تحقيق إخباري: الطفل أحمد عانى من السرطان .. ودفع حياته ثمنا للحرب والحصار باليمن

2020-01-03 19:45:06|arabic.news.cn
Video PlayerClose

صنعاء، 3 يناير 2020 (شينخوا) كان الطفل اليمني أحمد فضل حسين يصارع السرطان في أحد مراكز علاج السرطان في صنعاء، عاصمة اليمن التي عصفت بها سنوات حرب أهلية وكارثة إنسانية كبرى.

وتحولت عينا أحمد إلى اللون الأبيض بينما كان الأطباء في المركز الوطني للأورام في المستشفى الجمهوري يفعلون كل ما بوسعهم في سبيل إنقاذ حياته وقالوا إنه لا توجد أدوية كافية لعلاجه.

ويتوجه معظم مرضى السرطان في اليمن بحثا عن الأدوية والعلاج إلى هذا المركز الوطني لعلاج الأورام في صنعاء التي يسيطر عليها جماعة الحوثي ويستقبل المركز أكثر من 600 مريض شهريا، بحسب التقارير الشهرية للمركز.

وتسببت الحرب الأهلية الدائرة في اليمن منذ أكثر من أربع سنوات بتوقف الدعم الحكومي للمركز، وبات معتمدا تماما على الدعم الخارجي المحدود من المنظمات الإنسانية الدولية، وذلك بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية.

وأعلن المركز مرارا بأنه على وشك الإغلاق، وهي خطوة ستحرم الآلاف من المرضى من تلقي العلاج الإشعاعي والكيميائي المنقذ للحياة.

وتقدر منظمة الصحة العالمية في تقرير في فبراير 2019، أن هناك حوالي 530 الف مريض بالسرطان في اليمن.

ومضى شهر منذ وصول الطفل أحمد ((15 عاما)) برفقة والديه وعمه إلى صنعاء، والذين جاءوا من محافظة أبين الجنوبية بحثا عن علاج في هذا المركز.

وقال محمد حسين، وهو عم الطفل أحمد، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "تمكنا من إسعاف أحمد إلى صنعاء بصعوبة بالغة بسبب ارتفاع تكلفة النقل" وتبعد محافظة أبين نحو 427 كيلومترا جنوب شرق العاصمة صنعاء.

وأضاف العم "ليس لدينا ما يكفي من المال... وأحمد حالته حرجه ويحتاج إلى السفر إلى خارج اليمن من أجل العلاج".

بجانب سرير أحمد، يرقد مئات الأطفال والنساء والرجال على الأسرة في المركز من أجل تلقي العلاج.

وقال الدكتور غسان المشرقي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن الكثير من الحالات تحتاج إلى السفر فورا إلى مستشفيات متخصصة خارج اليمن من أجل انقاذ حياتهم"، مشيرا إلى الوضع الحرج للطفل أحمد المصاب بسرطان الرقبة.

وأثناء فحص طفل آخر، قال الدكتور المشرقي " هذا الطفل، عبدالله عنتر البالغ ((7)) أشهر، يعاني من ورم في العقد العصبية، وسوائل شديدة في الرئة اليسرى، وهو في حاجة ماسة للسفر إلى الخارج للعلاج".

ويتلقى الطفل عبدالله العلاج الكيميائي في المركز منذ أسابيع.

بدأت الحرب الأهلية في اليمن في أواخر عام 2014 عندما اقتحمت ميليشيات الحوثي العاصمة صنعاء وأجبرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى المنفي وتدخل التحالف العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية في مارس 2015 لمساعدة حكومة هادي.

وأدت الحرب إلى قطع رواتب موظفي القطاع العام، وتسببت في تضخم شديد، وخفضت الواردات ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.

وقال مدير المركز، الدكتور عبدالله ثوابه: "يستقبل المركز سنوياً حوالي 6 الآف مريض، وهناك نقص كبير في الأدوية، كما يحتاج المركز إلى جهاز إشعاعي حديث ومتطور ثلاثي الأبعاد لعلاج المرضى الذين يحتاجون للعلاج الإشعاعي عالي الدقة".

وأدى إغلاق مطار صنعاء إلى تعمق الكارثة الإنسانية، حيث أن الكثير من مرضى السرطان لا يستطيعون تحمل مشقة السفر برا" بحسب ما قاله الدكتور ثوابه لوكالة أنباء ((شينخوا))، قبل لحظات قليلة من وفاة أحمد.

الصور

010020070790000000000000011100001386766931