مقالة خاصة: الاحتفالات بالسنة الصينية الجديدة في أوروبا
فرانكفورت/ بلغراد/ وارسو 29 يناير 2020 (شينخوا) تم تزيين الصالة الفسيحة في روزنغارتن (حديقة الورود)، وهو مركز مؤتمرات في وسط مدينة مانهايم بألمانيا، باللون الأحمر الصيني.
وتجمع الحشود أمام مواقع عرض حيث قام فنانون شعبيون من مقاطعة شنشي شمال غرب الصين، بعرض مهاراتهم في فن قص الورق والطباعة الخشبية، والخط الصيني.
كانت أنيا، البالغة من العمر تسع سنوات، تحمل قطعة ورقية عليها عبارة خطتها بيديها، تقول "عام فأر سعيد" في إشارة للعام الصيني الجديد وهو عام الفأر حسب تقويم الأبراج الصينية. وقالت "لقد تمتعت بحفل الشاي ومارست الخط. وسأعرض هذه القطعة من الخط لزملائي والمدرسين في المدرسة".
وأحيا الفنانون من شنشي حفلا مسائيا في وقت لاحق من تلك الليلة للجمهور المحلي ومن بينهم الفتاة أنيا. إنه جزء من الحدث الثقافي "السنة الصينية الجديدة السعيدة" الذي يجري في جميع أنحاء العالم. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إحياء الحفل بمنطقة القنصلية في فرانكفورت في ألمانيا.
قالت تسنغ شنغ لي، والدة أنيا إنها قادت السيارة لساعتين ونصف الساعة لحضور الحدث. مضيفة أنها "ليست المرة الأولى التي نحتفل فيها بعيد الربيع بنشاطات ثقافية مثل هذه، لكن تنوع وجودة العروض هذا العام مثيرة للإعجاب حقا".
-- تقليد جديد
صادف رأس السنة القمرية الصينية الجديدة أو ما يسمى أيضا بعيد الربيع، في 25 يناير هذا العام. وفي حين أتيحت الفرصة لسكان مانهايم وما حولها للاستمتاع بثقافة وتاريخ شنشي، رحب الناس في برلين بفرقة فنية من مقاطعة قويتشو جنوب غرب الصين. وقدمت احتفالية ضمت الغناء والرقص والموسيقى، وتعرف سكان برلين على لمحة عن التقاليد الموسيقية لمجموعات الأقليات القومية التي تعيش في قويتشو.
في الخامس عشر من يناير، وللعام التاسع على التوالي، فرشت قاعة المدينة الحمراء التاريخية في برلين، سجادة حمراء، وأضاءت الفوانيس الصينية الحمراء في احتفالية "السنة الصينية الجديدة السعيدة".
قالت سوزان شيبلي، سكرتيرة دولة بحكومة برلين، إن استضافة احتفالات العام الصيني الجديد أصبحت تقليدا ثقافيا مهما في برلين، ما يدل أيضا على التعاون الشامل بين برلين والصين، وخاصة بين برلين وشقيقتها بكين.
وفي كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح فعاليات هذا العام في برلين، أكد السفير الصيني لدى ألمانيا، وو كن، على أن التبادلات الثقافية والسياحية بين البلدين تلعب دورا متزايد الأهمية في تقريب شعبي الجانبين، وأن العلاقات الوثيقة بين الشعبين ترسي الأساس نفسه للعلاقات الثنائية.
وبالنسبة للمواطنين في العاصمة الصربية بلغراد، فإن الاحتفال بالعام الصيني الجديد بالأضواء والألعاب النارية في وسط المدينة قد أصبح تقليدا شائعا. في 24 يناير، تم تنظيم فعالية إطلاق العد التنازلي للعام الصيني الجديد في قلعة كاليميدان في بلغراد، حيث تجمع المواطنون للاستمتاع بمهرجان الأضواء الصيني الثاني.
قال تاسوفاتش، وهو مواطن من بلغراد، إنه علم بالعرض الضوئي من خلال وسائل الإعلام المحلية، وقد استمتع به كثيرا. وأضاف "لقد كان رائعا، وكانت فرصة عظيمة لنا بأن نشعر بالاحتفال بعيد الربيع هنا في بلغراد. أنا مهتم دوما بالثقافة الصينية".
وفي المدرسة البريطانية في العاصمة البولندية وارسو، وهي مدرسة دولية ذات تصنيف عال في بولندا، دُعي المعلمون الصينيون من جامعة وارسو للتكنولوجيا، إلى عرض بعض الأزياء والعادات الخاصة بالاحتفال بالعام الصيني الجديد، أمام طلاب من أكثر من 70 دولة.
قالت جوستينا بابيك، وهي أستاذة في المدرسة البريطانية بوارسو، إن الاحتفال كان تجربة ثرية للغاية للطلاب. و"أعتقد أنه من المهم الاحتفال بالثقافات المختلفة، وخاصة في مدرسة دولية مثلنا. نحتفل بالعام الصيني الجديد كل عام وأنا متأكدة من أننا سنواصل القيام بذلك".
-- علاقات أوثق
يعد الاحتفال بعيد الربيع تقليدا مهما بالنسبة للصينيين المغتربين أو الجاليات الصينية، حيث لا ينضم مسؤولون حكوميون من العديد من الدول الأوروبية إلى السكان المحليين للاحتفال فحسب، بل أيضا يغتنمون هذه المناسبة كفرصة لتعزيز العلاقات مع الصين.
في 24 يناير، شارك رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في "طقوس صحوة الأسد" أمام مكتب الحكومة في 10 داونينج ستريت، من خلال رسم عيون الأسود الصينية خلال عرض. وتم تزيين مدخل المكتب بأبيات شعر مزدوجة تحمل تمنيات طيبة، مخطوطة على ورق أحمر.
وفي شمال الراين - وستفاليا، وهي ولاية غربي ألمانيا، دأب المسؤولون على عادة تسجيل رسائل فيديوية موجهة للصينيين المقيمين في المنطقة قبل عيد الربيع.
قال أندرياس بينكفارت، وزير الاقتصاد في الولاية الفيدرالية، في مقطع الفيديو لهذا العام، إن عام الفأر يمثل صفات الموثوقية والمثابرة، والقدرة على تحويل الوضع غير المواتي إلى وضع إيجابي.
وقال "هذه خصائص نحتاجها بشكل خاص في وقتنا الراهن الذي يواجه فيه نظام التجارة العالمي تحديات متزايدة".
يذكر أن شمال الراين- وستفاليا، هي موطن ما يقرب من ربع إجمالي المغتربين الصينيين الذين يعيشون في ألمانيا.
وقال بينكفارت إن العلاقات بين شمال الراين- وستفاليا والصين "منسوجة بشكل وثيق"، حيث يوجد أكثر من 1100 شركة صينية في الولاية الألمانية وأكثر من 1000 شركة من شمال الراين - ويستفاليا في الصين. في عام 2019، أعلنت علامات تجارية صينية للهواتف الذكية المعروفة مثل Xiaomi وOppo وVivo عن خططها الاستثمارية في المنطقة.
وأرسل عمداء مدن مثل دوسلدورف وكولونيا ودويسبرغ، تمنياتهم الطيبة بمناسبة رأس السنة الصينية الجديدة من خلال الفيديوهات. وأقامت جميع المدن الثلاث علاقات وثيقة مع الصين.
قال توماس جايزل، عمدة دوسلدورف، إنه يأمل في أن تحافظ المدينة على تبادلات وثيقة مع الصين في العام المقبل، ويتوقع من الجانبين تعميق الحوار في مواجهة التحديات المشتركة مثل تغير المناخ.