عيد "يوان شياو" في مختلف دول العالم
بكين 7 فبراير 2020 (شينخوانت) يعرف عيد "يوان شياو" أيضًا باسم مهرجان الفوانيس. وقد أطلق الصينيون القدماء على أول ليلة لاكتمال القمر في السنة القمرية الجديدة اسم عيد "يوان شياو". ويحمل عيد "يوان شياو" أمنيات طيبة من الناس للسنة الجديدة، حيث يحتفل الناس بهذا العيد بعادات متنوعة، وهذا ليس فقط موروث من الثقافة التقليدية فحسب، بل يعبر الناس أيضا عن تطلعاتهم إلى حياة أفضل. وفي الحقيقة، تحتفل العديد من دول العالم بعيد "يوان شياو" في اليوم الخامس عشر من الشهر الأول حسب التقويم القمري مثل الصينيين.
ويسمى الشعب الياباني اليوم الخامس عشر من الشهر الأول القمري ب"العيد الأول الصغير". وفي هذا اليوم، تنظم العديد من الأنشطة الاحتفالية الشعبية، خاصة في الحي الذي يقطنه بكثافة الصينيون المغتربون. ويبدأ مهرجان الفوانيس عادة في المساء، ويزخرف الحي كله بألوان زاهية، حيث تعرض رقصات التنين والأسد.
ويسمى الكوريون الجنوبيون يوم الخامس عشر من الشهر الأول القمري بـ"عيد النظر إلى القمر". وعلى عكس العادات الصينية، لا يأكلون طعام "يوان شياو" في هذا اليوم، بل يأكلون أطعمة مصنوعة من حبوب متنوعة مثل الأرز اللزج والأرز الأصفر والذرة والفاصوليا الحمراء والسوداء، ويتناولون مجموعة متنوعة من المكسرات أيضا، مثل الفول السوداني والجوز والصنوبر والكستناء وغيرها، حيث يقال إن تناول هذه المأكولات من أجل جعل الأسنان أقوى في السنة الجديدة. وبالإضافة إلى ذلك، ففي هذا اليوم، سيشربون نوعًا من المشروبات يُسمى "تشينغ أر" ويعني ذلك (تنظيف الأذن)، على أمل ألا يعانوا من أمراض الأذن في العام الجديد، وأن يتمكنوا من سماع أخبار جيدة على مدار العام.
أما في فيتنام، فيرمز عيد "يوان شياو" إلى نهاية عيد الربيع، ويجب على الجميع تكريس أنفسهم للعمل. لذا يجتمع أفراد الأسرة في هذا اليوم، حول مائدة العيد لتناول "عشاء السنة الجديدة"، لتشجيع الجميع على العمل بجد واجتهاد لتحقيق نتائج أفضل في العام الجديد. وتعد الزلابية التي ترمز إلى لم الشمل واحدة من أهم الأطعمة في العيد. لذلك، تطبخ كل عائلة فيتنامية كمية كبيرة من الزلابية كهدايا للأقارب والأصدقاء خلال العيد.
ويسكن في سنغافورة العديد من الصينيين المغتربين، لذلك يتم الحفاظ على العادات الصينية التقليدية في أسلوب الاحتفال بعيد "يوان شياو". وخلال مهرجان العيد، يعد الحي الصيني المكان الذي يتميز بأجواء مهرجانية ملحوظة، حيث يتم تعليق الفوانيس المتنوعة الأشكال ليستمتع بها الناس. وخلال مهرجان الفوانيس في سنغافورة، يمكن للناس تناول أطعمة "يوان شياو" بأنواع وألوان شتى. وبالإضافة إلى ذلك، تحظى البوذية في سنغافورة بشعبية كبيرة، ويأتي الناس إلى المعبد للصلاة من أجل الحظ السعيد في العام الجديد.
ويعد عيد الفوانيس أحد المهرجانات التقليدية الرئيسية للصينيين المغتربين في ماليزيا. وفي ليلة عيد القوانيس، يخرج العزَّاب والعازبات من منازلهم ويتوجهون إلى نهر أو بحيرة في حديقة، ويلقي الرجال الموز في النهر، وتلقي النساء البرتقال في النهر، ويكتبون أرقام الهواتف على هذه الفواكه ويتطلعون إلى الزواج بهذه الطريقة في السنة الجديدة.
وفي نيويورك وشيكاغو ولوس أنجلوس وغيرها من المدن الاخرى في الولايات المتحدة، يحتفل الصينيون المغتربون بعيد الفوانيس بأشكال متنوعة، حيث يتناولون أطعمة "يوان شياو"، ويعلقون الفوانيس، ويشاهدون رقصة التنين والأسد. وفي الأحياء السكنية التي يسكن فيها الصينيون المغتربون بالولايات المتحدة، تكون الأجواء المهرجانية كثيفة بشكل خاص، حيث تصل المفرقعات النارية إلى السماء، ويخرج فريق رقص الأسد إلى الشوارع، تعبيرا عن تطلعاتهم إلى أن تزدهر الحياة ويتحسن الحظ.