مقالة خاصة: طلاب صينيون يتشاركون أقنعة واقية مع نظرائهم الفرنسيين ويشجعونهم على دحر كوفيد-19

2020-06-25 11:33:09|arabic.news.cn
Video PlayerClose

شيامن/باريس 25 يونيو 2020 (شينخوا) لم تتنفس فتاة صينية في المدرسة الثانوية الصعداء، حتى وصلتها أنباء من فرنسا يوم الثلاثاء حول سلامة وصول شحنة تحتوي على مواد لمكافحة وباء كوفيد-19.

كانت قوه لان لان، وهي طالبة في السابعة عشرة من عمرها، في مدرسة شيامن للغات الأجنبية في الصين، قلقة على مدار الشهر الماضي بشأن شحنة شفافة مقاس 24 بوصة تم إرسالها من مدينة شيامن بجنوب شرق الصين إلى فرنسا في مايو.

في الشحنة هناك بعض أقنعة الوجه ورسائل وهدايا أعدتها قوه وزملاؤها في المدرسة لنظرائهم في مدرسة ليسيه آلان شارتيه، وهي مدرسة ثانوية في منطقة نورماندي شمال غرب فرنسا.

تلقت قوه الأخبار السارة من جان فرانسوا ليساشر، مدير ليسيه آلان شارتيه، الذي أخبرها عن الوصول الآمن للشحنة، في مكالمة فيديو عابرة للحدود يوم الثلاثاء.

قالت قوه لـ((شينخوا)) "من خلال هذه الشحنة المتضمنة هدايا، نريد أن نظهر لأصدقائنا الفرنسيين أننا نواجه هذا الوباء معا"، و"ما نريد مشاركته معهم ليس فقط بعض الأقنعة، بل أيضا الشجاعة والثقة للتغلب على هذا الوباء."

-- "نحن بحاجة إلى القيام بشيء ما"

منذ إقامة علاقة مؤاخاة بين مدرسة شيامن للغات الأجنبية وليسيه آلان شارتيه في عام 2010، حافظت المدرستان على علاقات وثيقة من خلال اللقاءات عبر الإنترنت، والتبادلات الطلابية وتشاطر الخبرات، مع تعزز الصداقة العميقة بين طلاب الجانبين.

في وقت سابق من هذا العام، عندما اتخذت الصين مجموعة متنوعة من الإجراءات الصارمة مثل تأجيل افتتاح الفصل الدراسي الجديد والإدارة الصارمة للمجتمعات السكنية، لمحاربة كوفيد-19، تلقى بعض الطلاب الصينيين في مدرسة شيامن للغات الأجنبية، رسائل بريد إلكتروني ومكالمات مشجعة من أقرانهم الفرنسيين.

وبعد أشهر من الجهود المضنية، حققت جهود الصين لاحتواء فيروس كورونا الجديد تقدما، بينما في فرنسا، بدأ تنفيذ الإغلاق على الصعيد الوطني في مارس، مع انتشار الفيروس في جميع أنحاء أوروبا.

قالت يانغ تشون، معلمة اللغة الفرنسية في مدرسة شيامن للغات الأجنبية، والتي تقوم بتحديث آخر الأخبار حول الوباء في فرنسا مع طلابها، في فصل فرنسي عبر الإنترنت، "لقد كنا نولي اهتماما وثيقا لحالة الوباء في فرنسا، والوضع المتدهور يقلقنا".

ومع معاناتها من صعوبة مماثلة للبقاء في المنزل مع إغلاق المدارس والمطاعم، قالت قوه "عندما سمعنا أن أصدقاءنا في فرنسا ظلوا في المنازل بسبب الفيروس، مع تعطل الحياة اليومية، علمنا أننا بحاجة إلى القيام بشيء لإظهار دعمنا للطلاب الفرنسيين".

-- "هدية رمزية للأمنيات والصداقة"

وأضافت قوه "أخبرتنا (المعلمة) يانغ بأن معدات الحماية الشخصية مثل أقنعة الوجه، كانت قليلة في فرنسا في مارس. لذا، نعتقد أنه في الوقت الحالي، لا يمكن لأية هدايا أن تعبر عن أمنياتنا بسلامتهم، أفضل من بعض الأقنعة".

وبدون أي تأخير، بدأت قوه وزملاؤها في ملء الحقائب الخاصة بأكثر من 1000 قناع، ورسائل تشجيع وهدايا للطلاب في فرنسا.

وكتبت دوان يان جينغ، وهي طالبة في مدرسة شيامن للغات الأجنبية، في رسالة "بوحدتنا سننتصر ... الصين وفرنسا دولتان بطوليتان".

وأضافت "أثق بأن بلدكم الشجاع سيتغلب على الوباء قريبا!".

ولكن، نظرا لإلغاء أو تأجيل معظم طرق الشحن الخارجية بين الصين وأوروبا، أصبح نقل شحنة مقاس 24 بوصة، عبر الحدود، تحديا وسط تفشي الوباء.

قالت يانغ "لقد لجأنا إلى شركات النقل البحري وشركات النقل بالسكك الحديدية، ولكن لم يتمكن أي منهم من تقديم المساعدة خلال الوباء".

ولحسن الحظ، أخذ الأمر منعطفا نحو الأفضل، عندما عرضت شركة ((فاتري))، وهي مورد منتجات وقاية من الوباء، مقرها في شيامن، وتعمل في فرنسا أيضا، المساعدة في إيصال الشحنة.

وعبر الجبال والبحار، وبعد ثلاثة أشهر من فكرة الطلاب لإرسال الهدية، وصلت الشحنة أخيرا إلى باريس في يونيو جوا، وتم تسليمها إلى ليساشر، من قبل تشو هوي، ممثل شركة ((فاتري)) في باريس، الذي قاد سيارة لأكثر من ثلاث ساعات من باريس إلى المدرسة الثانوية.

وقال ليساشر، الذي تأثر بشدة بصداقة الطلاب والرحلة الطويلة لهذه الهدية، "نحن نعلم أنه في ظل هذا الوباء، فإن إرسال مثل هذه الهدية يتطلب أكثر من مجرد النية الحسنة".

وأضاف "أن الأمر برمته لا يمكن تحقيقه بدون مساعدة مشتركة. إنها رحلة حب تمثل رغبات الكثير من الصينيين".

أما شيه هوي، مدير مدرسة شيامن للغات الأجنبية، فقال خلال اتصال بالفيديو مع ليساشر، إن "الشحنة هي رمز للأمنيات والصداقة".

وأضاف شيه "لقد أثبتت عملية تسليم هذه الهدية الخاصة أنه لا يوجد شيء يمكن أن يقطع العلاقات بيننا، ولا حتى الفيروس الماكر".

الصور

010020070790000000000000011100001391661051