هذا النوع من السيارات، مما اضطره إلى إحضار بعض أجزائها من إسرائيل لاستكمال أجزائها، بتكلفة 8000 دولار أمريكي.

وتعمل السيارة على موتور بقوة 160 حصانا، وتسير بسرعة 260 كيلو مترا بالساعة، إضافة إلى أنها تحتوي على الهيكل الخارجي المشابه لسيارات السباق العالمية.

ويطمح الضبة أن يشارك بسيارته المصنوعة يدويا في معرض الصناعات الوطنية الفلسطينية "لكن قوانين هذا المعرض والشروط المطلوبة صعبة جدا ولا يمكنني مواكبتها، لذلك تم حرماني من المشاركة".

ولم تكن هذه الصعوبة الوحيدة التي واجهها الضبة، بل تعدى الأمر إلى حرمانه من الحصول على رخصة رسمية لسيارته من قبل وزارة المواصلات "لأنها مصنوعة محليا ويدويا".

ويعتبر الضبة بأن الشروط التي طلبت الوزارة توفيرها "تعجيزية" ولا يمكن تحقيقها أبدا.

ويقول بينما كان ممسكا بمقود السيارة " إن الشروط الموجودة في قطاع غزة من أجل صناعة سيارات ومعدات ثقيلة هي شروط تعجيزية.

ومن بين تلك الشروط وجوب إنشاء مصانع بكامل المعدات وبمواصفات توازي المواصفات العالمية وهذا يتطلب مبالغ مالية باهظة، لذلك لا يوجد لدينا تصنيع.

ويقول الضبة إن غزة تمتلك من الكوادر البشرية القادرة على تحويل القطاع إلى أفضل مكان في العالم من حيث الصناعة، لكن ينقصها الدعم والتشجيع لهذه الكوادر التي تستطيع أن تفعل العجاب.

ودعا الضبة المسؤولين في الأراضي الفلسطينية، إلى ضرورة توفير الأرضية الخصبة واللازمة للشباب في القطاع، وأن يتم تبني أفكارهم والبناء عليها بما يخدم "الوطن والمواطن".

   1 2 3 4 5 6 >  

الصور

010020070790000000000000011100001386676221