مقالة خاصة: سور الأزبكية.. جنة محبي الكتب الرخيصة والنادرة في مصر

2020-01-25 17:45:07|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القاهرة 25 يناير 2020 (شينخوا) يتضمن معرض القاهرة الدولي للكتاب، سوقا لبيع الكتب المستعملة والملصقات السينمائية والصور الفوتوغرافية، وهي سوق شهيرة تعرف باسم "سور الأزبكية"، ويعتبرها البعض الخيار الأفضل بالنسبة لهم، بسبب رخص أسعار الكتب.

وافتتح رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الأربعاء الماضي المعرض، في دورته الـ 51، ويضم 900 دار نشر من 40 دولة عربية وأجنبية، بزيادة 153 دار نشر عن دورته السابقة، كما يضم 808 أجنحة بزيادة 86 جناحا عن دورته الماضية.

وقال عاطف عبد العزيز، وهو رجل في السبعينيات من عمره معروف بعراب السوق، إن "سور الأزبكية هي الجنة السرية لجميع ديدان القراءة".

ويقع المقر الأصلي لسور الأزبكية في منطقة العتبة بالقرب من وسط القاهرة، وتواظب مكتبات السوق على المشاركة في معرض الكتاب تقريبا كل عام.

لكن هذا العام تم تخفيض المساحة المخصصة لمكتبات السوق داخل معرض الكتاب من 121 كشكا إلى 41 متجرا فقط بسبب ارتفاع تكاليف الإيجار، حسبما ذكر عبد العزيز لوكالة أنباء (شينخوا).

وأوضح عبد العزيز، أن المعرض خصص فقط 369 مترا لسوق الأزبكية إلى جانب الأسواق القديمة الأخرى من مدينة الاسكندرية، بما لا يترك سوى تسعة أمتار لكل مكتبة.

ويشكو بعض القراء مثل أحمد، وطالب هندسة في جامعة القاهرة، من عدم العثور على ضالته هذا العام في سوق الأزبكية.

وقال أحمد لـ (شينخوا)، "اعتدت على شراء مراجع باهظة الثمن بتكلفة حوالي 600 جنيه (38 دولارا أمريكيا) من سور الأزبكية، لكن هذا العام لا تتوفر بعض كتب البرمجة، لأن العديد من البائعين لم ينضموا إلى المعرض، بسبب ضيق المساحات".

في الوقت نفسه، كانت رحاب منصور، وهي أم لطفلين، سعيدة بالعثور على العديد من الكتب والمجلات بأسعار رخيصة للغاية.

وقالت منصور، "لقد اشتريت 12 مجلة مغامرات لميكي و20 قصة بحوالي 100 جنيه فقط لأطفالي، لقراءتها في عطلة منتصف العام"، وتساءلت "أين يمكن أن أجد في مكان آخر أسعار بهذا المستوى".

وتابعت أن "سور الأزبكية هو الخيار الأفضل بالنسبة لنا، وسط ارتفاع أسعار متاجر الكتب الشهيرة"، وأردف أنه "ليس لدي مشكلة في شراء مطبوعات مستعملة أو منخفضة الجودة، لأن أطفالي يقرأونها فقط لمرة واحدة، كما أني لا استطيع تحمل أسعار الكتب المرتفعة خارج السوق".

وفي المعرض، لا يوجد موطئ قدم داخل سور الأزبكية الممتلئ بالمصريين والأجانب على حد سواء.

وقالت إيمان محمود، أثناء شراء عدد هائل من الكتب عن الآثار المصرية، إن "السوق بالنسبة لي نافذة لإيجاد مواد مطبوعة نادرة وكتب متخصصة".

واستطردت أن "سوق الأزبكية بالنسبة لي منجم ذهب للكتب التراثية القديمة"، مشيرة إلى باعة الكتب في الأزبكية مطلعين للغاية، ويمكنهم المساعدة في العثور على أي وثائق نادرة.

وأوضحت أن "معظم الكتب المباعة في الأزبكية قديمة، لكنها ذات قيمة مهمة كونها أصلية"، مضيفا أن الكتب القديمة لا يمكن العثور عليها في مكان آخر، لأن دور النشر تبيع الكتب الجديدة فقط.

وفي أحد أركان السوق القديمة في المعرض، كان عاطف محمود سعيداً لعثوره بعد فترة طويلة من البحث على بعض الكتب المنشورة في القرن التاسع عشر حول تاريخ أوروبا.

وقال بحماس، "لقد اتصل بي بائعو السوق بعد أن وجدوا طلبي"، مشيراً إلى أنه سيستخدم هذه الكتب كمرجع في أطروحته للدكتوراه.

ودعا محمود، وزارة الثقافة إلى توسيع المساحة المخصصة للسوق القديمة في معرض الكتاب، باعتبارها مهمة للغاية للباحث الذي يبحث عن الكتب النادرة.

وأضاف أن "سور الأزبكية يجب أن تدعمه الحكومة كسوق للتراث الثقافي، لأهميته التاريخية في تعزيز الوعي الثقافي".

وأكد أنه "من المفيد تواجد سوق الأزبكية كل عام في المعرض، حتى يكون متاحا أمام الزوار كل احتياجاتهم سواء كانت رخيصة أو باهظة الثمن في مكان واحد".

إلا أن بعض دور النشر تنتقد سور الأزبكية، وترى أنه يضر بأعمالها عند طباعة العديد من القصص الأصلية بأوراق ذات جودة منخفضة وبيعها بأسعار رخيصة، مما يعد انتهاكا لحقوق الملكية الفكرية.

وقال رامي الصياد بائع الكتب بدار نشر الشروق، "يجب أن يعمل سور الأزبكية فقط على بيع الكتب القديمة فقط، وليس صياغة الإصدارات الجديدة والإضرار بمبيعاتنا".

وطالب بتفعيل دور الرقابة على المطبوعات، وأرجع ارتفاع أسعار الكتب الجديدة إلى ارتفاع تكاليف الورق.

الصور

010020070790000000000000011101451387334361