تقرير إخباري: مصر توقع منفردة اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة وأثيوبيا تعبر عن خيبة الأمل

2020-03-01 05:35:08|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القاهرة 29 فبراير 2020 (شينخوا) وقعت مصر، منفردة وبالأحرف الأولى اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة الأثيوبي، الذي أعدته واشنطن والبنك الدولي، في ختام مفاوضات استضافتها الولايات المتحدة الأمريكية في 27 و28 فبراير الجاري، وتغيبت عنها أثيوبيا.

وبينما اعتبرت واشنطن أن الاتفاق "يعالج جميع القضايا بطريقة متوازنة ومنصفة"، عبرت أثيوبيا عن "خيبة الأمل" وقالت إن "النص" الذي وقعته القاهرة "ليس نتيجة المفاوضات أو المناقشات الفنية والقانونية للدول الثلاث".

وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم (السبت)، أن "الدور البناء الذي اضطلعت به الولايات المتحدة والبنك الدولي ورعايتهما لجولات المفاوضات المكثفة التي أجريت على مدار الأشهر الأربعة الماضية أسهم في بلورة الصيغة النهائية للاتفاق".

وأوضحت أن الاتفاق "يشمل قواعد محددة لملء وتشغيل سد النهضة، وإجراءات لمجابهة حالات الجفاف والجفاف الممتد والسنوات الشحيحة، وآلية للتنسيق، وآلية ملزمة لفض النزاعات، وتناول أمان سد النهضة والانتهاء من الدراسات البيئية".

وأضافت أنه "على ضوء ما يحققه هذا الاتفاق من الحفاظ على مصالح مصر المائية وضمان عدم الإضرار الجسيم بها، فقد قامت مصر بالتوقيع بالأحرف الأولي على الاتفاق المطروح، تأكيداً لجديتها في تحقيق أهدافه ومقاصده".

وعبرت مصر عن "أسفها لتغيب إثيوبيا غير المبرر عن هذا الاجتماع في هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات".

وكانت وزارة المياه والطاقة الإثيوبية قد أعلنت الأربعاء الماضي عدم مشاركة أديس أبابا في الاجتماع المقرر في واشنطن خلال 27 و28 فبراير الجاري، بسبب "عدم انتهاء المشاورات مع الجهات المعنية الإثيوبية بشأن السد"، دون مزيد من التفاصيل.

وعقدت مصر وإثيوبيا والسودان سلسلة اجتماعات في واشنطن منذ السادس من نوفمبر الماضي، على مستوى وزراء الخارجية والموارد المائية، تخللها أيضا اجتماعات بالتناوب في عواصم هذه الدول، بحضور ممثلي الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي.

وعبرت مصر عن "تطلعها أن تحذو كلا من السودان وإثيوبيا حذوها في الإعلان عن قبولهما بهذا الاتفاق والإقدام على التوقيع عليه في أقرب وقت باعتباره اتفاقا عادلا ومتوازنا ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث".

من جانبها، أكدت وزارة الخزانة الأمريكية، التي أشرفت على المفاوضات الثلاثية في واشنطن، تقديرها لتوقيع مصر بالأحرف الأولى على الاتفاقية "لإثبات التزامها".

وأوضحت، في بيان على موقعها الإلكتروني، أن واشنطن "سهلت إعداد اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بناءً على الأحكام التي اقترحتها الفرق القانونية والتقنية في مصر وإثيوبيا والسودان، وبمساهمة فنية من البنك الدولي".

وشددت الخزانة الأمريكية على أن الاتفاق "يعالج جميع القضايا بطريقة متوازنة ومنصفة، مع مراعاة مصالح البلدان الثلاثة".

وأضافت أنه "تماشيا مع المبادئ المنصوص عليها في اتفاقية إعلان المبادئ (الموقعة بين الدول الثلاثة في عام 2015).. فإنه لا ينبغي إجراء الاختبار النهائي وملء (السد) دون اتفاق".

وتابعت "ندرك أن إثيوبيا تواصل مشاوراتها الداخلية، ونتطلع إلى اختتام تلك المشاورات عاجلا لتوقيع الاتفاق في أقرب وقت ممكن"، مؤكدة التزام الولايات المتحدة بالبقاء على اتصال مع الدول الثلاث إلى أن يتم توقيع الاتفاق النهائي.

واعتبرت أن توقيع الاتفاق سيكون "نقطة تحول للمنطقة، وسيؤدي إلى تعاون مهم وتنمية إقليمية وتكامل اقتصادي، وتحسين حياة أكثر من 250 مليون شخص في مصر وإثيوبيا والسودان".

إلا أن أثيوبيا عبرت عن خيبة أملها بسبب البيان الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية بشأن سد النهضة، حسب بيان أصدرته وزارة خارجيتها على صفحتها الرسمية بموقع (فيسبوك).

وذكر البيان الأثيوبي "تابعت وزارة الخارجية ووزارة المياه والري والطاقة بخيبة أمل البيان الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية بشأن سد النهضة الإثيوبي الصادر في 28 فبراير 2020، عقب اجتماع عقد دون مشاركة إثيوبيا".

وأضاف "لقد أبلغت إثيوبيا مصر والسودان والولايات المتحدة أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت للتشاور حول هذه العملية".

وأكدت أثيوبيا أنها "لا تقبل التوصيف الذي تم الانتهاء منه في التفاوض بشأن المبادئ التوجيهية والقواعد بشأن الملء الأول والتشغيل السنوي للسد".

وأشارت إلى "النص الذي ورد أن تم توقيعه بالأحرف الأولى من قبل مصر في واشنطن ليس نتيجة المفاوضات أو المناقشات الفنية والقانونية للدول الثلاث".

وأوضح البيان أن "أثيوبيا، بصفتها مالك السد، ستبدأ في ملء السد.. وفقا لمبدأ الاستخدام العادل والمنصف (للمياه) ومبدأ عدم وقوع ضرر كبير (على دولتي المصب) على النحو المنصوص عليه في اتفاقية إعلان المبادئ".

ولفتت أثيوبيا إلى التزامها بمواصلة المشاركة مع مصر والسودان لمعالجة المسائل العالقة ووضع اللمسات الأخيرة على المبادئ التوجيهية والقواعد بشأن الملء الأول والتشغيل السنوي للسد.

وتبني أديس أبابا، سد النهضة على مجرى النيل الأزرق منذ أكثر من خمسة أعوام، وسيكون أكبر سد للطاقة الكهرومائية في أفريقيا.

وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب.

ويعد نهر النيل المصدر الرئيسي للمياه في مصر، التي تعاني من "الفقر المائي"، حيث يبلغ نصيب الفرد فيها أقل من 550 مترا مكعبا سنويا.

الصور

010020070790000000000000011101451388310401