مقالة خاصة: سوق المباركية التراثي في الكويت يتحول الى متجر الكتروني بسبب كورونا
الكويت 3 ابريل 2020 (شينخوا) حولت أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، سوق المباركية التراثي في الكويت إلى متجر الكتروني يقدم خدماته للزبائن عبر شبكة الانترنت.
وأدت الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة الكويتية بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا، إلى إغلاق جميع المراكز التجارية والأسواق، بما فيها سوق المباركية، الذي يعد أكبر وأقدم الأسواق في البلاد.
لكن هذا السوق الشعبي لايزال يقدم خدماته ويوفر منتجاته للزبائن بعد أن تحول بفضل جهود أصحاب المحلات الى سوق الكتروني.
ويشتهر سوق المباركية ببيع العطور والبخور ومختلف أنواع التوابل، وتنتشر بين أرجائه محلات عطارة وأخرى تخصصت في بيع التمر والشاي والقهوة.
ويعد السوق الوجهة السياحية الأولى للكويتيين وغيرهم خلال أيام الاجازات، وخاصة في مثل الأيام التي تتميز باعتدال الجو.
إلا أن فيروس كورونا حرم الجميع من التردد عليه، ما دفع أصحاب المحلات الى التفكير في طريقة لتوصيل المنتجات الى الزبائن والحد أيضا من خسائرهم من خلال بيع البضائع المتكدسة لديهم عبر الفضاء الالكتروني.
وأصبح بإمكان الزبون من خلال الموقع الالكتروني للسوق "المباركية ستور"، أن يطلب ما يريد من المنتجات التي تعوّد على شرائها.
وقال محمد سند الذي يؤجر منذ سنوات محلا في سوق المباركية لبيع العطور لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن غالبية أصحاب محلات سوق المباركية اتفقوا على بيع منتجاتهم من خلال موقع "المباركية ستور" وتوصيل المنتجات سواء داخل الكويت أو خارجها.
ويوفر الموقع الالكتروني على المستهلك جهد البحث عن منتجات تقليدية تعوّد عليها الكويتيون مقابل رسوم توصيل ثابتة، بحسب سند.
وقال عامر حسين، وهو كويتي في الـ 63 من عمره ويملك محلا لبيع الملابس الرجالية في السوق لـ ((شينخوا))، إن موقع "المباركية ستور" سينقذ صغار التجار، كما سيسمح لهم بمزاولة نشاطاتهم بشكل يضمن لهم على الأقل حدا أدنى من الدخل في مثل هذه الظروف.
وأضاف "نحاول قدر المستطاع أن نواصل عملنا، بفضل هذا الموقع الالكتروني خاصة في الساعات التي لا يشملها حظر التجوال حتى نتمكن من توصيل الطلبات، إذ يقوم محلي بتوصيل مختلف أنواع الدشداشة والغترة والعقال".
ولم تغب حلويات تقليدية مثل الرهش وبقلاوة النقصة والدرابيل والبقسماط عن مائدة هنوف اليحيي خلال الحجر الصحي بفضل موقع "المباركية ستور".
وقالت السيدة الكويتية الخمسينية إن هذه الحلويات من أشهر الحلويات الكويتية وتعوّد الكويتيون على تناولها مع شاي الضحى أو القهوة عصرا، لذلك "حضورها ضروري للتخفيف من ضغط العزل المنزلي وشدة الأنباء التي تتواتر علينا بشأن كورونا من كل العالم" .
وعادة ما يتردد الكويتيون والمقيمون على سوق المباركية لشراء مختلف أنواع العطور والبخور.
ويعد البخور من الأساسيات في البيت الكويتي، حيث يسود اعتقاد بأنه يعزّز نظافة المنازل ويقضي على الميكروبات والفيروسات.
ويتوفّر سوق المباركية على أنواع من البخور والعطور لا توجد في محلات أخرى، وفق أم عبير التي تحرص على "تبخير" بيتها وملابسها صباح كل يوم.
وأضافت الكويتية الستينية لـ ((شينخوا))، "سعدت كثيرا حين أبلغتني ابنتي أن سوق المباركية بدأ يعتمد خدمة التوصيل، وأصبح بإمكاني اقتناء ما أريده من دون عناء التنقل والبحث عن مكان لركن السيارة".
وفتح موقع "المباركية ستور" أمام التجار آفاقا جديدة بعد أيام عصيبة من التوقف والركود.
ورغم أن العودة ستكون بطيئة وفق التاجر محمد سند، إلا أنها واعدة وسيقتحم التجار من خلالها تجربة البيع الالكتروني التي لم تكن تخطر على بال أحد من تجار سوق المباركية.
ويشكل تحوّل سوق المباركية التراثي الى سوق الكتروني حدثا كبيرا بالنسبة للكويتيين مثل جاسم محمد (67 عاما).
وقال الرجل إنه لم يتصور أبدا أن يغلق السوق أبوابه ويتحول الى موقع الكتروني ولكن يبدو أن فيروس كورونا سيغير الكثير من العادات والثوابت في العالم، على حد تعبيره.
وشرعت متاجر عديدة منذ ظهور كورونا في الكويت في تفعيل مواقعها الالكترونية وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لتحفيز الناس على الشراء خاصة مع اقتراب شهر رمضان الذي يحل بعد نحو ثلاثة أسابيع.
فيما بدأت الجمعيات التعاونية الاستهلاكية هي الأخرى في توصيل الطلبات من خلال مواقع الكترونية خاصة بها في نهج جديد كان إلى وقت قريب حكرا على المطاعم فقط، لكن الظروف القسرية فرضتها كونها أفضل الحلول لتفادي التجمعات والحد من انتشار فيروس كورونا.
وبلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في الكويت حتى الآن 417 بعد تسجيل 75 حالة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، فيما ارتفع عدد حالات الشفاء الى 21 حالة.