تحقيق إخباري: مرض فيروس كورونا يدفع سوق الذهب المصري إلى ركود كبير

القاهرة 22 مايو 2020 (شينخوا) "مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19) له تأثير سلبي ومباشر على سوق الذهب، التي أصبحت تعاني من ركود كبير جدا"، هكذا علق سكرتير شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية نادي نجيب على تداعيات المرض على مبيعات الذهب في مصر.

وأعلنت مصر، في فبراير الماضي اكتشاف أول إصابة بمرض فيروس كورونا الجديد، وسجلت حتى اليوم (الجمعة) 15786 مصابا، و707 حالات وفاة، وسط توقعات رسمية بارتفاع كبير في حصيلة الإصابات خلال الأيام القادمة.

وقال نجيب، لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه "منذ ظهور فيروس كورونا في مصر، وسوق الذهب يعاني من حالة كساد كبيرة جدا، حيث انخفضت المبيعات بنسبة تتخطى الـ 80%، خاصة أن الناس تخشى الخروج من المنازل".

وأضاف أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة، ومن بينها إغلاق المحال في الساعة الخامسة مساء خلال أيام عيد الفطر المقبل، ساعدت على هذا الأمر.

وأوضح أن الزبائن عادة لا يذهبون لشراء الذهب إلا بعد الساعة السادسة أو السابعة مساء، لأنهم يذهبون لأعمالهم صباحا، وغلق محلات بيع الذهب في الخامسة مساء يعني توقف حركة المبيعات.

وعلى الرغم من تراجع المبيعات، إلا أن أسعار الذهب في السوق المصرية تشهد ارتفاعات متتالية.

وأرجع سكرتير شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، هذا الارتفاع في الأسعار إلى تفشي مرض فيروس كورونا الجديد، وتداعياته السلبية على اقتصادات الدول.

وقال إن بعض الدول تخوفت من انخفاض قيمة عملاتها المحلية، وانهيار اقتصاداتها، فلجأت إلى شراء أطنان من الذهب باعتباره ملاذا آمنا، لأنه سلعة عالمية، مشيرا إلى أنه عندما تهدأ الأوضاع ستقوم هذه الدول ببيع الذهب.

وتوقع نجيب، استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، خاصة أن أحدا لا يعرف موعد انتهاء أزمة فيروس كوفيد - 19، وهو ما يعني استمرار الخوف من المرض، والإجراءات الاحترازية للوقابة منه.

وشاطره الرأي رئيس شعبة مصنعى المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات المصري رفيق عباسي، بقوله إن مبيعات الذهب "قلت بصورة قوية جدا".

وأضاف عباسي لـ(شينخوا)، أن مبيعات محلات الذهب والمجوهرات في مصر توقفت، في ظل خوف المواطنين من فيروس كورونا.

وأشار إلى أن أسعار الذهب في مصر مرتبطة بالسوق العالمية، لذلك أدى الطلب الكبير من جانب بعض الدول على شراء سبائك الذهب إلى ارتفاع الأسعار في العالم كله.

وتوقع استمرار هذا الارتفاع في ظل انهيار اقتصادات بعض الدول جراء أزمة مرض فيروس كورونا، والعكس صحيح.

بينما قال مصطفى مكاوى، وهو صاحب محل لبيع الذهب في محافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة، إن "سوق الذهب منذ مارس الماضي شبه متوقف، لأن الناس تخشى الخروج من المنازل بسبب الفيروس، الذي ينتشر بسرعة كبيرة، كما أن قرارات الإغلاق لا تناسب سوق الذهب".

وأوضح مكاوي لـ(شينخوا)، أن مبيعات محله منذ ظهور فيروس كورونا انخفضت بنسبة 85%، وأشار إلى أن المحل لم يدخله من منتصف مارس الفائت سوى عريس وعروس قاما بشراء شبكة الزفاف بـ 30 ألف.

وتابع أن تفشي المرض أدى إلى انخفاض حالات الزواج بشكل كبير في مصر، وهو ما أثر بالسلب على مبيعات الذهب، بل أن بعض الزيجات تتم دون شراء شبكة العروس.

وعلق على ارتفاع سعر الذهب، قائلا " أنا كتاجر أرغب في انخفاض السعر، لكي أبيع أكثر، لكن أسعار الذهب في مصر مرتبطة بالسوق العالمية".

وأردف أن هذا الارتفاع مؤقت، وسيعود للانخفاض فور انتهاء أزمة مرض فيروس كورونا.

وختم "اتمنى أن ينتهي هذا المرض، وتعود الحياة لطبيعتها قريبا، وينتعش سوق الذهب، لأني تضررت كثيرا منذ ظهور الفيروس".