تقرير سنوي: أمل التغيير يحذو المغاربة بعد إطلاق لجنة للنهوض بالأوضاع وإنجازات أمنية ودبلوماسية تدعم الاستقرار في 2019
الرباط 7 يناير 2020 (شينخوا) خرج المغاربة من سنة 2019 محملين بأمل كبير في تغيير أوضاعهم إلى الأحسن ورؤية بلادهم تتطور بعد إعلان ملك البلاد في خطاب العرش (يوليو) عن تأسيس لجنة خاصة مهمتها تقديم وصفة ناجعة ودقيقة لتخطي أزمات البلاد، كما كانوا شاهدين على إنجازات دبلوماسية وأمنية كرست حضور المغرب في محيطه الإقليمي ودوره كقوة داعمة للسلم والاستقرار.
وبخصوص إعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس عن إعادة النظر في النموذج التنموي للبلاد عبر لجنة تسمى رسميا بـ"اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي"، فقد ربط محللون بين هذا الإعلان وبين تقارير وإحصاءات نشرتها مؤسسات رسمية (بنك المغرب، المندوبية السامية للتخطيط، المجلس الاقتصادي والبيئي) خرجت في معظمها بمؤشرات مقلقة حول قضايا البطالة والنمو الاقتصادي وأوضاع الشباب وفعالية الإدارة.
وتفاعلا مع هذه المؤشرات المتزايدة والصادرة عن مؤسسات رسمية بوجود مشاكل تعيق تنمية البلاد، عين العاهل المغربي 35 عضوا في 12 ديسمبر الماضي باللجنة الجديدة "يحظون بمسارات أكاديمية ومهنية متعددة، وعلى دراية واسعة بالمجتمع المغربي وبالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئة"، حسب ما وصف به بيان سابق للديوان الملكي المغربي أعضاءها.
وتضم اللجنة أيضا، وفقا للمصدر نفسه، "كفاءات مغربية تعمل داخل الوطن وبالخارج ، مشهود لها بالعطاء والالتزام، تنخرط في القطاعين العام والخاص، أو في المجتمع المدني".
وكلف العاهل المغربي، شكيب بنموسى برئاسة اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، وسيقوم بنموسى وبقية الأعضاء العمل على بحث ودراسة الوضع الراهن بالمملكة، بصراحة وجرأة وموضوعية، بالنظر إلى المنجزات التي حققتها، والإصلاحات التي تم اعتمادها، وما ينتظره المواطن، والسياق الدولي الحالي وتطوراته المستقبلية، وفقا لتوجيهات الملك محمد السادس.
سقف زمني صارم
وإذا كانت المهمة الملقاة على عاتق اللجنة لإيجاد حلول مبتكرة وجديدة لمختلف ما يعتري نموذج البلاد في شتى مجالات من أعطاب وهنات، فالوقت المخصص لذلك محدد بسقف زمني صارم هو صيف هذا العام.
ولم يتم بعد تحديد أي تاريخ من الصيف، لكن في الغالب ستكون اللجنة مطالبة بتقديم تقريرها تزامنا الدخول السياسي الذي يبدأ في أكتوبر.
ومباشرة بعد تعيين العاهل المغربي لأعضائها، قامت اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي في آخر أسبوع من ديسمبر الماضي بوضع "ميثاق أخلاقي" يتضمن أهم القواعد المتعلقة بطريقة اشتغالها وبالتزامات أعضائها.
ومنذ اليوم الثاني من يناير من العام الجديد، شرعت اللجنة في جلسات استماع للأحزاب والنقابات كمرحلة أولى ستليها جلسات استماع لتلقي مقترحات مؤسسات وهيئات تماشيا مع قرار اللجنة الانفتاح كل "المؤسسات والقوى الحية للأمة" بهدف جمع مساهمات وآراء جميع الأطراف قبل البدء في تشخيص المشاكل الكبرى والبحث عن حلول مناسبة لها على ضوء خلاصات هذه المشاورات الوطنية.
نجاعة أمنية عالية
وفي المجال الأمني، تميزت 2019 بإنجازات نوعية مع نجاح الأمن خلالها في توقيف 990 شخصا يشتبه في ارتباطهم ب 509 شبكات إجرامية تنشط في اقتراف السرقات بالشارع العام، وتوقيف 505 منظمين للهجرة غير الشرعية يشتبه في تورطهم في 62 شبكة إجرامية متخصصة في الاتجار بالبشر وتنظيم الهجرة السرية.
كما نجح الأمن، حسب الحصيلة السنوية التي نشرتها المديرية العامة للامن الوطني عبر الإعلام الرسمي، في توقيف 27 ألفا و317 مرشحا للهجرة غير النظامية، من بينهم 20 ألفا و141 من جنسيات أجنبية، وحجز أزيد من ثلاثة آلاف وثيقة سفر أو سند هوية مزورة.
وبلغت كميات الحشيش ومشتقاته المحجوزة 179 طنا و657 كيلو غراما، بزيادة ناهزت 127 طنا تقريبا مقارنة مع سنة 2018، فضلا عن ضبط 542 كيلو غراما و455 غراما من مخدر الكوكايين، وسبع كيلو غرامات و 196 غراما من الهيروين.
دبلوماسية فاعلة
وفي مقابل العمل الأمني الذي ركز على مكافحة الاتجار بالبشر والمخدرات والهجرة السرية والشبكات الإجرامية العابرة للحدود بما يدعم السلم والاستقرار، عملت دبلوماسية المملكة، بنفس الهدف، على تعزيز وشائجها وعلاقتها مع عمقها الإفريقي من خلال عدة تظاهرات وأنشطة دبلوماسية رسمية.
وفي هذا الصدد، استعرضت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في حصيلة مماثلة نشرها الإعلام الرسمي أهم الأنشطة التي بذلتها في إطار دعم الاستقرار والسلم بالقارة الإفريقية وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع بلدانها لاسيما في إطار الاتحاد الإفريقي.
وشارك المغرب، خلال شهر أكتوبر 2019 في الدورة الثالثة العادية للسنة التشريعية الخامسة لبرلمان عموم إفريقيا.
ووفقا لحصيلة الوزارة، فقد شارك المغرب في أغسطس 2019 في الاجتماع السنوي الثالث لجمعيات الأمناء العامين لبرلمانات أفريقيا، والذي انتخب المغرب في ختام أشغاله كنائب لرئيس هذه الجمعية، علاوة على متابعته لجميع أنشطة مجلس الأمن والسلم بصفته عضوا، للفترة 2018 - 2020.
وانتخب المغرب في يناير 2019 ولمدة سنتين، كرئيس للجنة التقنية المتخصصة حول التجارة والصناعة والموارد المعدنية المنعقدة يومي 11 و 12 يناير 2019 بأديس أبابا، كما تم تعيين السفير المغربي محمد بلعيش ممثلا خاصا للاتحاد الإفريقي في السودان.