النص الكامل لمقال موقع من الرئيس الصيني في صحف ميانمارية

2020-01-16 17:25:07|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 16 يناير 2020 (شينخوا) نشر مقال موقع بقلم الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعنوان "كتابة فصل جديد في صداقتنا الأخوية (باوك-فاو) الممتدة في القدم لآلاف السنين" اليوم (الخميس) في ثلاث صحف ميانمارية قبل زيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس شي لهذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.

وفيما يلي النص الكامل للمقال الذي نشر في صحف ((ميانما ألين)) و((ذي ميرور)) و((غلوبال نيو لايت أوف ميانمار)):

كتابة فصل جديد في صداقتنا الأخوية (باوك-فاو) الممتدة في القدم لآلاف السنين

شي جين بينغ

رئيس جمهورية الصين الشعبية

مع احتفالنا بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وميانمار، يسعدني بالغ السعادة أن أقوم بزيارة دولة إلى ميانمار بدعوة من الرئيس يو وين مينت. وكنت قد زرت هذه الأرض الجميلة في عام 2009 وتركت مناظرها الطبيعية العامرة بالصفاء وثقافاتها المتنوعة وشعبها المجد والمجتهد أثرا عميقا في نفسي. ومع الزيارة المرتقبة، أتطلع إلى تجديد العلاقات الأخوية (باوك-فاو) التي تجمع بين الصين وميانمار ومناقشة تعاوننا المستقبلي.

إن الصين وميانمار جارتان متجاورتان تربطهما جبال وأنهار مشتركة. وقد عاش شعبينا بجوار بعضهما البعض منذ آلاف السنين. وفي اللغة الميانمارية، تعني كلمة "باوك-فاو" الأخوة من نفس الأم. وهو وصف مناسب للمشاعر الأخوية التي تجمع بين شعبينا، اللذين ترجع روابطهما الوثيقة إلى العصور القديمة. منذ القرن الرابع قبل الميلاد، بدأ أسلافنا في تحقيق التبادل التجاري مع بعضهم البعض من خلال "طريق الذهب والفضة" الذي يربط بين مقاطعتي سيتشوان ويوننان الصينيتين بميانمار والهند. وفي عهد أسرة تانغ الصينية في أوائل القرن التاسع، قاد أمير مملكة بيو مجموعة من الراقصين والموسيقيين للقيام بزيارة إلى تشانغ آن (عاصمة أسرة تانغ والمعروفة اليوم باسم شيآن). واحتفى الشاعر باي جيوى يي، وهو الشاعر الصيني الأبرز في عصره، بأدائهم الساحر في قصيدة عنوانها "موسيقي من مملكة بيو". وبعد وقت قصير من تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، كانت ميانمار أول دولة ذات نظام اجتماعي مختلف تعترف بالصين الجديدة. ومنذ ذلك الحين، يبذل كبار رجال الدولة في بلدينا جهودا هائلة لتنمية العلاقات بين الصين وميانمار. ولايزال الناس يتذكرون بإعزاز احتفال رئيس مجلس الدولة الصيني الراحل تشو إن لاي، الذي زار ميانمار تسع مرات، بمهرجان ثينجيان مع شعب ميانمار وهو يرتدي الملابس المحلية التقليدية.

طوال 70 عاما من علاقاتنا الدبلوماسية، ناصرت الصين وميانمار معا المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وقامتا بوضعها موضع التنفيذ. إن علاقاتنا تتسم بالثقة المتبادلة والاحترام المتبادل والدعم المتبادل. وقد أصبحت مثالا بارزا للمساواة والتعاون القائم على الفوز المشترك والتنمية المشتركة بين البلدان ذات الأحجام المختلفة. وعادت علاقاتنا الوثيقة بفوائد حقيقية على الناس في كلا البلدين.

-- لقد عززنا الثقة السياسية المتبادلة. ففي ستينيات القرن الماضي، أصبحت ميانمار أول دولة من بين جيران الصين تقوم بتسوية قضية الحدود مع الصين بروح التشاور القائم على قدم المساواة، والتفاهم المتبادل، والتوافق المتبادل. واليوم، تتمتع دولتانا بتبادلات وثيقة رفيعة المستوى، وتنمو شراكة التعاون الإستراتيجية الشاملة بيننا بصورة مطردة. وتدعم الصين بقوة ميانمار في اتباع طريق تنمية يتلاءم مع ظروفها الوطنية. وتدعم الصين الجهود التي تبذلها حكومة ميانمار لتعزيز السلام والمصالحة، وتدعم ميانمار في حماية حقوقها ومصالحها المشروعة وكرامتها الوطنية على الساحة الدولية. ومنحت ميانمار، من جانبها، الصين دعما قويا في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية للصين.

-- لقد واصلنا توسيع تعاوننا العملي. فاقتصادا الصين وميانمار متكاملان للغاية، ما يعد بفضاء كبير للتعاون. وتعد الصين منذ فترة طويلة أكبر شريك تجاري وأهم مصدر للاستثمار بالنسبة لميانمار. فقد بلغ حجم التبادل التجاري بيننا 16.8 مليار دولار أمريكي في الأشهر الـ11 الأولى من عام 2019. والمزيد والمزيد من المنتجات الزراعية والحيوانية الميانمارية تشق طريقها إلى المطابخ الصينية. ويجرى تعاون مثمر في بناء البنى التحتية والعديد من المجالات الأخرى. ومع كون ميانمار دولة شريكة مهمة في مبادرة الحزام والطريق، يستفيد جانبانا من تقارب إستراتيجياتهما التنموية. وقد وقعنا وثائق تعاون حول بناء الممر الاقتصادي بين الصين وميانمار وأنشأنا لجنة مشتركة معنية بالممر الاقتصادي بين الصين وميانمار للإشراف على التقدم المطرد.

-- لقد واصلنا تعزيز الروابط الشعبية. فالتبادلات الثقافية والدينية والشعبية النابضة بالحياة بيننا تقدم دعما قويا لتعميق صداقتنا الأخوية. فقد تم عرض الكنز الوطني الصيني، بقايا أسنان بوذا، أربع مرات في ميانمار إجلالا واحتراما لرغبة عامة الجماهير. وبتبرعات قدمتها ميانمار، تم بناء ضريح على الطراز الميانماري في معبد وايت هورس في لويانغ بمقاطعة خنان الصينية. وبمساعدة أطباء وممرضين صينيين، استعاد العديد من المرضى المصابين بإعتام عدسة العين في ميانمار بصرهم كما تلقى أطفال يعانون من أمراض قلب خلقية رعاية طبية مناسبة. ووجدت أفلام وبرامج تليفزيونية صينية رائجة جمهورا عريضا في ميانمار.

في هذا العام، ستحقق الصين هدفها المئوي الأول والمتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى الجوانب. وتحرز ميانمار تقدما متواصلا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي الوقت الذي نحتفل فيه بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية، من المهم أن نواصل صداقتنا التقليدية ونعمق التعاون متبادل المنفعة، حتى ننقل العلاقات بين الصين وميانمار إلى عصر جديد.

-- نحن بحاجة إلى وضع خطة جديدة للعلاقات الثنائية من خلال تعزيز التواصل الإستراتيجي. وسوف يواصل الجانبان الاستفادة من الدور الحيوي للتبادلات رفيعة المستوى في توجيه علاقاتنا، وتكثيف التواصل والتنسيق على جميع المستويات، وتبادل الخبرات التنموية. ومن المهم أن نستمر في إظهار دعم متبادل قوي في القضايا المتعلقة بالمصالح الأساسية لبعضنا البعض. ومن خلال تعميق شراكة التعاون الإستراتيجية الشاملة بيننا بمنظور إستراتيجي وطويل الأجل، سنجعل فكرة بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك تترسخ في قلوب وعقول شعبينا. إن الصين تدعيم ميانمار في دفع عملية السلام والمصالحة من خلال الحوار السياسي. وسوف يعمل الجانبان معا لضمان السلام والاستقرار على طول حدودنا.

-- نحن بحاجة إلى جلب زخم جديد لتعاوننا متبادل المنفعة من خلال تعميق التبادلات التجارية والاقتصادية. ويحتاج الجانبان إلى تعميق تعاون الحزام والطريق الموجهة نحو تحقيق النتائج والانتقال من المرحلة المفاهيمية إلى مرحلة التخطيط والتنفيذ الملموسين فيما يتعلق ببناء الممر الاقتصادي بين الصين وميانمار. وثمة حاجة إلى بذل جهود لتعزيز الركائز الثلاث للممر الاقتصادي بين الصين وميانمار وهي منطقة كياوكبيو الاقتصادية الخاصة، ومنطقة التعاون الاقتصادي بين الصين وميانمار، ومدينة يانغون الجديدة. كما إننا بحاجة إلى تعميق التعاون العملي ذي المنفعة المتبادلة في مجالات مثل الربط والكهرباء والطاقة والنقل والزراعة والمالية وسبل الرزق لكي تعود مزيد من الفوائد على الشعبين.

-- نحن بحاجة إلى إضافة مادة جديدة إلى صداقتنا الأخوية من خلال زيادة التبادلات والتعلم المتبادل. فقد خصص الجانبان عام 2020 ليكون عام الثقافة والسياحة بين الصين وميانمار. فالمناظر الطبيعية الخلابة والتراث الثقافي الساحر في ميانمار سيجذبا بالتأكيد المزيد والمزيد من السائحين الصينيين. وللاحتفال بالذكرى الـ70 لإقامة علاقاتنا الدبلوماسية، سيستضيف الجانبان سلسلة من الأحداث لتوسيع التبادلات والتعاون في مجالات التعليم والدين والإعلام والأفلام والبرامج التليفزيونية. وسوف تساعد مثل هذه الأحداث المشتركة على تقوية الدعم العام للصداقة بين الصين وميانمار، وبالتالي تدعيم وإعادة تنشيط صداقتنا الأخوية.

-- نحن بحاجة إلى إحراز تقدم جديد في السلام والاستقرار الإقليميين من خلال تعزيز التنسيق والتعاون. ففي مواجهة تصاعد الأحادية والحمائية، تحتاج دولتانا إلى تعزيز التنسيق والتعاون في المحافل متعددة الأطراف، مثلما هو الحال في الأمم المتحدة وداخل إطار تعاون شرق آسيا وتعاون لانتسانغ-ميكونغ. وفي هذا العصر الجديد، نحتاج إلى دعم روح المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وتشجيع الجهود الرامية إلى تعزيز نمط جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون القائم على الفوز المشترك، والسعي إلى بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

لدى الأهالي في الصين وميانمار أقوال متشابهة مفادها أن إجراء مزيد من التبادلات من شأنه أن يحدث تقاربا أوثق بين العائلات والأصدقاء. وفي عام الذكرى الـ70 هذا، تقف العلاقات بين الصين وميانمار عند نقطة انطلاق جديدة. فلنعمل يدا بيد لبناء مجتمع أوثق ذي مستقبل مشترك بين الصين وميانمار وكتابة فصل جديد في صداقتنا الأخوية الممتدة في القدم لآلاف السنين.

010020070790000000000000011101451387102461