مقالة خاصة: سكان غزة يتوقون لحياة أفضل مع حلول العام الجديد
غزة 31 ديسمبر 2019 (شينخوا) يتوق الفلسطينيون في غزة لحياة أفضل مع حلول العام الجديد وإنهاء أعوام عجاف من الأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
ومع طي سكان القطاع المكتظ بزهاء مليوني نسمة، صفحة عام 2019، تتجه أنظارهم إلى العام الجديد على أمل التخلص من الحصار الإسرائيلي والإنقسام الداخلي الفلسطيني المستمر منذ منتصف عام 2007.
وفي الساعات الأخيرة من العام المنصرم، اكتظت الشوارع العامة في غزة بالمارة غالبهم يرسم الابتسامات على الوجوه، فيما تجمع الأطفال حول الباعة المتجولين لشراء البالونات ذات الألوان الجميلة.
ولوحظ تكدس المطاعم والمولات التجارية بالزبائن، بينما انشغل أصحاب محلات الأزهار بترتيب الأزهار وعرضها للتسوق.
وانشغل وسيم عبده (40 عاما) وهو صاحب متجر لبيع الورود الطبيعية وورود الزينة في تنسيق الورود بأساليب مبهرة، لتحضيرها لزبائنه الذين اعتادوا شرائها وتقديمها لأقاربهم وأصدقائهم احتفاء بالعام الجديد.
ويقول عبده لوكالة أنباء ((شينخوا)) "عادة ما تشهد غزة ازدحاما من السكان في محاولة لوداع عام سابق بكل ما فيه من سلبيات، والاستعداد لاستقبال عام جديد بتغيير الروتين السابق بشيء أفضل".
ويشير عبده إلى أن ليلة رأس السنة تشهد إقبالا كبيرا من الزبائن على كل ما هو جميل ويدخل البهجة على النفس، مثل الحلويات والأزهار أو حتى الذهاب إلى المطاعم.
ويتمنى عبده أن تستعيد غزة حيويتها من جديد، وأن يستعيد الفلسطينيون وحدتهم الوطنية، بعقد مصالحة حقيقية ترعى مصالح المواطنين في قطاع غزة، ورفع الحصار الإسرائيلي بما يحسن الحياة الاقتصادية في القطاع.
أما العشريني عماد خليفة، فكان يسير على عكازين مع ثلاثة آخرين من رفاقه كانوا قد جرحوا جميعا برصاص الجيش الإسرائيلي، أثناء مشاركتهم في مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
ويقول خليفة (21 عاما)، وهو من سكان مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة لـ((شينخوا))، إنه قضى غالبية العام المنصرم في المستشفيات لتلقي العلاج جراء إصابته ويأمل التعافي والسعادة في العام الجديد.
ويضيف بابتسامة عريضة رسمها على وجهه "لا أحب أن ينظر الآخرون إلى قدمي المصابة ولكن مثلا يمكن سماع صوتي الجميل أثناء الغناء".
وغنى خليفة للعديد من المطربين العرب للمارة في الشارع، بينهم المطربون المصريون عبد الحليم حافظ وكوكب الشرق الأوسط أم كلثوم، إضافة إلى أغنية فلسطينية فلكلورية شعبية.
ويؤكد أنه سيستقبل العام الجديد بالغناء وإثبات الرغبة في الاستمرار بالحياة والتمسك بالحق بالعيش بكرامة وهناء أسوة بالشعوب الأخرى.
أما بائع الفواكه المتجول أحمد لبد (28 عاما)، فكان منشغلا بترتيب الفواكه الطازجة على كارة يجرها حمار، وينادي بأسعارها الرخيصة لعله يجذب زبائن أكثر كي يشتروا منه.
ويقول لبد وهو أب لثلاثة أطفال لـ ((شينخوا))، "نحن سمعنا بأننا سنتخلص من الحصار ومن الانقسام ومن الفقر، ونأمل أن يكون ذلك حقيقة وألا يكون مجرد كلام دون فعل".
وأضاف، أن "غزة تحتاج لكل شيء كي تعيش براحة، نحن نحتاج للعمل والمصالحة وإنهاء الحصار والتخلص من كل المنغصات التي يتعرض لها الغزيون على مدار سنوات طويلة".
ويواظب لبد على الاحتفال مع عائلته الصغيرة بأحد المطاعم الرخيصة التي تناسب دخله اليومي، باستقبال العام الجديد.
ويقول "يجب علينا أن نزرع في قلوب أطفالنا حب الحياة كي يكونوا قادرين على حب بلدهم والوضع فيها"، مشيرا إلى أن الفقر ليس المشكلة الأكبر بقدر ما هي الأزمات السياسية التي ولدت الأزمة الاقتصادية.
ويضيف أنه "إذا ما انحلت الأزمة السياسية بالتأكيد سيكون وضعنا الاقتصادي أفضل وحياتنا أفضل، ونأمل من المسؤولين الفلسطينيين أن يهتموا بمستقبلنا ومستقبل أطفالنا".
فيما استعدت الأربعينية لينا جاموس مع ابنتها وابنها، لاستقبال عام 2020 على طريقتها الخاصة، بالتجول في الأسواق والمولات التجارية.
وتمنت لينا أن يعم الخير على غزة وسكانها، قائلة إن "شعب غزة يحب الحياة ونطالب بالحياة بكل ما أوتينا من قوة".
وتضيف أن "غزة بحاجة إلى حل جذري والعودة للحياة من جديد وذلك لن يتم إلا بعودة السلطة الفلسطينية إلى حكمها ومنحها الشرعية الدولية، وتأمين الوظائف للشباب".
وتم الإعلان عن حفلات في عدد من المطاعم والفنادق في غزة احتفاء بالعام الجديد الذي يؤمل أن يحمل السعادة والبهجة لسكان القطاع والتغلب على مصاعب حياتهم.