مقالة خاصة: الولايات المتحدة تواجه أسوأ أسابيعها وسط الجائحة والصينيون يظهرون تضامنهم معها

2020-04-09 16:19:16|arabic.news.cn
Video PlayerClose

نيويورك 8 إبريل 2020 (شينخوا) بعد 11 أسبوعا فقط من تأكيد أول حالة إصابة في البلاد وأقل من ستة أسابيع على تسجل أول حالة وفاة فيها، جاءت نتائج الفحوص التي أجريت لما يقرب 400 ألف شخص إيجابية لفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة وتجاوز عدد الوفيات لديها 12900.

فقد شهد أكبر اقتصاد في العالم انتشارا للجائحة عبر أراضيه، وهو ما أرسل موجات صدمية عبر الأسواق المالية فيما يخضع معظم الأمريكيين لأوامر البقاء في المنزل من أجل إبطاء انتشار الفيروس.

وقد حذرت السلطات الفدرالية والمحلية وسلطات الولايات في الولايات المتحدة من أن هذا الأسبوع سيكون الأسوأ حتى الآن بالنسبة للأمة، حيث توقع الرئيس دونالد ترامب "الكثير من الوفيات، للأسف"، ووصفه الجراح العام جيروم آدامز بأنه "الأسبوع الأكثر صعوبة وحزنا في حياة معظم الأمريكيين، بصراحة تامة".

ولكن الجانب المشرق يكمن في أن المساعدة إما قد وصلت، أو إنها في الطريق.

فالمصانع الصينية تعمل على قدم وساق لتلبية الطلبات الأمريكية، وحكومات المقاطعات والبلديات في الصين تسارع إلى مساعدة الولايات والمدن التي تربطها بها علاقات توأمة، فيما يقدم قطاع الأعمال الصيني تبرعات ضخمة.

كما ساهمت جهود شعبية بذلها العديد من الأمريكيين العاديين من أصل صيني، رغم أنها تافهة مقارنة بالجيوب الممتلئة، في حل النقص الحاد في الإمدادات الطبية في مجتمعاتهم.

-- فيروس "يسرق الأحباء"

على الصعيد العالمي، بلغ عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 أكثر من 1.43 مليون، بما في ذلك أكثر من 82 ألف حالة وفاة، وفقا لآخر إحصاء صدر عن جامعة جونز هوبكنز.

وفي ولاية نيويورك، المركز الحالي للوباء في الولايات المتحدة، تجاوز عدد حالات الإصابة 140 ألف، بما في ذلك حوالي 5500 حالة وفاة. وفي مدينة نيويورك وحدها، تجاوز عدد الوفيات 4 آلاف.

وقالت مونيكا جاي، التي تزاول أعمالا حرة في نيويورك، في مقابلة أجرتها معها وكالة الأنباء الصينية ((شينخوا)) عبر مكالمة فيديو "رأيت سيارات إسعاف تنقل أشخاصا مرضى يتقيؤون وهم يرتدون أقنعة جراحية، إنهم يتقيؤون في الأقنعة. ويجرى نقلهم من سيارة الإسعاف إلى غرفة الطوارئ".

وقد جسدت مونيكا جاي هذا الفيروس في صورة إنسان -- لص يسرق الأحباء. وقالت "إنه لص يدخل من نافذة منزلك، ويصيب عائلتك، ويسرقهم لأنهم لا يتمكنون من النجاة".

وأعلن حاكم نيويورك أندرو كومو يوم الثلاثاء أن 731 شخصا توفوا بفيروس كورونا الجديد يوم الاثنين، في أكبر زيادة في الوفيات خلال يوم واحد بالولاية.

وقال مايك لانوت المدير التنفيذي والرئيس التنفيذي لجمعية مديري الجنازات بولاية نيويورك في مقابلة أجرتها معه ((شينخوا)) عبر تطبيق ((فيس تايم)) "لقد شهدنا ارتفاعا كبيرا في عدد الوفيات التي تحدث، خاصة في مدينة نيويورك".

وذكر لانوت "لم أر مطلقا في حياتي شيئا من هذا القبيل. لقد تحدثت مع مديري الجنازات الذين قال كل منهم لي "أنا أزاول هذا العمل منذ من أكثر من 40 عاما ولم أر مطلقا شيئا من هذا القبيل في حياتي"، مضيفا بقوله إن هناك حاجة ماسة إلى حصول مديري الجنازات على معدات الوقاية الشخصية حتى يتمكنوا من مواصلة أداء عملهم بأمان.

وذكرت افتتاحية نشرتها صحيفة ((لوس أنجلوس تايمز)) يوم الثلاثاء أنه "في الشهرين الماضيين، كان كل أسبوع أسوأ من الأسبوع الذي يسبقه"، مضيفة أن "الرهان الأكثر أمانا هو أن هذا الأسبوع سيكون الأسوأ، يليه عدد غير معروف من الأسابيع الأسوأ".

-- "نعم بالتأكيد لمساعدة الناس"

أنهت الصين يوم الأربعاء إغلاقها الذي دام 76 يوما لووهان، وهي المدينة التي أُبلغ فيها لأول مرة عن الفيروس.

ومنذ تفشي المرض، وجد الأمريكيون من أصل صيني الحياة أكثر صعوبة من ذي قبل حيث كان عليهم في كثير من الأحيان التعامل مع الخوف والتمييز وإغلاق الأعمال. ومازال العديد منهم يركزون على شراء الإمدادات الطبية، بقدر استطاعتهم، للمحتاجين لها.

فقد جمع هاري وانغ، وهو أمريكي من أصل صيني يبلغ من العمر 30 عاما ويعمل في وادي السيليكون، إلى جانب جمعية ووهان للخريجين بشمال كاليفورنيا حوالي نصف مليون دولار أمريكي لمساعدة المستشفيات الصينية والأمريكية على مكافحة كوفيد-19.

وقال "نحن لا نهتم فقط بالصينيين أو الأمريكيين من أصل صيني. فعندما يحتاجنا أمريكيون آخرون، لا يمكننا أن نقول لا. نقوم نعم، نعم بالتأكيد لمساعدتهم".

فسرعان ما شكل وانغ فريقا من الأمريكيين من أصل صيني في أواخر يناير وعمل بشكل وثيق مع منظمات غير حكومية بما فيها مؤسستي ((دايركت ريليف)) و((ماب إنترناشونال))، ليقدم أكثر من 10 أطنان من إمدادات الإنقاذ، بشكل رئيسي إلى مقاطعة هوبي الصينية، التي تعد ووهان عاصمة لها.

عندما بدأ الفيروس في الانتشار على الساحل الغربي للولايات المتحدة، قام وانغ، وهو يقود الفريق، بجمع أكبر قدر ممكن من المال في غضون أسابيع وعمل مع نفس المنظمات غير الحكومية لمساعدة مستشفيات كاليفورنيا على شراء الإمدادات الطبية.

وقال "في البداية عندما حاولنا إقناع المنظمات غير الحكومية بمساعدة ووهان، أقنعناهم بأن مساعدة ووهان تساعد الصين، ومساعدة الصين تساعد الولايات المتحدة، ومساعدة الولايات المتحدة تساعد العالم"، مضيفا "لقد حان الوقت الآن لمساعدة الولايات المتحدة، ولا يزال شركاؤنا من المنظمات غير الحكومية يثقون بنا".

في مدينة نيويورك، يعمل لي تشن صاحب متجر وقد جاء من مقاطعة لياونينغ بشمال شرق الصين وهاجر إلى الولايات المتحدة في عام 2005. وبعدما لاحظ أن العديد من ضباط الشرطة والأطباء في منطقته ليس لديهم معدات وقاية شخصية، تمكن من الحصول لهم على 20 ألف قناع طبي، و100 بدلة واقية، و300 زجاجة من المطهر اليدوي، وألف وحدة من أجهزة التنفس من النوع N95، وصندوقين من النظارات الواقية.

وقال لي تشن "قبل أيام كنت مارا بسيارتي بجوار مركز شرطة محلي، فتوقفت لأعطيهم زجاجتي مطهر اليد الوحيدتين اللتين كانتا بسيارتي. إنهم بحاجة لهما أكثر مني".

-- حان الوقت للتضامن والتعاون

إن ما يفعله الكثير من الأمريكيين من أصل صيني منذ تفشي المرض في البلدين يظهر مرة أخرى كيف يساهم الصينيون في المجتمع المحلي وكيف يساهمون أيضا في علاقات جيدة بين الصين والولايات المتحدة، هكذا قال يان تشونغ هوانغ، الزميل الأقدم في مجال الصحة العالمية بمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك.

واقترح هوانغ، مدير مركز دراسات الصحة العالمية بجامعة سيتون هول في نيوجيرسي، أن يواصل البلدان العمل معا على المستويات الوطنية ومن خلال الشركات.

فبالعودة إلى منتصف شهر مارس، بعد ساعات من إعلان ترامب عن حالة طوارئ وطنية لتخصيص 50 مليار دولار من الموارد الفدرالية لمكافحة الفيروس، عرض الملياردير الصيني ومؤسس مجموعة ((علي بابا)) جاك ما التبرع بمليون من أقنعة الوجه و500 ألف من مجموعات الاختبار للولايات المتحدة.

وأعلن حاكم نيويورك أندرو كومو في 26 مارس قائمة بالتبرعات الأولية التي قُدمت لنيويورك من شركات كبرى ومنظمات خيرية وشخصيات شهيرة، حيث كشف أن شركة الاتصالات الصينية ((هواوي)) تبرعت بـ10 آلاف من أقنعة الوجه من النوع N95، و20 ألف بدلة واقية، و50 ألف نظارة طبية، و10 آلاف قفاز.

وفي 29 مارس، وصلت طائرة محملة بإمدادات طبية إلى نيويورك قادمة من شانغهاي، وهي الأولى في سلسلة من الرحلات الجوية التي ستجري على مدار الأسابيع القليلة القادمة بتنظيم من البيت الأبيض للمساعدة في مكافحة الفيروس؛ وخلال عطلة نهاية الأسبوع، وصل أيضا إجمالي ألف من أجهزة التهوية التي تشتد الحاجة إليها إلى نيويورك، وهو تبرع من عدة مؤسسات صينية.

وذكر هوانغ أنه حتى بعد انتهاء الجائحة، يمكن للصين والولايات المتحدة، على سبيل المثال، بناء صندوق عالمي للأمن الصحي للاستعداد لأي تفش قادم، أو لدعم بناء القدرة في بلدان أخرى.

وأضاف "يمكن أن يتعاونوا أيضا مع بعضهم البعض في التطوير المشترك للتدابير المضادة الطبية، وإدارة الأسعار، ومراقبة الأمراض والاستجابة لها. فهناك الكثير من المجالات التي يمكن أن يعمل الجانبان فيها مع بعضهما البعض".

الصور

010020070790000000000000011101451389613191