تحقيق إخباري: "مخبز خيري".. مبادرة إنسانية بشرق لبنان لتأمين الخبز للمحتاجين

راشيا، لبنان 20 يونيو 2020 (شينخوا) داخل شقة متوسطة المساحة في الطرف الغربي لبلدة راشيا شرقي لبنان، تنشط مجموعة من الشبان والشابات في إعداد الخبز تمهيدا لتوزيعه على العائلات الفقيرة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة المواكبة لأزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

المبادرة الإنسانية أطلقها عدد من الشبان في بلدة راشيا تحت عنوان "مخبز خيري" بهدف تأمين الخبز مجانا لعائلات محتاجة خسرت دخلها بسبب أزمة كورونا.

وقالت المشرفة على المخبز سمارة ناجي لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن نسبة كبيرة من الخيرين تجاوبت بسرعة مع دعوة للمساعدة أطلقناها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ووصلت بالفعل تبرعات عينية ومادية كبيرة مكنت أصحاب المبادرة من تجهيز المخبز بالمعدات الضرورية ومنها عجانة آلية كبيرة و5 صاجات تعمل على الغاز وملحقاتها، بحسب ناجي.

وقال الطالب الجامعي جلال ناجي وهو أحد المتطوعين في المخبز لـ ((شينخوا))، "قمنا بشراء وتخزين كمية كبيرة من الطحين وعملنا على تشكيل مجلس إدارة يشرف على عمل المخبز وتوزيع المهام على المتطوعين".

وأضاف "انطلقت مبادرتنا بتوزيع 250 ربطة خبز يوميا في حوالي 20 بلدة ليتضاعف العدد إلى حدود ألف ربطة يوميا خلال فترة قصيرة".

وعبرت المتطوعة سالي فايق لـ ((شينخوا)) عن فرحها لتعاون المواطنين كل حسب قدرته وامكانياته مع هذه المبادرة التي أمنت رغيف الخبز مجانا للكثير من العائلات.

من جهتها، رحبت ربة المنزل دلال أبو حمد والأم لخمسة أطفال، بهذه المبادرة الإنسانية التي ترسم الطمأنينة للعائلة في هذه الظروف الحياتية الصعبة.

وقالت جميلة أبو شرف بينما كانت تحمل ربطة خبز حصلت عليها من متطوعي المخبز، إنها مبادرة انسانية وفرت الخبز لعائلتها المؤلفة من سبعة أشخاص في ظل أزمة مادية نعاني منها بعدما فقد زوجي عمله في مركز تجاري وبات عاطلا عن العمل.

بدوره، عبر حامد الحلبي المستفيد من المبادرة عن سروره بمثل هذه المبادرات، وقال انها تعطي الأمان والطمأنينة لنسبة كبيرة من العائلات الفقيرة.

ويعاني لبنان من أزمة مالية واقتصادية وتدهور معيشي متصاعد وشح في السيولة ومن قيود مصرفية على سحب الودائع ما دفع الحكومة الى التوقف عن سداد الدين الخارجي في إطار إعادة هيكلة شاملة للدين الذي تجاوز 90 مليار دولار.

كما تسببت الأزمة وانعكاسات مرض (كوفيد- 19) الاقتصادية في تفاقم المشكلة المالية وتراجع قيمة الليرة اللبنانية اضافة الى تزايد البطالة والفقر وتراجع قدرات اللبنانيين الشرائية مع ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية بنسبة 55 في المائة.