تعليق: مجموعة العشرين ودورها القيادي الحيوي للخروج من أزمتي الوباء والانكماش الاقتصادي

2020-06-29 16:46:40|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 28 يونيو 2020 (شينخوا) قبل عام، حث الرئيس الصيني شي جين بينغ في تصريحاته خلال قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية قادة الاقتصادات الكبرى على "إعادة معايرة اتجاه الاقتصاد العالمي والحوكمة العالمية في هذا المنعطف الحرج، والعمل معا لتعزيز ثقة السوق، وجلب الأمل لشعوبنا".

وفي وقت يواجه فيه العالم أزمتي وباء كوفيد-19 الجارف والانكماش الاقتصادي العميق، فإن كلمات الرئيس شي التي قالها في العام الماضي تبدو أكثر رنينا اليوم.

وينبغي لمجموعة العشرين، وهي المنصة الأولى في العالم للتعاون الاقتصادي الدولي، أن تكثف جهودها لتنسيق استجابة عالمية أكثر فعالية وصرامة، تماما كما فعلت لقيادة العالم للخروج من الأزمة المالية في 2008-2009.

ومع مرور الوقت، يعمل أعضاء مجموعة العشرين بالفعل على تعزيز اتصالاتهم، ويبحثون عن حلول.

وفي قمة افتراضية عقدت في أواخر مارس، اتفق قادة مجموعة العشرين على أن "وباء كوفيد-19 غير المسبوق هو تذكير قوي بترابطنا ونقاط ضعفنا"، وتعهدوا بإقامة "جبهة موحدة ضد هذا التهديد المشترك".

كما عُقدت اجتماعات متعددة لمحافظي البنوك المركزية ووزراء المالية في المجموعة، وكذلك اجتماعات وزارية في مجالات التجارة والصحة والزراعة والاقتصاد الرقمي والطاقة والسياحة.

ولكن مع وجود علامات قليلة تدل على أن وباء كوفيد-19 آخذ في الانحسار، وتجاوز عدد حالات الإصابة على مستوى العالم عتبة الـ10 ملايين، وتوقع صندوق النقد الدولي انكماشا عالميا بنسبة 4.9 بالمائة هذا العام، فإن كتلة مجموعة العشرين، التي تمثل قرابة 90 بالمائة من الاقتصاد العالمي، تتحمل مسؤولية أكبر بكثير هذه المرة، وبالتالي فإنها بحاجة إلى بذل المزيد من العمل.

والأولوية القصوى هي، بطبيعة الحال، التغلب على الفيروس، أو على الأقل إبطاء زخم العدوى. بالتالي يجب على أعضاء مجموعة العشرين التركيز على كيفية تحسين التنسيق الجماعي للوقاية والسيطرة، ودعم منظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية في أداء أدوارها الإرشادية الفريدة بحيث يتم قطع سلاسل انتقال العدوى عبر الحدود، والقضاء على مصادر العدوى الجديدة في مهدها.

كما يجب عليهم أن يدافعوا عن القضية العالمية من خلال البحث عن العلاجات واللقاحات الفعالة وتطويرها، وضمان إتاحة هذه الأدوات المنقذة للحياة في عملية الاستجابة لفيروس كورونا الجديد على نطاق العالم كمنافع عامة عالمية، وبأسرع وقت ممكن.

وفي مواجهة الفيروس القاتل، لن يكون أي شخص بأمان حقا حتى يصبح الجميع بأمان. وينبغي أن يواصل أعضاء مجموعة العشرين مساعدة البلدان النامية والبلدان الأقل نموا، ولا سيما تلك الموجودة في أفريقيا والدول الجزرية الصغيرة، على بناء نظمها وقدراتها الصحية في مواجهة تحدي فيروس كورونا الجديد.

وبالمقارنة مع المعركة ضد العامل الممرض القاتل، فإن المعركة للحؤول دون حلول ما يعتقد الكثيرون بأنه سيكون أخطر ركود عالمي منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات من القرن الماضي، هي أكثر صعوبة.

ومن أجل إطلاق انتعاش اقتصادي عالمي في عالم ما بعد الوباء، يتعين على مجموعة العشرين أولا أن تعمل بشكل مشترك على تحقيق استقرار سلاسل التجارة والإمداد العالمية التي تضررت بشدة من خلال التعاون الدولي المعزز. وهذا أمر حيوي أيضا لتحقيق النصر النهائي على هذا المرض الفتاك.

خذ أجهزة التنفس الصناعي كمثال. يتكون جهاز التنفس الصناعي التجاري من حوالي 1500 قطعة يتم توريدها من أكثر من 12 بلدا. وبغية زيادة إنتاج الآلات المنقذة للحياة، يجب على البلدان المعنية العمل معا.

وهذا يعني أن اقتصادات مجموعة العشرين في مواجهة الوباء يجب أن تحافظ على تماسك سلاسل التصنيع والإمداد العالمية المتراجعة، وأن تضمن التدفق السلس لمواد تجارية رئيسية مثل الإمدادات الطبية والمنتجات الزراعية.

وتتمثل مهمة أخرى في إرساء أساس متين للنمو المستقبلي في عالم ما بعد الوباء من خلال خطط منسقة تنسيقا جيدا للإغاثة المالية ومخططات الانتعاش.

وخلال قمة مارس، تعهدت دول مجموعة العشرين بتقديم 5 تريليونات دولار أمريكي لتحفيز الانتعاش الاقتصادي العالمي من الوباء، ووعدت "بمواصلة تقديم دعم مالي جريء وواسع النطاق".

ومن الضروري أيضا التأكد من أن بلدان العالم المثقلة بالديون لن تغرق ماليا. وبالتالي، يتعين على دول مجموعة العشرين أن تواصل مبادرتها الخاصة بتعليق خدمة الديون حتى يتم دعم تلك الدول في جهودها الرامية إلى حماية الأرواح والتخفيف من حدة الأزمات الاقتصادية والمالية الناتجة عن وباء كوفيد-19.

وفي الوقت نفسه، يجب أن تعمل المجموعة مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والهيئات المالية المتعددة الأطراف الأخرى لتخصيص الموارد وجمع أموال إضافية لمكافحة الوباء، وضخ سيولة وفيرة في السوق العالمية، وتعزيز الثقة في هذه اللحظة التي يشوبها عدم اليقين والخوف.

وعلى المستوى السياسي، يمكن أن تكون مجموعة العشرين، كما تفعل دائما، بمثابة منصة لسد الانقسامات وبناء توافق الآراء. وفي إطار مجموعة العشرين، يتطلب التعاون الأوسع نطاقا في مجال مكافحة الفيروسات من الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم، إيجاد سبل للعمل معا.

وحذرت كبيرة الاقتصاديين بصندوق النقد الدولي جيتا جوبيناث من أن "التوترات الجيوسياسية والتجارية يمكن أن تضر بالعلاقات العالمية الهشة في وقت من المتوقع أن تشهد التجارة انهيارا بنحو 12 في المائة".

ويجب على الصقور المتشددين إزاء الصين في واشنطن التوقف عن استغلال هذا الوباء لمهاجمة الصين وإذكاء التوترات الجيوسياسية، نظرا لأن مثل هذه المخططات المسمومة لن تقوض سوى الجهود المشتركة لدحر الفيروس وإنقاذ الاقتصاد العالمي.

وباعتبارها اقتصادات كبرى، فإن قرارات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين تحمل أهمية عالمية وبعيدة المدى.

وحذر الرئيس شي، الذي كان يجلس جنبا إلى جنب مع زملائه في مجموعة العشرين في العام الماضي في أوساكا، من السماح لأنفسهم "بأن يصبحوا سجناء مصالح قصيرة الأجل" و"من أخطاء لا رجعة فيها ذات عواقب تاريخية".

وذكر أيضا أنه "من خلال توسيع المصالح المشتركة وتبني وجهة نظر طويلة المدى، يمكننا تحقيق السلام الدائم والازدهار في العالم وتقديم حياة أفضل لجميع شعوبنا".

ويعد وباء فيروس كورونا الجديد في الحقيقة اختبارا هائلا لقدرة الجنس البشري على التكاتف معا في مواجهة تهديد خطير مشترك. والفشل ليس خيارا واردا وليس أمام مجموعة العشرين خيار آخر سوى القيادة.

الصور

010020070790000000000000011101451391753311