مقالة خاصة: تجدد كوفيد-19 يهدد بعرقلة الانتعاش الاقتصادي الأمريكي

2020-06-30 12:10:47|arabic.news.cn
Video PlayerClose

واشنطن 29 يونيو 2020 (شينخوا) حذر اقتصاديون ومسؤولون من أن الارتفاع الأخير في حالات كوفيد-19 في أنحاء الولايات المتحدة يهدد بعرقلة الانتعاش الاقتصادي الناشئ، مع قيام العديد من الولايات بوقف عمليات إعادة فتحها المرحلية أو التراجع عنها جزئيا.

وكتب مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في وكالة ((موديز أناليتيكس))، في تحليل يوم الاثنين، "يبدو أن النشاط الاقتصادي في الولايات التي شهدت أكبر زيادة في الحالات في الأيام الأخيرة، بما في ذلك أريزونا وكاليفورنيا وفلوريدا وتكساس، بدأ في التراجع".

وقال زاندي "من الواضح بشكل متزايد أن العديد من الحكام أعادوا فتح ولاياتهم بسرعة كبيرة، وأثاروا اندلاع الفيروس من جديد وأضروا باقتصاداتهم"، مضيفا أن احتواء الفيروس ودعم الاقتصاد لا يستبعد أحدهما الآخر.

وجاء الجزء الأكبر من الزيادة في حالات كوفيد-19 الأمريكية في الجنوب والغرب، حيث تمثل كاليفورنيا وأريزونا وتكساس وفلوريدا وجورجيا وكارولاينا الشمالية والجنوبية الجزء الأكبر من هذه الزيادة، وفقا لمجموعة ((ويلز فارغو سيكيورتيز إيكونيميكس)).

وكتبت المجموعة في تقرير لها يوم الجمعة: "كان من المتوقع حدوث بعض الزيادة في حالات كوفيد-19 مع إعادة فتح الاقتصاد والارتفاع المستمر في معدل الاختبار. مع ذلك، كانت الزيادة في الإصابات أكبر من أن تُفسر بالاختبار وحده"، مشيرة إلى أن العديد من الولايات ومناطق المترو إما أوقفت أو نقضت جزئيا افتتاحها الممرحل، الأمر الذي سيؤثر على النمو الاقتصادي هذا الصيف.

وقال وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي أليكس عازر يوم الأحد إن "النافذة تغلق" على البلاد لكبح الزيادة في حالات كوفيد-19، في حين ألقى حاكم نيويورك أندرو كومو باللوم على الفشل في التحرك في وقت سابق.

وقال كومو لشبكة ((إن بي سي)) يوم الأحد "لا أعتقد أن ما يجري هو موجة ثانية. نحن قلقون بشأن موجة ثانية. أعتقد أننا ما زلنا في الموجة الأولى، هذا استمرار للموجة الأولى، الأمر نتاج محاولة فاشلة لوقف الموجة الأولى في البلاد".

وفي غياب تدابير احتواء جديدة، من المرجح أن يؤدي التهديد المتجدد لفيروس كورونا الجديد إلى سلوك أكثر حذرا للمستهلكين والأعمال التجارية ويضغط على الانتعاش في جميع أنحاء البلاد، وفقا للاقتصاديين.

وقال زاندي إن "الارتداد في الربع الثالث من حيث نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، والذي كنا نتوقع أن يحدث تقريبا بنسبة 20٪ سنويا (بعد انخفاض سنوي يزيد عن 30٪ في الربع الثاني)، أصبح في خطر"، داعيا الكونغرس إلى تمرير تشريع إنقاذ آخر للمساعدة في دعم الاقتصاد.

وقال "من المتوقع أن يستقر المشرعون على حزمة إنقاذ مالي أخرى في الأسابيع القليلة المقبلة... وإذا فشلوا في تأمين حزمة مناسبة، فمن المؤكد أن الاقتصاد سينكمش مرة أخرى في الخريف".

وانكمش الاقتصاد الأمريكي بمعدل سنوي 5 بالمائة في الربع الأول من هذا العام، وفقا لوزارة التجارة. مع ذلك، لا يزال هذا الرقم لا يعبر بشكل كامل عن الضرر الاقتصادي الذي ألحقه كوفيد-19، ويتوقع العديد من المحللين أن يكون الانخفاض في الربع الثاني أعمق بكثير.

كما توقع عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أن ينمو الاقتصاد الأمريكي بشكل أبطأ مقارنة بما كان يأمله الناس قبل أشهر، في ظل عدم قدرة البلاد على وقف الانتشار المجتمعي لكوفيد-19.

وقال تشارلز إيفان، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو الأسبوع الماضي، "تفترض توقعاتي أن الاستجابة للاندلاعات المحلية المتقطعة تعيق النمو، الذي يمكن أن يتفاقم بسبب عمليات إعادة الفتح السريعة التي تفوق المتوقع"، متوقعا ألا يعود الاقتصاد الأمريكي إلى مستوى ما قبل الوباء حتى أواخر عام 2022.

وقدّر إريك روزنغرين، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، أن يظل معدل البطالة في الولايات المتحدة رقما مزدوجا حتى نهاية هذا العام، حيث لم تنجح محاولات احتواء كوفيد-19 حتى الآن بشكل خاص في البلاد.

وقال روزنغرين في وقت سابق من هذا الشهر: "قد يؤدي غياب الاحتواء في النهاية إلى الحاجة إلى مزيد من عمليات الإغلاق الطويلة، مما يؤدي إلى انخفاض الاستهلاك والاستثمار وارتفاع معدل البطالة"، مضيفا أن الانتعاش الاقتصادي في النصف الثاني من العام من المرجح أن يكون أقل من المأمول في بداية الوباء.

ومنذ فبراير، ألغى أرباب العمل في الولايات المتحدة ما يقرب من 20 مليون وظيفة من كشوف المرتبات، عكسا لاتجاه مكاسب الوظائف الذي دام ما يقرب من 10 سنوات، وفقا لوزارة العمل. وقفز معدل البطالة إلى أعلى مستوى له بعد الحرب العالمية الثانية بنسبة 14.7 بالمائة في أبريل قبل أن يهبط إلى 13.3 بالمائة في مايو.

وبلغ عدد حالات كوفيد-19 في الولايات المتحدة 2.56 مليون حالة حتى بعد ظهر يوم الاثنين مع أكثر من 125 ألف حالة وفاة، وفقا لمركز علوم وهندسة النظم في جامعة جونز هوبكنز.

وقال جوزيف بروسويلاس، كبير الاقتصاديين في شركة المحاسبة والاستشارات ((آر أس أم يوأس إل إل بي))، "في حالة نمو العدوى بشكل كبير بسبب ممارسات التباعد الاجتماعي الرخوة بين الولايات والمجتمعات، فإننا نتوقع أن نرى العدد التراكمي لحالات كورونا يقترب من 2.8 مليون قبل 4 يوليو، وهو الاختبار التالي لاستعدادنا في الحد من انتشار العدوى".

الصور

010020070790000000000000011100001391774851