مقالة خاصة : "بُقشة حصة".. مبادرة نسائية تطوعية لصنع الكمامات لمكافحة كورونا في الكويت

2020-07-10 20:33:45|arabic.news.cn
Video PlayerClose

الكويت 10 يوليو 2020 (شينخوا) مع ظهور مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وبروز الحاجة إلى كميات هائلة من الكمامات في الكويت، أطلقت الخياطة حصة الرشيد، مبادرة عبر حسابها على (انستغرام) تحت عنوان "بُقشة حصة"، لحث الخياطات الكويتيات على التطوع لحياكة كمامات من القماش من أجل توزيعها بالمجان.

وتعني كلمة "بقشة" باللهجة الكويتية "صُرّة القماش التقليدية"، وهي قطعة من القماش كانت تستعمل قديما لتخزين الملابس والحلي وبعض الأغراض المنزلية على أن تُربط أطرافها الأربعة في بعضها لحماية القطع.

وانطلقت مبادرة الرشيد التطوعية في شهر أبريل الماضي، حين اشتد الطلب على الكمامات في الكويت.

وتهدف المبادرة إلى صنع الكمامات وتوزيعها مجانا على من يحتاجون إليها من العاملين في الجمعيات التعاونية أو الهيئات الوزارية أو العمالة الوافدة، التي لا تستطيع توفير ثمنها.

وتقول الرشيد البالغة من العمر (37 عاما)، التي تُدرب الفتيات على تعلم الخياطة والتطريز منذ أكثر من عشر سنوات، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن ما دفعها الى إطلاق المبادرة هو أنها فوجئت بعدد كبير من الطلبات على الكمامات القماشية، حين نشرت على حسابها على انستغرام فيديوهات تبين فيها كيفية خياطتها.

وتشير إلى أن حوالي 53 مُبادرة كويتية تتراوح أعمارهن ما بين (17 و60 عاما) انضممن إلى المبادرة.

وتضيف "فكّرنا في البداية في توفير كمامات مصنوعة من القماش للجمهور بهدف توفير مخزون الكمامات الطبية لكوادر المستشفيات والمحاجر الصحية ممن يتعاملون مباشرة مع المصابين لأن الكمامات الطبية أكثر أمانا من حيث الوقاية، مقارنة بالكمامات القماشية".

ومع ذلك تتميز كمامات الرشيد بخصوصية، إذ تصنع من الأقمشة القطنية الجيدة، التي توفر حماية عالية، كما أنها تتكون من ثلاث طبقات.

وتقول الرشيد "قمنا بجمع كل الأقمشة القطنية التي تتوفر عندنا لحياكة هذه الكمامات ...نحن لا نستخدم الخامات الصناعية وإنما القطن ذي الجودة العالية".

وتابعت "نخيط الكمامات من ثلاث طبقات، طبقة خارجية وبطانة وطبقة داخلية من قماش الفازلين حتى يكون قويا ومريح الملمس".

وتوسّع عمل المبادرة اليوم، وفق الرشيد، إلى صناعة وصلات الكمامات وواقيات الوجه.

وتقول إن هذه الوصلات مصنوعة بالكروشيه أو القماش وتربط في وصلة الكمام عن طريق أزرار وراء الرأس، بهدف حماية الأذن، خاصة بالنسبة للأفراد الذين يضطرون للبس الكمامات لفترة طويلة.

وتفرض وزارة الصحة الكويتية على المواطنين والمقيمين ارتداء الكمامات أو تغطية الأنف أو الوجه بأي شيء لمواجهة انتشار مرض فيروس كورونا الجديد في البلاد.

ويواجه المخالفون لارتداء الكمامات عقوبة السجن لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر أو دفع غرامة مالية تصل قيمتها إلى 5000 دينار كويتي (أي ما يعادل 16 ألف دولار أمريكي).

وبلغت حصيلة ضحايا مرض فيروس كورونا في الكويت حتى أمس الخميس 52840 إصابة و382 حالة وفاة مقابل 42686 حالة شفاء، بحسب وزارة الصحة.

وللمساعدة في مكافحة انتشار مرض فيروس كورونا في البلاد، لم تتأخر الخياطة الكويتية مريم الدلال، عن الانضمام إلى مبادرة "بُقشة حصة".

وتقول الدلال البالغة من العمر (38 عاما) ل(شينخوا) إنها انضمت مباشرة إلى مبادرة "بُقشة حصة" بمجرد إطلاعها على الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتابعت "حاولنا نحن مجموعة من نساء الكويت دعم جهود الدولة في مكافحة انتشار مرض فيروس كورونا من خلال توفير كمامات تستخدم عدة مرات وقابلة للغسل، خاصة للعمالة الوافدة التي لا تستطيع توفير ثمن الكمامات التي تستخدم لمرة واحدة".

وتقضي الدلال من ثلاث إلى أربع ساعات يوميا في خياطة الكمامات في بيتها.

وتقول إن عملية الخياطة تمر بثلاث مراحل، إذ تخصص اليوم الأول للقص وأخذ المقاسات، واليوم الثاني لتركيب طبقات القماش، وفي اليوم الثالث تخصص وقتها للمرحلة النهائية، وهي خياطة الكمامات.

وتضيف الدلال أنها تخصصت في صناعة الكمامات التي تتناسب مع الألبسة العسكرية بألوان البيج والزيتي وتخيطها من نفس القماش، الذي تخاط منه البدلات العسكرية، فيما تخصصت مبادرات أخريات في خياطة أنواع أخرى تتناسب مع البدلات الرسمية لأفراد وزارة الداخلية.

وتستذكر الدلال فترة حرب الخليج الثانية والتلاحم الذي عاشه الشعب الكويتي في ذلك الوقت، مشيرة إلى أن نساء الكويت لا يُفوّتن أي فرصة لدعم المجتمع بكل مكوناته من مواطنين ومقيمين حتى تكون لهن بصمتهن في حل الأزمة من أجل العطاء وأن ينعم الجميع بالصحة.

وتشدد حصة الرشيد، بدورها على أهمية التطوع في مثل هذه الظروف وحرص الكويتيات على العمل بالرغم من وجود خطر تعرضهن للإصابة، قائلة إن روح المبادرة تكمن في خدمة البلد خلال هذه الأزمة الصحية.

وحتى الآن تمكنت مبادرة "بُقشة حصة" من توزيع أكثر من 3483 كمامة مصنوعة من القماش، بالإضافة إلى أكثر من 2777 وصلة لربط الكمامة وأكثر من 500 واقي للوجه.

وتعتزم الرشيد المضي في عملها حتى بعد انحسار مرض فيروس كورونا من أجل تعزيز قيم التطوع بين الجيل الجديد، وأيضا تعليم حرفة الخياطة، إحدى الحرف، التي اتقنتها النساء في الكويت قديما.

الصور

010020070790000000000000011100001392034021