عيد وارأتسو لقومية تشيانغ

بكين أول يونيو 2020 (شينخوانت) قومية تشيانغ هي واحدة من الأقليات القومية في الصين، يرجع تاريخها إلى آلاف السنين. وكانت هذه القومية قد لعبت دورا هاما في مسيرة تطور حضارة الأمة الصينية، علما بأن أسلاف قومية تشيانغ بدأوا يعيشون في وسط الصين منذ أكثر من 3000 سنة، وانشأوا حضارة رائعة في هذه الأرض، ويقال إن البطل المشهور /دا يو/ الذي نجح في قيادة الشعب الصيني لمكافحة الفيضانات في زمن قديم جدا، وحظي باحترام ومحبة الأجيال اللاحقة، هو من أبناء قومية تشيانغ أيضا. والآن يقدر عدد أبناء قومية تشيانغ بأكثر من 300 ألف نسمة، ويقطن معظمهم في مقاطعة سيتشوان، حيث أسست الحكومة لهم محافظة بيتشوان الذاتية الحكم التي تعد المحافظة الوحيدة الذاتية الحكم لقومية تشيانغ بالبلاد، إضافة إلى ولاية آبا الذاتية الحكم لقوميتي التبت وتشيانغ. وتشتهر قومية تشيانغ اليوم بالبناء المعماري والتطريز والموسيقى والرقص ذات الخصائص القومية الفريدة.

تعد قومية تشيانغ من أعرق القوميات في الصين وتسمي نفسها بقومية أرما، كما تلقب بـ"قومية قاطنة على السحاب" بسبب سكنهم على الجبال ومعظمهم يعيشون في محافظة ماو في ولاية آبا الذاتية الحكم لقوميتي التبت وتشيانغ في مقاطعة سيتشوان. هناك في قرية سيهو وقرية خشي في مركز تشيويقو شمال محافظة ماو تقليد تاريخي منذ مئات الأعوام يقضي بإقامة فعاليات ما يسمى بـ"وارأتسو" (بمهرجان آلهة الغناء أو مهرجان المنشد القائد في اللغة الصينية) في اليوم الخامس من الشهر الخامس حسب التقويم القمري الصيني تمجيدا للأخت شالانغ آلهة الغناء والرقص. كما يسمي السكان المحليون هذا العيد بـ"عيد المرأة" نظرا للدور الرئيسي للمرأة من قومية تشيانغ في فعاليات العيد. وفي مايو 2006 ، تم إدراج عيد وارأتسو لقومية تشيانغ كدفعة أولى ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي الوطنية بموافقة مجلس الدولة الصيني.

تحتوي فعاليات وارأتسو على ما يلي: أولا، الأعمال التمهيدية في الليل قبل عيد وارأتسو مثل جلوس النساء في المطبخ لإعداد خبز الشمس وخبز القمر وخبز الجبل بحضور أخوالهن، وقيام الأخوال بفتح الأوعية الفخارية من الخمور وتقديم التهاني وإعداد القرابين؛ ثانيا، فعاليات عيد وارأتسو مثل التوجه بقيادة الأخوال إلى معبد آلهة ليانغتسي وذبح المواعز وتقديم القرابين وتلاوة الأخوال آيات الكتاب المقدس وتقديم الشكر والامتنان إلى الإله وأداء الصلاة والمبادرة بالغناء والرقص، وسرد المسنات حكايات عن الأخت شالانغ آلهة الغناء والرقص لتوعية الأجيال الشابة بأهمية التقاليد في الحب والإنجاب والشؤون المنزلية، وقيام الرجال بإعداد الوجبات وخدمة زوجاتهم، وعروض الغناء والرقص.

لدى الأخوال مشاركة مكثفة في جميع فعاليات وارأتسو، الأمر الذي يعكس سيادة الأمهات والأخوال التي كانت سائدة في المجتمع الأموي القديم لقومية تشيانغ قبل زمن بعيد وعبادة قومية تشيانغ للأمومة، والذي يعد مصدر معلومات قيمة للباحثين المتعمقين في ثقافة قومية تشيانغ وتقاليد وعادات المرأة. كما أن الثقافة والفنون الشعبية الموجودة في فعاليات وارأتسو توفر معطيات هامة أيضا للباحثين في دراسة مراحل تطور رقص شالانغ الشعبي.

لقد تطورت قومية تشيانغ من العصور القديمة إلى يومنا هذا، وقد تركت تراكمًا ثقافيًا عميقًا منذ آلاف السنين ، وهو أمر نادر جدًا في تاريخ القوميات في الصين والعالم، فقد أصبحت قومية تشيانغ "عينة حية" لدراسة الثقافة التاريخية، حيث تتمتع بمغزى هام لا يمكن استبداله في دراسة تاريخ القوميات والثقافة في العالم.