مقالة خاصة: "شلونك".. تطبيق كويتي للتقصي الوبائي ومراقبة الخاضعين للحجر المنزلي

2020-05-09 17:19:18|arabic.news.cn
Video PlayerClose

الكويت 9 مايو 2020 (شينخوا) تعوّل السلطات الصحية الكويتية على تطبيق ذكي في التقصي الوبائي ومتابعة مدى التزام العائدين من الخارج بالحجر المنزلي الإلزامي ضمن إجراءاتها الاحترازية لمجابهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

ويطلق على التطبيق اسم "شلونك"، ويعني "كيف حالك"، وأطلقته وزارة الصحة الكويتية بالتزامن مع رحلات الإجلاء الجوي التي شرعت الدولة في تنفيذها في 19 أبريل الماضي لإعادة مواطنيها العالقين في الخارج.

وألزمت السلطات الصحية أكثر من 30 ألف كويتي ممن عادوا إلى البلاد ضمن رحلات الإجلاء الجوي الأخيرة، بتحميل التطبيق لكنها تشجع جميع المواطنين والمقيمين على تنزيله.

وقالت رئيسة فريق الصحة العامة لمتابعة الحجر المنزلي الكترونيا الدكتورة منى الخباز، إن ما يميز التطبيق الذي يعمل بالاتصال مع سوار إلكتروني هو أنه "كويتي مائة بالمائة".

وأضافت الخباز لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لم نشتر التطبيق ولم نستعن بأحد من الخارج بل تم تنفيذه بالكامل في الكويت بالتعاون بين وزارة الصحة والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات وشركة زين للاتصالات".

وكان الهدف الأساسي من التطبيق متابعة الأفراد الخاضعين للحجر المنزلي بالتزامن مع خطة إجلاء الكويتيين من الخارج التي تستمر حتى منتصف مايو الجاري لإجلاء حوالي 50 ألف مواطن.

وأوضحت الخباز قائلة "كنا بحاجة إلى متابعة مدى التزامهم بالحجر المنزلي، ولأن أعدادهم كبيرة ولا يستطيع أفراد الصحة الوقائية متابعتهم جميعا، تحتّم علينا اللجوء إلى هذا التطبيق للتأكد من مدى التزامهم".

ويقدم التطبيق فوائد وخدمات صحية عديدة ويجري استخدامه عبر سوار إلكتروني مريح ومقاوم للماء، بحسب الشاب الكويتي عبد الرحمن الشمري الذي وصل من لندن منذ بضعة أيام.

وقال الشمري لـ ((شينخوا))، إن التطبيق مهم جدا، إذ يوفر خدمة التشخيص من خلال خاصية "مشخص كورونا"، ما يسمح للخاضعين للحجر المنزلي بالحديث إلى طبيب مختص للاطمئنان على صحتهم.

وأشار الشمري إلى خاصية أخرى "مهمة" يتوفر عليها التطبيق تتعلق بالقوانين الصحية وجميع المعلومات الرسمية التي تخص مرض فيروس كورونا الجديد، ما يقطع دابر الاشاعات التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف "تصلني إشعارات يومية ما بين 3 أو 4 مرات ويرسل لي التطبيق قائمة من الأعراض لأختار منها ما أِشعر به وهذا أمر إيجابي جدا ويقربنا من وزارة الصحة ويدفعنا إلى إبلاغها بأي جديد".

وتابع "كما تسمح خاصية الملف الشخصي بالتعرف على ما تبقى لي من أيام الحجر والمسافات التي ينبغي عدم تجاوزها".

ويتفق الدكتور فهد الوردان مع الشمري في أهمية التطبيق في المتابعة وضرورته لحماية صحة العائدين من الخارج.

وقال الدكتور الوردان الذي عاد هو الآخر قبل أيام من لندن من محجره المنزلي لـ((شينخوا))، إن التطبيق له إيجابيات عدة وهو تطور تكنولوجي مناسب للوضع.

وأوضح أن التطبيق سمح للدولة كذلك بتوفير المال لأنه مكنها بمتابعة المحجورين في منازلهم من دون الحاجة الى إبقائهم في الحجر المؤسسي وانفاق أموال إضافية.

وللتطبيق خاصية أخرى يمكن استخدامها في حالة التقصي الوبائي عن طريق البلوتوث.

ويسمح التطبيق برصد واكتشاف المخالطين لأي حالة إيجابية بالاضافة الى رصد المسافة بينهم والمدة الزمنية التي تواصلوا خلالها ما يعجّل باستدعائهم وفحصهم وعزلهم في النهاية، بحسب الدكتورة منى الخباز.

ويعكف مركز عمليات يتكون من أكثر من 100 طبيب، تدرّبوا على التطبيق على متابعة الخاضعين للحجر المنزلي.

وأشارت الدكتورة الخباز الى أن المركز يعمل على مدار الساعة وفق نظام المناوبة لمتابعة المحجورين في كل منطقة عبر فرق مقسمة على كل محافظات الدولة الست.

ويسمح تطبيق "شلونك" بإرسال إخطار للفرق الطبية في حال كسر الحظر المنزلي والخروج، كما يرسل أسئلة مرتين يوميا للخاضعين للحجر الصحي تتعلق بأعراض المرض كالسعال ودرجة الحرارة وضيق التنفس لاتخاذ اللازم في حال ظهور أي اعراض.

ويطلب بشكل عشوائي من المحجورين إرسال صورة شخصية (سيلفي) التقطت بشكل فوري وليست مخزنة في الهاتف.

ووصفت الدكتورة الخباز مستوى الالتزام بالحجر المنزلي بالجيد، لكنها أشارت الى وجود مخالفات قالت إن عددها غير كبير حتى الآن "لكن تم رصدها من قبل السلطات الصحية".

وعبّر عبدالرحمن الشمري وأنفال وهي أيضا كويتية عادت من بريطانيا وتخضع للحجر المنزلي، عن تضايقهما من نقطة واحدة وهي اتصال التطبيق في أوقات غير مناسبة على حد قولهما، لطلب إرسال صور سيلفي.

وقال الشمري إنه يتلقى اتصالا يأمره بإرسال صورة سيلفي وقت الافطار في رمضان أو صباحا فيما عبرت أنفال عن انزعاجها من الاتصال بها خلال ساعات الحظر التي يفترض أن يكون فيها كل الكويتيين والمقيمين في منازلهم وتمتد من الساعة الرابعة مساء وحتى الثامنة صباحا.

ويواجه المخالفون عقوبة لحظية، حيث يتم نقلهم مباشرة إلى الحجر المؤسسي حتى إكمال أيام الحجر المفروضة عليهم.

فيما تباشر الإدارة القانونية في وزارة الصحية متابعة المخالفين قضائيا لاحقا، حيث يواجهون عقوبة السجن لمدة ثلاثة شهور ودفع غرامة مالية تصل الى 15 ألف دولار أو إحدى هاتين العقوبتين.

وشدّدت الدكتورة الخباز على أهمية التطبيق خاصة في هذه الفترة التي تشهد فيها الكويت ارتفاع عدد الحالات المخالطة، قائلة إن "ارتفاع عدد المخالطين يعني عدم التزام البعض وأن هناك من ينقل العدوى وهنا تكمن أهمية التطبيق وضرورة أن نكون أكثر يقظة في المتابعة لمنع نقل العدوى".

وتابعت "أناشد الناس الالتزام بالحجر المنزلي وتعليمات وزارة الصحة..قد يشعر الناس أن هناك تقييدا للحرية ولكن نحن في مرحلة وباء ونحتاج إلى تعاون الناس وتضافر الجهود لتجاوز المرحلة بأمان".

وتسعى وزارة الصحة الكويتية وفق الدكتورة الخباز، إلى تحديث التطبيق خلال الأيام المقبلة من خلال إضافة خاصيات جديدة بينها الاستشارة الطبية عن طريق الاتصال الفيديو.

وسيصبح بمقدور الأشخاص الخاضعين للحجر المنزلي بعد تحديث التطبيق، الاتصال بالأطباء وطلب الاستشارة الطبية في أي مجال من دون الانتقال للمستشفى.

وقررت الحكومة الكويتية أمس الجمعة فرض حظر تجوال شامل ابتداء من الساعة الرابعة من عصر يوم الأحد المقبل وحتى 30 من شهر مايو الجاري، للحد من انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وسجلت الكويت حتى الآن 7208 إصابة بالمرض و47 حالة وفاة في حين بلغ عدد حالات الشفاء 2466 .

الصور

010020070790000000000000011100001390435411