مقالة خاصة: حصيلة كوفيد-19 في العالم تتخطى 3 ملايين مع توقعات مظلمة للاقتصاد الأمريكي

واشنطن 27 أبريل 2020 (شينخوا) تجاوزت حصيلة كوفيد-19 في العالم عتبة 3 ملايين حالة يوم الاثنين، مع ما يقرب من ثلث الحالات في الولايات المتحدة، وسط نظرة مظلمة للاقتصاد الأمريكي.

وبلغ عدد حالات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في العالم 3002303 حتى الواحدة بعد ظهر يوم الاثنين (17:00 بتوقيت غرينتش)، حسبما ذكر مركز علوم وهندسة النظم في جامعة جونز هوبكنز.

ووفقا للمركز، فقد توفي إجمالي 208131 شخصا في جميع أنحاء العالم بسبب المرض.

وسجلت الولايات المتحدة، التي لا تزال أكثر الدول تضررا، 972969 حالة إصابة و55118 حالة وفاة، وتليها إسبانيا وإيطاليا بـ229422 حالة إصابة و199414 حالة إصابة على التوالي.

وأظهرت بيانات المركز أن الدول الأخرى التي سجلت أكثر من 100 ألف حالة إصابة شملت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وتركيا.

--توقعات اقتصادية قاتمة

وأظهر مسح جديد نشرته الجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال أن غالبية الاقتصاديين في الولايات المتحدة لديهم نظرة مظلمة لاقتصاد البلاد منذ ظهور الفيروس.

وقال المسح الذي أجري في الفترة من 13 إلى 16 أبريل بين 107 من أعضاء الجمعية حول ظروف العمل في شركاتهم أو صناعاتهم، إن توقعات الناتج المحلي الإجمالي المعدلة حسب التضخم (الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي) في عام 2020 تراجعت بشكل حاد، حيث توقع 86 بالمئة من المستطلعين حدوث انكماش.

وقال رئيس الجمعية كونستانس هانتر، كبير الاقتصاديين في شركة ((كيه بي إم جي))، إن مسح الجمعية بشأن ظروف الأعمال في أبريل 2020 "يمثل عالما مختلفا تماما عن العالم الذي كنا نسكنه خلال المسح الأخير في يناير".

وأفادت رئيسة المسح ميغان غرين، وهي باحثة بارزة في مدرسة هارفارد كينيدي، أن المشاركين في الاستطلاع أفادوا بأن "الربع الأخير كان الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية" بالنسبة للمبيعات وهوامش الربح والأسعار والإنفاق الرأسمالي.

وقال ثلث المستجوبين إن عمليات شركاتهم "تأثرت بشدة" بتفشي كوفيد-19، بما في ذلك عدد قليل من الشركات "أوقفت عملياتها بالكامل"، وفقا لغرين.

كما أظهر المسح أن 63 بالمئة من المستطلعين أشاروا إلى أن شركاتهم جمدت التوظيف استجابة لتحديات الفيروس. بالإضافة إلى ذلك، قامت 31 بالمئة من الشركات بإعطاء الموظفين إجازة بدون راتب و17 بالمئة بتسريح جزء من العمالة.

وتوقع أكثر من نصف المستجوبين أن يصبح معدل البطالة الرسمي في الولايات المتحدة بين 6 و9.9 بالمئة بعد عام واحد من الآن. وتوقع 28 بالمئة أن يظل معدل البطالة عند 10 بالمئة أو أعلى في ذلك الوقت.

وحذر كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي الكبير لإدارة الرئيس دونالد ترامب، من أن الاقتصاد الأمريكي قد ينكمش بأسوأ معدل له منذ الكساد الكبير في وقت لاحق من هذا العام بسبب أزمة فيروس كورونا الجديد.

وقال هاسيت يوم الاثنين في برنامج "سكواك بوكس" على شبكة ((سي إن بي سي)) التلفزيونية إن النظرة الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الأول ستكون رقما سلبيا، وسيتم الكشف عن الأضرار الحقيقية التي لحقت بالاقتصاد بسبب الفيروس في المستقبل.

وقال "أنت تنظر إلى شيء مثل سالب 20 بالمئة إلى سالب 30 بالمئة في الربع الثاني".

-- صعوبات في إحداث التوازن

وتحاول الولايات المتحدة والحكومة الفيدرالية بجدية موازنة مخاطر الصحة العامة التي يشكلها الفيروس مع التكلفة الباهظة لإغلاق اقتصاد البلاد لمدة شهر.

وبدأت أكثر من 12 ولاية، بما في ذلك جورجيا وأوكلاهوما وتينيسي وميسيسيبي وتكساس وكولورادو وأيوا، تخفيف القيود على عمليات الإغلاق على أمل إعادة تشغيل الاقتصاد.

ولا تزال العديد من الولايات الأخرى مترددة في اتخاذ مثل هذه الخطوات دون قدرة اختبار أقوى. وقد قامت كل من نيويورك وكاليفورنيا وبنسلفانيا وماساتشوستس وميتشيغان بتمديد أوامر البقاء في المنزل بالفعل.

وكشف البيت الأبيض النقاب في 16 أبريل عن خطوات إرشادية على ثلاث مراحل لإعادة فتح الاقتصاد الأمريكي، واضعا العبء على الحكام لاتخاذ القرارات بشأن فتح اقتصادات ولاياتهم.

وانضمت كولورادو ونيفادا إلى كاليفورنيا وواشنطن وأوريغون في ميثاق إقليمي يهدف إلى تنسيق الرفع التدريجي لقيود فيروس كورونا. وأعلن حكام نيويورك ونيو جيرسي وكونيتيكت وديلاوير ورود آيلاند عن خطط لتشكيل فرقة عمل مشتركة.

وأعلن حاكم ولاية نيو جيرسي فيل ميرفي عن خارطة طريق لاستعادة الاقتصاد يوم الاثنين. وبينما يتضمن الإعلان آمالا بإعادة فتح الأعمال قريبا، أكد الحاكم أن "الصحة العامة تخلق الصحة الاقتصادية".

وأصدرت جمعية رواد صناعة البيع بالتجزئة والاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة مخططا للتسوق الآمن يوم الاثنين يلخص نهجا تدريجيا لإعادة فتح قطاع التجزئة.

وتحث الخطة الحكام على إصدار بروتوكولات موحدة على مستوى الولاية لتجار التجزئة لاعتمادها أثناء إعادة فتح المتاجر والعمل على الحفاظ على سلامة الموظفين والعملاء.

--إطلاق تحقيق في وقف تمويل منظمة الصحة العالمية

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إليوت إنغل يوم الاثنين إن اللجنة بدأت تحقيقا في قرار إدارة ترامب وقف تمويل منظمة الصحة العالمية.

وفي رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، انتقد عضو الكونغرس الديمقراطي قرار وقف التمويل باعتباره إلهاءا سياسيا عن رد الإدارة على كوفيد-19 وطالب وزارة الخارجية باعداد الوثائق والمعلومات المتعلقة بالقرار.

وكتب إنغل في الرسالة "قرار الرئيس ترامب وقف التمويل لمنظمة الصحة العالمية في خضم جائحة عالمية يؤدي إلى نتائج عكسية ويعرض الأرواح للخطر".

وأضاف إنغل "إن مهاجمة منظمة الصحة العالمية، بدلا من تفشي كوفيد-19، لن يؤدي إلا إلى تفاقم وضع خطير بالفعل من خلال تقويض إحدى أدواتنا الرئيسية في مكافحة انتشار المرض".

وحدد رئيس اللجنة 4 مايو موعدا نهائيا لوزارة الخارجية لتسليم الوثائق المتعلقة بقرار وقف التمويل من منظمة الصحة العالمية.

وقرر الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق من هذا الشهر وقف تمويل بلاده للوكالة بدعوى فشل منظمة الصحة العالمية في تبادل المعلومات "بطريقة شفافة وفي الوقت المناسب"، في خطوة أثارت انتقادات له في الداخل والخارج.