مقالة خاصة: خبراء صينيون وأمريكيون يبحثون سبل تجنب حرب باردة جديدة

2020-07-11 17:05:36|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 11 يوليو 2020 (شينخوا) إن العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، وهي واحدة من أهم العلاقات الثنائية في العالم، تواجه تحديات خطيرة، تأتي في وقت غير مناسب وسط عالم تجتاحه جائحة شرسة وتداعياتها الاقتصادية.

وإدراكا لحدة الخطورة، أجرى دبلوماسيون ومسؤولون سابقون وعلماء ومعلقون من البلدين ومن خارجهما مناقشة عبر رابط فيديو يوم الخميس لتبادل وجهات النظر حول كيفية توجيه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة لتعود إلى المسار الصحيح للتنمية المستدامة والصحية.

-- حرب باردة جديدة؟

تواجه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة التحدي الأكثر خطورة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية قبل 41 عاما، حسبما ذكر خبراء خلال منتدى مراكز الفكر ووسائل الإعلام، حيث استشهدوا بتوترات في مجالات مثل التجارة والتكنولوجيا.

ومن ناحية أخرى، رفض المشاركون - بمن فيهم رئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفين رود، والوزير الصيني السابق لمكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة تشاو تشي تشنغ، ومساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق كورت كامبل، الذين شهدوا تطوير العلاقات الصينية الأمريكية وساهموا فيها - أفكارا مفادها أن البلدين محكوم عليهما بفك الارتباط أو الوقوع في حرب باردة جديدة.

إن الرأي القائل بأن العلاقات الصينية الأمريكية غير قادرة على العودة إلى مستواها السابق يجب ألا يعني أن البلدين سيضطران إلى البدء من جديد بغض النظر عن التاريخ، ناهيك عن فك الارتباط غير العملي، هكذا قال عضو مجلس الدولة الصيني وزير الخارجية وانغ يي في كلمته أمام المنتدى.

وقال وانغ إن تعليق بعض الأمريكيين بأن سياسة الارتباط التي انتهجها الولايات المتحدة تجاه الصين على مدى العقود الماضية كانت فاشلة أو أن الولايات المتحدة تعرضت للاستغلال في تعاونها "لا تحترم التاريخ وتتعارض مع الحقيقة".

وذكر كامبل أن معظم الناس يركزون على العناصر التنافسية في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين.

وبالمثل، أشار الكثيرون إلى أن الصين أصبحت مسألة محورية في الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية حيث ينخرط الجمهوريون والديمقراطيون في سباق لمعرفة من يمكنه ضرب الصين بقوة أكبر.

وقال تشاو إن هذا أدى إلى تحفيز المشاعر المناهضة للصين بين الأمريكيين، مضيفا أن سوء الفهم والتباعد يمكن أن يشكلا عقبة رئيسية أمام تنمية العلاقات الثنائية.

ولدى وصفه الأيام المائة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية بأنها حاسمة، حث تشو مينغ وي الرئيس السابق لإدارة النشر باللغات الأجنبية في الصين، الجانبين على التعامل بشكل أفضل مع علاقاتهما.

-- المسار الصحيح

قدم وانغ ثلاثة اقتراحات حول كيفية إعادة العلاقات الصينية الأمريكية إلى المسار الصحيح - فتح جميع قنوات الحوار، وإعداد قوائم التفاعلات، فضلا عن التركيز على الاستجابة لكوفيد-19 والتعاون في هذا الصدد.

وحدد قوائم التفاعلات بأنها تتعلق بمجالات التعاون، والحوار، والقضايا التي تحتاج إلى إدارة سليمة.

وقال وانغ "إنها يجب أن تحدد القضايا الصعبة القليلة التي لدى البلدين فرصة ضئيلة في التوصل إلى اتفاق حولها في المستقبل القريب".

وذكر أنه "ينبغي على الجانبين أن يديروها جيدا بروح البحث عن أرضية مشتركة مع طرح الخلافات جانبا، للوصول بتأثيرها على العلاقات الصينية الأمريكية الشاملة وإضرارها بهذه العلاقات إلى أدنى حد".

وسلط رود الضوء على أهمية الحوار الإستراتيجي والإدارة السليمة للخلافات في السعي إلى مستقبل "مستدام" للعلاقات الصينية الأمريكية.

وقال إن الصين والولايات المتحدة ينبغي أن يكون لديهما فهم مطلق للخطوط الحمراء والمصالح الأساسية للطرف الآخر.

واقترح كامبل أن توازن الولايات المتحدة والصين بين المنافسة "المهيمنة" والتعاون الذي يبدأ من التعاون العملي في المجالات الصغيرة.

ومن ناحية أخرى، حث البلدين على مواصلة التفاعلات الشعبية والتأكد من أن شبابهم لديهم الفرصة للدراسة في جامعات البلد الآخر والتعرف على بعضهم البعض.

-- سياسة الصين ثابتة

في الوقت الذي يحاول فيه الصقور المناهضين للصين في الولايات المتحدة قصارى جهدهم لتصوير الصين على أنها عدو، تظل الصين ملتزمة بسياسة مستقرة وثابتة للغاية تجاه الولايات المتحدة.

وأكد وانغ أن الصين لا تنوي أبدا أن تتحدى الولايات المتحدة أو أن تحل محلها، ولا أن تدخل في مواجهة كاملة معها.

وقال إن الصين مستعدة، بحسن نية وإخلاص، لتنمية العلاقات الثنائية.

ولكن الصين لديها كل الحق في الدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية وحماية الإنجازات التي حققها الشعب الصيني من خلال العمل الشاق، ورفض أي تنمر أو ظلم يقع عليها، حسبما أضاف.

وقال تشاو إنه طوال فترات الصعود والهبوط في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، تمسكت الصين بأن التعاون هو الخيار الأفضل لكلا الجانبين.

وأضاف أن الصين لا ترغب في خوض حرب باردة جديدة.

وذكرت فو يينغ، وهي دبلوماسية مخضرمة ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، أعلى هيئة تشريعية في الصين، إن معظم القوى الحالية التي تعمل على تدهور العلاقات الصينية الأمريكية موجودة في الولايات المتحدة.

ولكن، حسبما قالت فو، تحتاج الصين إلى أن تكون أكثر وضوحا بشأن حدودها وخطوطها الحمراء، وأن تبذل المزيد من الجهود لتحسين صورتها الدولية وجعل نفسها مفهومة لبقية العالم.

الصور

010020070790000000000000011100001392053141