خلفية: مبارك.. صاحب أطول فترة حكم بين رؤساء مصر يرحل بعد أيام من ذكرى تنحيه
القاهرة 25 فبراير 2020 (شينخوا) توفي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك صباح اليوم (الثلاثاء) بعد أيام من ذكرى تنحيه التاسعة.
وحكم مبارك لمدة 30 عاما كاملة، قبل أن تندلع ثورة شعبية أجبرته على التنحي في 11 فبراير 2011.
ويعتبر مبارك الرئيس الرابع لجمهورية مصر العربية، واستمر في الحكم من 14 أكتوبر 1981 وحتى 11 فبراير 2011، حين تنحى تحت ضغط الشارع، الذي خرج بالملايين في ثورة شعبية انطلقت في 25 يناير من العام نفسه.
وقبل توليه منصب الرئيس، كان مبارك نائبا للرئيس محمد أنور السادات اعتبارا من عام 1975، وعقب اغتيال الأخير على أيدي جماعة سلفية مصرية تقلد منصب رئيس الجمهورية بعد استفتاء شعبي.
واستمر مبارك في الحكم لخمس ولايات رئاسية، بعد أن نجح في استفتاءات جرت في أعوام 1987 و1993 و1999.
وشهدت مصر في عهد مبارك أول انتخابات تعددية مباشرة في العام 2005، وفاز بها.
وتعد فترة رئاسة مبارك الأطول بين ملوك ورؤساء مصر في تاريخها منذ محمد علي باشا، الذي حكم البلاد 43 عاما من 1805 وحتى 1848.
وخلال رئاسته لمصر، انسحبت إسرائيل من سيناء في 1982، تطبيقا لاتفاقية السلام الموقعة بين البلدين خلال عام 1979، لكنها ادعت حقها في منطقة طابا الاستراتيجية، فاتخذ مبارك قرارا باللجوء للتحكيم الدولي، الذي أصدر حكما بأحقية مصر في طابا، وقام برفع العلم المصري على المنطقة في مارس 1989، مستكملا تحرير كامل التراب الوطني.
كما نجح في مايو 1989 في إعادة مصر إلى جامعة الدول العربية، وإعادة مقر الجامعة للقاهرة، بعدما استبعدت منها في عام 1979 جراء توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل.
ورعت مصر في عهده أنشط مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، كما شاركت في حرب الخليج الثانية لتحرير الكويت.
ونجا مبارك في 26 يونيو 1995 من محاولة اغتيال تعرض لها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حين قطع مهاجمون الطريق أمام موكبه وأمطروا سيارته المصفحة بالرصاص.
وتمكن نظام مبارك خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت في أواخر 2010 من تعزيز هيمنته على البرلمان، وسط اتهامات للحزب الوطني الذي كان يترأسه بتزويرها بشكل فج.
وأثار الصعود السياسي السريع لجمال، الابن الأصغر لمبارك، شكوكا ممزوجة بغضب شعبي بشأن "عملية توريث" للحكم في البلاد.
وفي 25 يناير 2011، خرجت مظاهرات بأعداد مليونية في مصر للمطالبة بإسقاط نظام مبارك، واستمرت فعالياتها حتى تنحيه عن الحكم وتسليمه السلطة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في 11 فبراير من العام نفسه.
وقدم مبارك في أغسطس 2011 لمحاكمة علنية بتهمة قتل المتظاهرين إبان الثورة، ليصبح أول رئيس عربي سابق تتم محاكمته أمام محكمة مدنية.
وتم الحكم على مبارك بالسجن المؤبد (25 عاما) في يونيو 2012، قبل أن تبرئه محكمة النقض من تهمة الاشتراك في قتل المتظاهرين.
إلا أنه في مايو 2015، أدانت المحكمة مبارك ونجليه علاء وجمال في قضية الاستيلاء على أموال من مخصصات قصور الرئاسة، وقضت بالسجن المشدد ثلاث سنوات لكل منهم.
وولد مبارك في 4 مايو 1928 في كفر المصيلحة بمحافظة المنوفية، شمال القاهرة، وهو أب لابنين هما علاء وجمال، وجد لحفيدين.
وحصل الرئيس الأسبق على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية في 1949، ثم بكالوريوس علوم الطيران من الكلية الجوية في العام 1950، كما أجرى دراسات عليا بأكاديمية فرونز العسكرية بالاتحاد السوفيتي سابقا.
وتدرج مبارك في المناصب العسكرية حتى عين قائدا لقاعدة بني سويف الجوية، فمديرا للكلية الجوية في 1967، ثم رئيسا لأركان حرب القوات الجوية، فقائدا للقوات الجوية، ونائبا لوزير الحربية في 1972.
وقاد مبارك القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل.







