عيد قولونموتا لقومية ألونتشون
بكين 29 يونيو 2020 (شينخوانت) من المعروف أن عدد الأقليات القومية في الصين هو 55، ومن بينها عشرون قومية عدد أفراد كل منها لا يتجاوز مائة ألف نسمة، على سبيل المثال قومية ألونتشون. يبلغ عدد أبناء قومية ألونتشون حاليا أكثر من ثمانية آلاف فرد يعيشون في منطقة سلسلتي جبال شينغآنلينغ الكبيرة والصغيرة في المنطقة المحصورة بين مقاطعة هيلونغجيانغ ومنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم. ويستخدم أبناؤها لغة ألونتشون المتفرعة من لغة آلتاي. وليست لديهم مفردات لقوميتهم الخاصة بل يستخدمون مفردات هان. وتمت تسمية هذه القومية وفقا لرغبة أبنائها، ومعنى كلمة ألونتشون هو الأقوام التي تسكن الجبال. وكان أبناء قومية ألونتشون يعتمدون في حياتهم على صيد الحيوانات البرية. ويقومون أيضا بجمع ثمار الاشجار وصيد الاسماك باعتبارهما من الاعمال الاضافية. ويمكن القول إن جميع رجال هذه القومية بالكاد صيادون ممتازون يتمتعون بخبرات وتجارب وافرة في أعمال الصيد. وكانت قومية ألونتشون في الاربعينات من القرن الماضي قومية رعوية ذات طابع بدائي واضح في الحياة اليومية، وإذا تم صيد غنيمة وُزّعت بشكل متساو بين جميع عوائل القبيلة بينما يحصل المسن والمريض والمعوق في القبيلة على الحصة الاكبر. وبعد تأسيس الصين الجديدة إنتقل أبناء هذه القومية من أوضاعهم البدائية المتخلفة الى المجتمع الاشتراكي مباشرة حيث يعيشون عيشة مستقرة ونبذوا صيد الحيوانات وأصبحوا حماة للغابات والحيوانات البرية فيها، وجدير بالذكر أن أبناء قومية ألونتشون مبدعون في صنع الازياء والادوات العديدة الممتازة الجودة والجميلة الاشكال كالازياء والاحذية القومية المتميزة والأواني المتنوعة والصناديق ذات الاشكال الجميلة حتى الزوارق الصغيرة المصنوعة من قشور الاشجار، وتتمتع كل هذه الاشياء بجمال متميز وجودة ممتازة وصفة قومية خاصة. ويعتنق أبناء قومية ألونتشون دين السامان ويعبدون الكائنات الطبيعية كما يقدّسون أسلافهم .
إن قومية ألونتشون من الأقليات القومية الأقل عددا من حيث السكان في الصين وتعيش منذ زمن قديم داخل الغابات في حوض نهر هيلونغجيانغ وسلسلتي جبال شينغآنلينغ الكبيرة والصغيرة. ويعتمد أهل قومية ألونتشون على الصيد البري والمائي في حياتهم. ونتيجة لهذا الأسلوب الخاص في المعيشة والحياة، فلديهم عيد خاص وهو عيد قولونموتا.
إن "قولونموتا" في لغة ألونتشون معناه تمجيد آلهة النار. فتطور عيد قولونموتا من مراسم تمجيد آلهة النار أصلا. كما جرت التقاليد من زمن قديم، كل أسرة بلا استثناء تشعل النار أمام منزلها في رأس السنة الجديدة أو مناسبات مباركة أخرى ويسجد أفرادها أمام آلهة النار من أجل السلامة والخير. كما من عادتهم رش الخمر واللحم إلى النار كقرابين. واستقرت هذه وتطورت التقاليد مع مرور الزمن.
تقام فعاليات عيد قولونموتا عادة في كل ربيع، ويقصد إلى ساحة الاحتفال جميع أفراد الأسرة بالخيل ومعهم أفضل الخمور واللحوم والخيم. وفعاليات العيد لها أشكال متنوعة مثل رقص الكاهن حول النار ليلا لتمجيد الأسلاف والإله وإقامة مباريات رياضية وثقافية نهارا بما فيها سباق الخيل والقوس والسهم والرماية والمصارعة والغناء والرقص وحكاية القصص والشطرنج المحلي ولعبة الأوراق الخشبية الخ. فليس عيد قولونموتا عيدا لتمجيد الأسلاف والإله فحسب، وإنما هو عيد لها محتويات ثقافية غنية جدا.
لكن فعاليات عيد قولونموتا توقفت لمدة طويلة لأسباب تاريخية. رغم أنه تم إحياؤه مجددا بفضل جهود الجمهور، تغيرت أشكال ومحتوياتها بشكل كبير وبات بعض التقاليد مهددا بالانقراض. لذلك، فإن حماية هذا العيد مهمة لا تحتمل أي تأخير.