مقالة خاصة: العالم يحتفل بقدوم العام 2020 وسط دعوات للوحدة من أجل مستقبل أفضل
بكين 2 يناير 2020 (شينخوا) مع انطلاق ألعاب نارية كبيرة مبهرة فوق ميناء مدينة سيدني، أصبحت هذه الحاضرة الاسترالية الكبيرة أول مدينة كبيرة تحتفل بقدوم العام 2020 مع بشائر الفجر فوق نصف الكرة الجنوبي.
كان فريدي، الذي يعمل في ملبورن، ولم يعطِ اسم عائلته خلال حديثه مع ((شينخوا))، من بين أكثر من مليون محلي وزائر أجنبي شهدوا الألعاب النارية عشية العام الجديد. ومع تمنياته بالسلام للعالم، أعرب أيضا عن الأمل بأن تخمد نيران حرائق الغابات في استراليا قريبا.
وهناك الكثير مثله ممن تجمعوا في ساحات شهيرة مثل بوابة براندنبرغ في برلين بألمانيا، أو على نهر التايمز في لندن، وحملوا التطلعات والآمال للسنة الجديدة.
لقد كانت السنة الماضية مضطربة للكثير من الناس، مع تأثر حياتهم بشح الموارد، والتوترات التجارية، والنزاعات والحروب الاقليمية، والبيئة المتدهورة. وفي العام الجديد، يبدو أن الوحدة والتعاون أمران مطلوبان أكثر من أي وقت مضى، لتمضي البشرية نحو مستقبل أفضل.
التبادلات تحقق الفرحة
في ساحة تايمز سكوير بمدينة نيويورك الأمريكية، تجمع نحو مليون شخص من أنحاء العالم للاحتفال بالعام الجديد.
وساهمت رقصات تقليدية صينية في إبهار الحاضرين بالجمال الفريد للثقافة الصينية على طول طريق الحرير العريق، وحماسة وكرم الشعب الصيني.
تم تنظيم هذه الفعالية من قبل رابطة الصداقة الصينية - الأمريكية وتحالف ساحة (تايمز سكوير)، حيث تميز العرض بمشاركة عشرات من الراقصات بملابس تقليدية صينية مستوحاة من أزياء ورسومات على جدران كهوف موقاو، وهي من المواقع التراثية الشهيرة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، في مقاطعة قانسو شمال غرب الصين.
وفي بريطانيا، أضاءت الألعاب النارية السماء فوق مدن لندن وادنبره ومانشستر ونوتنغهام.
وفي حديث مع ((شينخوا))، أشاد عمدة لندن صادق خان، بإسهامات الزوار والمستثمرين والطلاب الصينيين في لندن، مشيرا إلى أن هذا خيار منفعة مزدوجة بين بريطانيا والصين.
التنمية تبقى أولوية
في كلمته بمناسبة العام الجديد، تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتحقيق الهدف الأول من أهداف المئويتين في الصين، أي بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل في البلاد، في هذا العام "الهام".
والمقصود بأهداف المئويتين هو الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني (1921-2021) بتحقيق مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل في الصين. وهدف المئوية الثانية هو الاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الصين الجديدة (1949-2049)، بتحقيق الصين دولة اشتراكية حديثة وقوية وديمقراطية ومخضرة ومتناغمة وجميلة.
وفي كلمته، تعهد شي بتخليص كافة المواطنين الريفيين ممن يعيشون تحت خط الفقر الحالي من الفقر، والقضاء على الفقر في كافة المحافظات الفقيرة.
أما الرئيس الزامبي ادغار لونغو، فقد وصف في كلمته بمناسبة العام الجديد، عام 2019 بأنه "عام مليء بالتحديات" حيث كان للمناخ المتطرف تأثير كبير على الإنتاج الزراعي وتوليد الكهرباء.
وقال إن حكومته قد وضعت الخطط لتخليص هذا البلد المحاط باليابسة من كافة جوانبه، والواقع في وسط افريقيا، من الوضع الاقتصادي الصعب، وتعهد بمواصلة العمل لتمكين المرأة وتعزيز دورها في التنمية الوطنية.
الوحدة مطلوبة لمواجهة التحديات
وفي كلمته بمناسبة العام الجديد، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ أيضا إن الصين ستتمسك بثبات بطريق التنمية السلمية، وصيانة السلام العالمي ودفع التنمية المشتركة.
وقال "نقف على أهبة الاستعداد لتضافر الجهود مع الشعوب في أنحاء العالم للبناء الفعال للحزام والطريق، والدفع باتجاه بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية".
وفي نفس الإطار، دعا الكثير من زعماء العالم إلى التماسك الاجتماعي من أجل معالجة التحديات والمصاعب التي تواجه بلدانهم وشعوبهم والعالم أجمع.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته بمناسبة العام الجديد، يوم الثلاثاء "نحن نعيش في زمن مضطرب ومتغير ومتناقض، ولكن بإمكاننا، بل ويجب علينا، أن نفعل كل شيء حتى تنمو روسيا بصورة ناجحة، وحتى يتغير كل شيء في حياتنا للأحسن".
واضاف "فقط عندما نتحد يمكننا معالجة تلك القضايا التي يواجهها مجتمعنا وبلدنا اليوم. وحدتنا هي الأساس لتحقيق الأهداف الأسمى".
كانت معالجة تغير المناخ مركز اهتمام كلمة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بمناسبة العام الجديد، والتي بثت يوم الثلاثاء.
وقالت "إن احترار كوكبنا أمر حقيقي، ومُهدّد" مضيفة "أن الأزمات الناجمة عن الاحترار العالمي هي من صنع البشر. ولذلك، علينا بذل كل جهد ممكن بشريا لمواجهة هذا التحدي الذي يواجه البشرية".