(وسائط متعددة) مقالة خاصة: فيروس كورونا الجديد يربك المصريين ويدفعهم لتغيير عاداتهم اليومية

عامل يعقم مبنى في حي الزيتون بالقاهرة في الـ17 مارس 2020. فقد اتخذت مصر إجراءات أشد صرامة للحد من انتشار فيروس الكورونا الجديد بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة إلى 166 حالة وتسجيل أربع وفيات في البلاد.

القاهرة 17 مارس 2020 (شينخوا) اعتاد الشاب المصري أشرف محمود أن يشرح للسائحين الأجانب الذين يزورون بلاده تاريخ مصر لا سيما في محافظتي أسوان والأقصر، جنوب القاهرة، لكن تفشي كوفيد - 19 دفعه إلى ترك العمل خشية الإصابة بالفيروس، الذي صنفته منظمة الصحة العالمية وباء عالميا.

وتسبب انتشار كوفيد- 19 في إرباك حياة المصريين، بعد أن أجبرهم على التخلي عن عاداتهم اليومية في العمل والمعيشة، لتجنب الإصابة بالفيروس.

وبلغ عدد ضحايا فيروس كورونا المستجد في مصر 196 مصابا و6 حالات وفاة، وفقا لأحدث البيانات الرسمية.

واتخذت الحكومة المصرية سلسلة إجراءات احترازية لمنع تفشي الفيروس، من بينها تعليق الدراسة والنشاط الرياضي وحركة الطيران، فضلا عن تخفيض عدد العاملين في المصالح الحكومية.

وقال محمود البالغ 41 عاما، والذي يعمل مرشدا سياحيا، "أعمل بشكل متواصل منذ أكثر من عامين في الأقصر وأسوان.. لكن للأسف مع انتشار فيروس كورونا عملي توقف تماما، واتواجد حاليا فى البيت منذ منتصف فبراير الماضي".

وأضاف محمود لوكالة أنباء (شينخوا)، "كان لدي شغل حتى شهر مايو المقبل، وتم إلغاؤه بسبب فيروس كورونا".

وتمنى المرشد المصري أن ينتهي "كابوس كورونا سريعا"، مشيرا إلى وجود "حالة خوف كبيرة لدى الناس".

وتابع "أنا حاليا لا أخرج من البيت إلا للضرورة، وحتى الصالات الرياضية التي كانت المتنفس الوحيد لي تم غلقها".

وأردف "إذا استمر هذا الفيروس شهرين أو ثلاثة شهور أخرى فسوف أدرس تحويل سيارتي الملاكي إلى سيارة أجرة على غرار السيارات التي تعمل في إطار شركة أوبر" لكسب رزقي.

أما رجب متولي (49 عاما) فقد دفعه انتشار فيروس (كوفيد - 19) إلى التخلي عن تدخين الشيشة.

وقال متولي لـ (شينخوا)، "أدخن الشيشة منذ 25 سنة.. لكني بطلت هذا الأمر منذ ثمانية أيام بسبب انتشار الفيروس فى مصر".

وتابع " كنت أذهب إلى المقهى يوميا لكن الآن أذهب يومين فى الأسبوع لمقابلة بعض الأصدقاء ومتابعة شغلي مع العمال".

ويحاول متولى أن يستغل أزمة فيروس كورونا في التخلي عن تدخين الشيشة للأبد، مضيفا "لو استمرت الحكومة فى منع الشيشة على المقاهي فسيشجعني ذلك على هذا الأمر".

في حين اضطر محمد يسرى (18 عاما)، وهو طالب فى المرحلة الثانوية، إلى التوقف عن الذهاب للصالات الرياضية.

وقال يسري، إن "حياتي قبل ظهور الفيروس كانت تتمثل في الذهاب للمدرسة ومراكز الدروس التعليمية وممارسة الرياضة في صالات الجيم، حيث كنت اتدرب لمدة ساعة يوميا، لكن كل ذلك توقف الآن بسبب الخوف من فيروس كورونا".

وأضاف "أشعر بالحزن، وحاسس أني فى كابوس، وأريد أن استيقظ منه بسرعة".

واستطرد أن "الحياة متوقفة، وأقضي وقتى كله فى المنزل، وحتى كرة القدم التي اتابعها توقفت للأسف في أغلب الدوريات الأوروبية والعربية، ولا نشاهد حاليا إلا النشرة الإخبارية لمتابعة انتشار الفيروس".

بينما توقف الطالب الجامعي مصطفى عبد الله (20 عاما) عن الذهاب إلى نادي الترسانة لممارسة رياضته المفضلة، وهي ألعاب القوى.

وأوضح عبدالله، وهو طالب بكلية الحقوق في جامعة القاهرة، أن " الدراسة حاليا متوقفة في الجامعات.. وانتشار كورونا أثر سلبا علي لأني لم أكن أفعل شيئا سوى الذهاب للجامعة والنادي".

واضطر عبدالله إلى العمل في سوبر ماركت يملكه والده لبيع المأكولات والمشروبات.

وقال إنه "من الصعب إغلاق السوبر ماركت، لأنه مصدر رزقنا"، وانتقد تكالب الناس على الشراء بكميات كبيرة في الوقت الحالي، لتخزينها في البيت.

وأضاف "اتحدث مع السيدات والرجال الذين يشترون البضائع، وأقول لهم إن ما تفعلوه خطأ، لأنه في الوقت الذي يشترون فيه بكميات كبيرة قد لا يجد جارهم هذه البضائع".

فيما قال إبراهيم عبد المنعم (54 عاما)، وهو موظف فى إحدى دور السينما، إن انتشار فيروس كورونا أدى إلى وقف العمل في صالات العرض.

وأوضح "لقد أخذنا إجازة لمدة شهر لحين معرفة مصير هذا الفيروس"، وتابع أن "حياتي اليومية كانت تتمثل في الذهاب للعمل ثم لقاء أصدقائي على المقهى للحديث عن مشاكلنا وأفراحنا، لكن حاليا لا عمل ولا مقهى ونطمئن على بعضنا عن طريق التليفون".

واستطرد أن "كل ما أفعله حاليا أني أجلس أمام منزلي وأقرأ الجرائد، ثم اتابع أحد البرامج التلفزيونية ليلا".

وواصل "لقد منعت أبنائي الثلاثة من الخروج من المنزل مطلقا، وأذهب مع زوجتى لشراء طلبات المنزل ليلا، لتجنب الزحام، ونشترى ما يكفى لمدة ثلاثة أو أربعة أيام".

واختتم قائلا "كنت اتابع الأنباء المتعلقة بفيروس كورونا، ولم أكن اتوقع أن ينتشر في العالم".