مقالة خاصة: "متحف النوبة" قطعة فنية تبحث عن مكان على خريطة مصر السياحية

2020-02-21 03:53:36|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 

أسوان، مصر 20 فبراير 2020 (شينخوا) يعد متحف النوبة بمدينة أسوان الساحرة في صعيد مصر المطلة على نهر النيل قطعة فنية تعرض مجموعة متنوعة من القطع الأثرية التي تربط بين تاريخ المصريين القدماء والثقافة والحضارة النوبية.

وتم افتتاح المتحف في عام 1997، بعد أن شيد بمبادرة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إثر حملة قامت بها بين عامي 1960 و1980 لإنقاذ الكنوز المصرية القديمة ونقلها بعيدا عن أماكن غمرها فيضان نهر النيل، تمهيدا لبناء السد العالي بأسوان.

وتبلغ المساحة الإجمالية للمتحف 50 ألف متر مربع، منها سبعة آلاف متر مربع مخصصة للمبنى بينما يخصص الباقي للحدائق، ويوثق المتحف ثقافة وتراث وتاريخ بلاد النوبة، وهي واحدة من الممالك والحضارات القديمة التي عاشت على ضفاف النيل بين جنوب مصر وشمال السودان، ويتكلم أهلها اللغة النوبية ويشكلون مجموعة كبيرة من سكان أسوان.

ويتميز متحف النوبة بالآثار المصرية التي يعود تاريخها إلى العصور الجيولوجية والفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية، ويعتبر المتحف الوحيد في مصر الذي يحتوي على قطع أثرية ومعرض إثنوغرافي للتراث الثقافي.

وأوضح حسني عبد الرحيم مدير متحف النوبة، أن "المتحف يحتوي على حوالي ثلاثة آلاف قطعة أثرية ما بين المعروض والمخزون والحديقة المتحفية، ويروي قصة بلاد النوبة منذ عصور ما قبل التاريخ حتى تهجير أهل النوبة من أجل بناء السد العالي".

وبمجرد عبور الزوار من البوابة الخارجية للمتحف تستقبلهم الحديقة بمسلة محفور عليها نصوص هيروغليفية ومحاطة بتماثيل لأربعة قرود من الحجر الرملي يعود تاريخها إلى الأسرة التاسعة عشرة الفرعونية التي حكمت مصر القديمة منذ حوالي 3200 عام.

وبعد اجتياز الباب الرئيسي للمتحف، يمر الزوار بدرج يأخذهم إلى سور قاعة العرض الرئيسية التي يتوسطها تمثال واقف للملك رمسيس الثاني طوله ثمانية أمتار، وهو أول ما يجذب انتباه الزوار من بعيد بمجرد دخولهم المتحف.

ويحتوي المتحف أيضا على العديد من القطع الأثرية الفرعونية منها تمثال من الحجر الرملي على هيئة قرد البابون لإله الحكمة جحوتي (تحوت) يرجع إلى الأسرة التاسعة عشرة، وتمثال من الكوارتزيت للكاهن حور إم آخت يعود للأسرة الخامسة والعشرين، وتمثال من الحجر الجيري للقائد العسكري سنبيبو يرجع إلى الأسرة الثانية عشرة، وتمثال صغير للإلهة إيزيس ترضع ابنها الطفل المعبود حورس ويعود إلى العصر المتأخر، وغيرها.

وقال مدير متحف النوبة لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لقد روعي في تصميم المتحف أكواد جميع المتاحف ويوجد به ممرات صاعدة وهابطة لمساعدة الزوار المعاقين على التجول بداخله، ولا يوجد زخرفة على الأسقف أو الحوائط حتى يتم التركيز على القطع المعروضة".

وصمم متحف النوبة، الذي فاز بجائزة الآغا خان للعمارة في عام 2001، المهندس المعماري المصري محمود الحكيم، وشارك في تنفيذه العديد من الفنانين التشكيليين والأثريين، وفقا لعبد الرحيم.

ولا يوجد بالمتحف منافذ لدخول الأضواء الخارجية أو أشعة الشمس حتى لا تضر القطع الأثرية، ويحتوي المتحف أيضا على مكتبة في الطابق الأرضي ومخازن للآثار ومعامل للترميم في القبو.

وناشد مدير المتحف، وزارة السياحة والآثار المصرية بإدراج متحف النوبة على خريطة مصر السياحية نظرا لأهميته، كما أنه من شأنه أن يضيف ليلة سياحية لإقامة السائحين في أسوان.

ويوجد بمتحف النوبة عدة أقسام يعرض كل منها مرحلة من تاريخ بلاد النوبة منذ عصور ما قبل التاريخ إلى مملكة كوش النوبية حتى عصور النوبة المسيحية والإسلامية.

وتم إنقاذ العديد من القطع الأثرية المعروضة بالمتحف من بحيرة ناصر بأسوان أثناء مشروع اليونسكو لإنقاذ الآثار المصرية الذي استمر 20 عاما، منها آثار نوبية كالتماثيل والمومياوات والتمائم والأواني والحلي والفخار وغيرها.

وفي الجهة المقابلة لقاعة العرض الرئيسية يوجد جناح كامل لمعرض إثنوغرافي للتراث الثقافي النوبي يضم نماذج بالحجم الطبيعي للعادات والتقاليد النوبية مثل المزارع النوبي الذي يستخدم الشادوف وسيدتين نوبيتين تجلسان على أريكة خارج المنزل وأطفال نوبيين يدرسون في الكُتّاب وحفل زفاف نوبي وغير ذلك.

وقال كمال يوسف أحد الموظفين بمتحف النوبة، إن "هذا الجزء من التراث النوبي هو محور اهتمام زوار المتحف من أهل أسوان، بينما ينجذب السائحون الأجانب بشدة إلى القطع الأثرية الفرعونية".

وأضاف يوسف، أن "تمثال الملك رمسيس الثانى الذي يتوسط القاعة الرئيسية يعد من أهم القطع المعروضة، حيث أن رمسيس الثانى جمع بين الحضارتين الفرعونية والنوبية وتزوج من الملكة نفرتارى التى كانت من أصل نوبى".

ويجذب متحف النوبة العشرات من السائحين المصريين والأجانب كل يوم، حتى أن بعضهم زار المتحف أكثر من مرة.

وقال إبراهيم صلاح، وهو محاسب مصري في الثلاثينات من عمره، "أعجبنى التراث النوبي كثيرا، حيث أن أهل النوبة ضحوا وتركوا منازلهم من أجل بناء السد العالي، لذلك فمتحف النوبة رمز للتعبير عن الامتنان لهم".

وأضاف الزائر المصري، "أنها المرة الأولى التي أزور فيها هذا المتحف الشامل الذي يجمع بين الآثار الفرعونية والنوبية والقبطية والإسلامية".

أما ديان هاغنر، وهي سائحة أمريكية في الخمسينيات من عمرها، فقد وصفت المتحف بأن "تصميمه جميل للغاية" لأنه يجمع الآثار النوبية معا في رحلة من التطور عبر الزمن.

وقالت السيدة الأمريكية لـ ((شينخوا))، إن "هذه هي زيارتنا الثانية لمتحف النوبة، فتصميم المتحف وسيناريو العرض يأخذانك عبر جميع فترات تطور الحضارة النوبية، كما لو كنت تمر برحلة عبر الزمن منذ ذلك الحين إلى الآن، إنه حقا متحف رائع".

   1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 >   >>|

الصور

010020070790000000000000011100001388033651