الصين وميانمار تتفقان على بناء مجتمع مصير مشترك معا

2020-01-18 16:05:07|arabic.news.cn
Video PlayerClose

ناي بي تاو 18 يناير 2020 (شينخوا) اتفقت الصين وميانمار على العمل معا لبناء مجتمع مصير مشترك، ما يفتح عصرا جديدا من العلاقات الثنائية.

وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ مع مستشارة الدولة في ميانمار أونغ سان سو تشي عن هذا القرار خلال محادثاتهما الرسمية في ناي بي تاو عاصمة ميانمار اليوم (السبت).

وقال شي إن الصين وميانمار تتمتعان بصداقة "أخوية" عميقة، وتواجهان فرصا تنموية جديدة في العلاقات الثنائية حيث دخلت كلاهما في مرحلة جديدة من التنمية الوطنية.

وأوضح شي أن هذه المرة، قرر الجانبان بناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وميانمار، مستهلين بذلك حقبة جديدة من العلاقات الثنائية.

وحث الرئيس على ضرورة بذل جهود لتنفيذ القرار والتخطيط المنهجي ونشر التبادلات والتعاون في المرحلة التالية في مختلف المجالات وتعزيز التوجيه السياسي للعلاقات الثنائية، من أجل دفع العلاقات بين الصين وميانمار نحو مستوى أعلى.

أولا، قال شي إنه يتعين على البلدين الإسراع في مواءمة استراتيجياتهما التنموية وبذل المزيد من الجهود لبناء الممر الاقتصادي بين الصين وميانمار.

ينبغي على الجانبين المضي قدما في خطتهما الخمسية للتعاون الاقتصادي والتجاري، والتشابك بشكل فعال بين استراتيجياتهما التنموية، وكذلك تنفيذ تعاونهما الاقتصادي والتجاري وكذلك تعاونهما في مجال الطاقة الإنتاجية.

وفي معرض تأكيده الأهمية القصوى للممر الاقتصادي في تعاونهما بشأن مبادرة الحزام والطرق، قال شي إن الجانبين شرعا في البناء الأساسي للممر، مضيفا أنه على الجانبين العمل على زيادة شعور المنفعة لدى الشعبين، لا سيما شعب ميانمار، في أقرب وقت ممكن.

ثانيا، يتعين على البلدين التركيز على مشروعات التعاون الرئيسية لتعزيز الارتباطية، وفقا لما قال شي.

واتفقت كل من الصين وميانمار على السماح لمشروعات كياوكفيو بلعب دور نموذجي وقيادي في بناء الممر الاقتصادي بين الصين وميانمار، والإسراع في بناء منطقة التعاون الاقتصادي الحدودية بين البلدين ومدينة يانغون الجديدة، وذلك لاستكمال المخطط الشامل للممر الاقتصادي المدعوم من الحدود الشمالية والشرقية والغربية.

وقال شي إنه يتعين على الجانبين المضي قدما في مشروعات الارتباطية، بما في ذلك الطرق السريعة والسكك الحديد وشبكات الطاقة، من أجل تشكيل شبكة هيكلية للممر.

ثالثا، أوضح شي أنه يتعين على الصين وميانمار توسيع التجارة والاستثمار وتعزيز التعاون المحلي، مضيفا أن الصين تلتزم دائما بدعم العدالة مع السعي وراء المصالح المشتركة في تعاونها العملي مع ميانمار.

وأعرب شي عن ترحيب بكين بزيادة صادرات ميانمار إلى الصين، ودعمها للشركات الصينية في زيادة الاستثمار في ميانمار، مشيرا إلى استعداد الصين لتعزيز التعاون المالي على المستوى الثنائي.

وشجع شي الجانبين على منح الفرصة الكاملة للمزايا الجغرافية لممرهما الاقتصادي وتعزيز التبادلات والتعاون بين ميانمار والمقاطعات الصينية بما في ذلك مقاطعة يوننان، وذلك للمساهمة في التنمية الشاملة للبلدين.

رابعا، قال شي إنه يتعين على الصين وميانمار تعميق التبادلات الشعبية والثقافية وتعزيز الصداقة والتفاهم بين شعبيهما.

وحث الجانبين على إنجاح فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ70 للعلاقات الدبلوماسية الثنائية وعام الثقافة والسياحة بين الصين وميانمار، وتشجيع المزيد من الشباب على إجراء التبادلات من أجل تمرير الصداقة "الأخوية" من جيل إلى آخر.

وأشار شي إلى أنه يتعين على الصين وميانمار السعي لتحسين سبل معيشة الشعبين وأمنهما وإنشاء البنية التحتية على طول الممر الاقتصادي بين البلدين لعودة النفع على المزيد من شعب ميانمار في أقرب وقت ممكن.

ومن جانبها، أعربت أونغ سان سو تشي عن ترحيبها الحار مجددا بالرئيس شي، قائلة إن ميانمار تعتز بشدة بصداقتها مع الصين وتأمل في الاستمرار كونها صديقة جيدة للصين.

وقالت إن زيارة شي، التى اكتسبت أهمية بارزة وأسفرت عن نتائج مثمرة، ستعمق بدرجة كبيرة الصداقة "الأخوية" بين ميانمار والصين وستعزز التعاون العملي بينهما.

وأعربت عن استعداد ميانمار للمضي قدما بنشاط في بناء الممر الاقتصادي والتنفيذ الكامل للمشروعات في كياوكفيو ودفع التعاون إلى الأمام في مجالات مثل النقل والطاقة والقدرة الإنتاجية والعلوم الإنسانية والحدود إلى جانب التعاون على المستويات المحلية.

كما أعربت عن استعداد ميانمار لبذل جهود مشتركة مع الصين للمضي قدما وبناء مجتمع مصير مشترك بين الجانبين وتحقيق المنفعة الأفضل للشعبين.

وقالت أونغ سان سو تشي إن إحدى السمات البارزة في العلاقات بين ميانمار والصين تكمن في الاحترام والتفاهم والدعم على نحو متبادل.

وأوضحت أن الصين منذ فترة طويلة تمنح ميانمار تفهما ودعما ثمينين على المستويين الثنائي والدولي، لافتة إلى أن شعب ميانمار سيتذكر ذلك دائما.

وقالت إن دعم الصين لا ينبع من مصلحة ذاتية لديها، بل لحماية الإنصاف والعدالة، وهو أمر ثمين بشكل خاص للبلدان الصغيرة مثل ميانمار.

وأضافت أنه في الوقت الحالي، لا يزال يتعين حل المشكلات المتعلقة بالسلام والتنمية في العالم، وكذلك العدالة والإنصاف على الصعيد الدولي.

وقالت إن بعض الدول كانت تتدخل بشكل سافر في الشؤون الداخلية لدول أخرى باسم حقوق الإنسان أو القضايا العرقية أو الدينية، مشيرة إلى أن ميانمار لن تنحني أبدا لمثل هذا الضغط والتدخل.

كما أعربت عن أملها في أن تواصل الصين الدفاع عن العدالة للبلدان الصغيرة والمتوسطة، بما فيها ميانمار، في المحافل الدولية وأن تلعب دورا بنّاء في تعزيز عملية السلام في ميانمار.

وفي معرض تأكيده أن الوقت كفيل بالكشف عما بداخل القلب وأن الصديق يظهر وقت الضيق، قال شي إن الصين صديقة جيدة جديرة بثقة ميانمار.

وأشار شي إلى أن الصين وميانمار تدعمان بشكل مشترك المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وتمارسانها، لافتا إلى أن الجانبين وثقا في بعضهما البعض وساعدا بعضهما البعض وقدما أيضا نموذجا للتبادلات يُحتذى به بين الدول وإسهامات تاريخية في تعزيز إقامة نمط جديد من العلاقات الدولية.

وقال شي إن الصين تلتزم دائما باحترام الاختيار المستقل لشعوب جميع الدول لمسار التنمية المناسب لظروفها الوطنية، وتصر على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

كما تعهد بأن تواصل الصين دفاعها عن العدالة في ميانمار على الساحة الدولية، ودعمها لميانمار في حماية كرامتها الوطنية وحقوقها ومصالحها المشروعة.

وأكد أيضا دعم الصين لميانمار في دفع عملية السلام المحلية وتحقيق المصالحة الوطنية، معربا عن استعداد الصين لمواصلة لعب دور بنّاء في هذا الصدد.

وبعد المحادثات، حضر الزعيمان حفل تبادل لوثائق التعاون الثنائي التي تغطي المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والإنسانية والمحلية وغيرها.

كما أصدرت الصين وميانمار بيانا مشتركا يوم السبت.

ووفقا للبيان، اتفق الجانبان على مواصلة تعزيز التنسيق والتعاون في المحافل الإقليمية ومتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة والتعاون بين الصين وآسيان وآلية تعاون لانتسانغ- ميكونغ.

كما اتفق الجانبان على تقديم دعم متبادل بشأن القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لبعضهما البعض والشواغل الرئيسية لكل منهما، والعمل بشكل وثيق في القضايا العالمية المتعلقة بالتحديات التي تواجهها البلدان النامية، ودعم السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم بشكل مشترك.

وأشار البيان المشترك إلى أن الجانبين سيواصلان تفاعلهما الوثيق رفيع المستوى، وتعزيز الثقة السياسية المتبادلة والتواصل الاستراتيجي، وتعميق تبادل الخبرات في مجال الحوكمة، ومواصلة تعزيز التبادلات الودية بين المؤسسات التشريعية والأحزاب السياسية والمحليات.

كما تعهدا بمواصلة التفعيل الكامل لدور الآليات الحكومية المعنية بالتعاون العملي، مثل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني ولجنة التعاون الزراعي، وتعميق التعاون الملموس في مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والزراعة والغابات والقدرة الصناعية والاستثمار والتمويل.

   1 2 >  

010020070790000000000000011101451387156851