تحقيق إخباري: أزمة فيروس كورونا تدفع مصانع فلسطينية لاستبدال خطوط إنتاجها
رام الله 15 مارس 2020 (شينخوا) تراجعت خطوط إنتاج مصانع متخصصة بالملابس والأحذية في الضفة الغربية لصالح وسائل الوقاية من فيروس كوفيد - 19 (كورونا).
واستبدلت تلك المصانع خطوط إنتاجها إلى صناعة أقنعة الوجه والبدلات الواقية للحماية من تفشي الفيروس الذي سجل 38 إصابة حتى الآن في الأراضي الفلسطينية.
ويقول أمجد زغير الذي يدير مصنعا للأقنعة في الخليل جنوب الضفة الغربية لوكالة أنباء (شينخوا)، إنهم وجدوا ضرورة في تغيير خطوط إنتاجهم لصالح المساهمة في الوقاية من فيروس كورونا.
ويضيف زغير " لدينا آلات صناعية في صناعة الأقنعة استغلينها في ظل تزايد الطلب القياسي بسبب المخاوف من انتشار الفيروس".
وفضلا عن المساهمة في تحصين المجتمع من خطر انتشار فيروس كورونا، فإن تغيير خطوط إنتاج وسيلة اقتصادية مجدية للتغلب على الركود الاقتصادي بحسب زغير.
ويوضح أن خطوط الإنتاج الجديدة وفرت من 40 إلى 50 فرصة عمل إضافية علما أن القناع المصنوع لديه يباع بنحو نصف دولار أمريكي في السوق المحلي.
وينتج هذا المصنع من أربعة إلى خمسة آلاف قناع يوميا بعد أن بدأ بنحو 500 قناع يوميا ليتضاعف العدد بعد حصول الطاقم على المهارة والخبرة اللازمة.
فيما اتجهت شركات فلسطينية أخرى لصناعة مواد التعقيم وبدل الوقاية الخاصة بالأطقم الطبية والأجهزة الأمنية لحمايتهم من تفشي الفيروس.
ويقول زياد سعافين صاحب مصنع لإنتاج الزي العسكري والمواد البلاستيكية لـ ((شينخوا))، إنهم اتجهوا لإنتاج الملابس الواقية للأطقم الطبية والأجهزة الأمنية وتوزيعها عليهم بعد خضوعها للفحوصات للازمة التي تؤكد قدرتها على الوقاية الفعلية من الفيروس.
ويوضح سعافين "لدينا بالأصل معمل للزي العسكري وكل ما يتعلق بالمنتجات العسكرية وكنا بدأنا بإنتاج هذه البدلات الواقية لصالح (نجمة داود الحمراء) الإسرائيلية في البداية".
ويضيف "قبل عشرة أيام حصلنا على المواد الخام من الجانب الإسرائيلي وبدأنا صناعة هذه البدلات للأجهزة الأمنية والطواقم الطبية المحلية وهي مواد خام مضمونة النتائج".
ويشير سعافين إلى أنه تم توزيع نحو 25 ألف بدلة واقية من خلالهم في الضفة الغربية وكذلك للجانب الإسرائيلي، فيما تتفاوت الأسعار حسب نوع البدلة من 30 إلى 50 دولارا أمريكيا.
من جهتها سهلت وزارة الاقتصاد الفلسطينية حصول المصانع والشركات على الموافقات اللازمة لفتح خطوط إنتاج وسئل الوقاية من فيروس كورونا بحسب مدير دائرة حماية المستهلك في الوزارة إبراهيم القاضي.
ويقول القاضي لـ ((شينخوا))، إن إجراءات التسجيل لتلك المصانع والشركات اقتصرت بقرار من الوزارة على إجراء الفحص للمنتجات وفور نجاحها يتم المباشرة بالإنتاج.
ويشير إلى أن الوزارة شجعت المستثمرين لفتح خطوط إنتاج جديدة لها علاقة بوسائل الوقاية من فيروس كورونا في ظل تزايد الطلب عليها ولتحصين المجتمع المحلي من الوباء.
ويفيد بأنه تم تسجيل ثلاث شركات لإنتاج أقنعة الوجه، و11 شركة لتصنيع المعقمات بعد إجراء الفحوصات المخبرية اللازمة، في إطار الاستعدادات الحكومية لكل الاحتمالات حال تصاعد انتشار الفيروس.
ولم تسجل الضفة الغربية حتى الآن حالات نقص ملحوظ في وسائل الوقاية من فيروس كورونا فيما تقول الحكومة الفلسطينية إن سرعة اتخاذها سلسلة إجراءات احترازية ساهم في الحد من انتشار الفيروس حتى الآن.
وصرح وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي أن المخزون التمويني في الأراضي الفلسطينية يلبي احتياج المواطن لأشهر في ظل مواجهة أزمة فيروس كورونا.
وقال العسيلي في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن توريد المنتجات والسلع تسير كالمعتاد، علاوة على أن المصانع الفلسطينية رفعت قدراتها الإنتاجية في مجال إنتاج المستلزمات الطبية الوقائية من كمامات وبدلات طبية والمعقمات.
وأضاف أن وزارة الاقتصاد وشركائها ونظرا لحالة الطوارئ الراهنة لمواجهة الفيروس يتعذر تنفيذ فعاليات ميدانية كالمعتاد، وستقتصر على التوعية عبر وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي.