تقرير إخباري : تصاعد وتيرة الجهود الأهلية اللبنانية ومبادرات منظمات المجتمع المدني للتخفيف من التداعيات الاقتصادية لمكافحة فيروس كورونا

2020-04-21 00:58:41|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بيروت 20 ابريل 2020 (شينخوا) منذ انتشار فيروس "كورونا" المستجد في لبنان في 21 فبراير الماضي ، سعى المواطنون بطرق مختلفة إلى دعم بعضهم البعض والتعاون في محاولة للتغلب على هذه التجربة الصعبة بأفضل الطرق الممكنة.

وتنامت بوتيرة تصاعدية الجهود الأهلية والشبابية ومبادرات منظمات المجتمع المدني في تقديم المساعدات الإنسانية للتخفيف من تداعيات قيود التعبئة العامة الصحية والحجر المنزلي لمكافحة تفشي فيروس "كورونا"مع تفاقم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه شريحة واسعة من المجتمع اللبناني.

وتعيش شريحة كبيرة من اللبنانيين في فقر وتعاني من ظروف معيشية صعبة أضاف عليها تفشي فيروس "كورونا" أعباء إضافية حيث فقد عدد كبير وظائفهم وأصبح آخرون غير قادرين على سحب أموالهم من المصارف وسط شح في العملة الأجنبية وتحديد المصارف سقوفا لسحب الودائع بالعملة المحلية.

وشملت المبادرات الإنسانية توزيع أدوية الأمراض المزمنة ، إضافة إلى تقديمات مادية وحصص من المواد الغذائية والتموينية والخبز والفاكهة والمعقمات.

وقامت رجاء ، وهي ربة بيت تبلغ 52 عاما من العمر بمبادرة القيام بالطهي لجيرانها المرضى الذين يعيشون في نفس المبنى والذين لا يستطيعون الحصول على الدعم من مساعدين خلال هذه الأوقات الصعبة .

وقالت رجاء لوكالة أنباء (شينخوا) "لقد كنا أصدقاء لفترة طويلة وهذا ما يجب على الأصدقاء فعله في الأوقات الصعبة".

من جانبها قالت تغريد ، وهي سيدة عزباء شابة ، إنها تساعد العديد من المنظمات غير الحكومية في البلاد من خلال توزيع حصص غذائية على الأشخاص الأكثر ضعفا الذين فقدوا وظائفهم بعد تدهور الوضع الاقتصادي وتفشي فيروس "كورونا".

وصرح مهندس معماري شاب لـ (شينخوا) "بما أنني لست قادرا على العمل حاليا ومشاريعي معلقة فأنني أستثمر وقتي في أنشطة قيمة على الصعيد الاجتماعي مع جمعيات المجتمع المدني".

من جهة ثانية قامت المحطات التليفزيونية المحلية باطلاق حملات تبرعات تأمنت من خلالها مبالغ ضخمة من المواطنين اللبنانيين والمغتربين لمساعدة المستشفيات والمؤسسات الصحية في التغلب على الأزمة.

كما أطلقت المحطات التليفزيونية حملات دعم اجتذبت عددا كبيرا من المتطوعين الشباب الذين يجمعون المواد الغذائية والمساعدات المالية لأكثر الناس ضعفا في البلاد.

وقالت ريتا ، وهي ربة منزل في الأربعين من عمرها وأم لطفلين من ذوي الاحتياجات الخاصة ، إنها محظوظة لتلقيها مساعدات تموينية من متطوعين هدفهم مساعدة الأشخاص الضعفاء.

وقالت السيدة التي يعمل زوجها كسائق انه "كان بالكاد يجني 500 دولار أمريكي في الشهر وأنه في بعض الأحيان كنا لا نملك طعاما".

وفي جنوب لبنان وزعت "جمعية أهدى الأجتماعية" في قرى شرقه كمية كبيرة من الكمامات والأدوية ، إضافة إلى حوالي 5 آلاف حصة تموينية بحسب قول الناشط وليد مركيز لمراسل (شينخوا).

وفي بلدة النبطية قالت الفتاة ميساء عودة البالغة 13 عاما أنها تنطلق يوميا مع رفاق المدرسة في رحلة لتوزيع ربطات الخبز على العائلات المحتاجة في الحي الشرقي من البلدة.

من جهتها قالت المتطوعة فيروز ياغي ( 19عاما ) أنها وزميلاتها شكلن جمعية تحت اسم "لنساعد" حيث يعملن على جمع تبرعات عينية من الأهالي المقتدرين لصالح محتاجين ضمن لائحة يرتفع عدد الاسماء فيها يوما بعد يوم.

وأوضحت أمال حميد عضوة الجمعية أن التقديمات تشمل أكثر من 680 عائلة في 12 قرية في جنوب لبنان وتتضمن مواد تموينية وغذائية ووجبات جاهزة لمسنين.

وقال وسيم سابق مدير أحد المواقع الالكترونية في الجنوب أنه أطلق حملة تبرعات جمعت خلال أسبوع نحو 15الف دولار أمريكي قام بتوزيعها على قرابة 50 عائلة فقيرة تحتاج إلى أدوية بشكل دوري.

وذكر الناشط جمال العميري أنه تطوع في مشروع "الحياة للجميع" الهادف لجمع تبرعات مادية لصالح عمال توقفوا عن العمل بسبب الحجر المنزلي.

وأشار إلى أنه خلال أقل من أسبوعين شملت المساعدات 315 عاملا جلهم من االعاملين في قطاعي الزراعة وورش البناء .

بدوره قال رئيس اتحاد بلديات الحاصباني في الجنوب سامي الصفدي إن الاتحاد في صدد جمع التبرعات لتنفيذ مشروع "بطاقة المساعدة الأجتماعية" بهدف مساعدة حوالي ألفين عائلة شهريا.

وتعليقا على هذه المبادرات قال مدير المجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان محمد سيف الدين إن أزمة فيروس "كورونا" أثبتت وعي اللبنانيين بأهمية التضامن الاجتماعي للتغلب على هذه الأزمة.

وأشار سيف الدين المتخصص أيضا في الأمن القومي "على سبيل المثال لم نر أناسا يتشاجرون على المنتجات في المتاجر الكبرى كما حدث في دول أخرى".

وقال إن الناس في لبنان شعروا بمسؤولية مساعدة بعضهم البعض لأن الحكومة ليس لديها القدرة الكاملة على تأمين الدعم لجميع المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة حاليا.

يذكر أن الحكومة اللبنانية كانت قد باشرت قبل أيام بتوزيع مساعدات مالية حددت ب 400 الف ليرة لبنانية (133 دولارا أمريكيا) على مدى شهرين كمرحلة أولى للعائلات اللبنانية الأكثر فقرا ولمن فقدوا أعمالهم ومصدر رزقهم بسبب الاقفال الناجم عن :إجراءات الوقاية من تفشي فيروس "كورونا".

الصور

010020070790000000000000011100001389934071