مقالة خاصة: مرض كورونا يؤثر على تجارة اللحوم والماشية في مصر قبيل عيد الأضحى

2020-07-30 01:39:04|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القاهرة 29 يوليو 2020 (شينخوا) تشهد شوارع مصر العديد من شوادر وأسوق اللحوم والماشية في كل مكان تقريبا، وتقام معظمها خارج محال الجزارة وحظائر الماشية، وذلك قبيل عيد الأضحى حيث يشتري المصريون الأضاحي ليذبحوها ويتبرعوا بجزء من لحمها للفقراء كأحد الشعائر الإسلامية.

وتراجعت المبيعات في أسواق الماشية ومحال الجزارة ومتاجر بيع اللحوم بشكل ملحوظ هذا العام بسبب التباطؤ الاقتصادي الناتج عن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19).

وبلغ إجمالي المصابين بفيروس كورونا منذ ظهوره في مصر في منتصف فبراير الماضي حتى أمس (الثلاثاء) 92 ألفا و947 شخصا.

وتوفى 4691 شخصا جراء الفيروس، بما يمثل 5.04 بالمائة من حصيلة المصابين، فيما تعافى 35 ألفا و959 شخصا، يمثلون 38.6 بالمائة من حصيلة المصابين.

وقبل أيام قليلة من عيد الأضحى الذي يبدأ يوم بعد غد (الجمعة)، أقام الحاج كامل، وهو جزار وتاجر ماشية، شادر يعرض عشرات الأبقار والجاموس والأغنام والماعز خارج متجره الذي يحمل اسمه في حي عين شمس بالعاصمة القاهرة.

وقال التاجر لوكالة أنباء ((شينخوا))، "لقد انخفضت أسعار اللحوم هذا العام مقارنة بالعام الماضي، لكن المبيعات انخفضت كذلك بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة الناتجة عن انتشار فيروس كورونا".

وفي الوقت نفسه في حي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، أعرب صبحي الرقباوي، وهو تاجر ماشية ورث المهنة عن والده وجده، عن أسفه لانخفاض عملائه بمقدار النصف هذا الموسم.

ولا يرجع الرقباوي سبب انخفاض المبيعات إلى كوفيد-19 وحده، لكنه يعتقد أن ارتفاع الأسعار هو أيضا أحد أهم الأسباب.

وقال التاجر لوكالة أنباء ((شينخوا)) وسط ماشيته المعروضة للبيع خارج الحظيرة، "هذا الموسم، الزبون الذي كان يشتري عجلا أصبح يشتري كبشا، والذي كان يشتري كيلوجرام من اللحم أصبح يشتري نصف كيلوجرام".

وأردف الرقباوي قائلا، "السبب هو أن أسعار السلع والخدمات في ارتفاع بينما تظل دخول ورواتب الناس كما هي".

وقد أثر الإغلاق الجزئي وتعليق الطيران الذي فرضته مصر لنحو ثلاثة أشهر للحد من انتشار الفيروس على عائدات السياحة في البلاد، والتي تعتبر أحد ركائز الدخل القومي، مما أثر بدوره على الأوضاع المالية للدولة والمواطنين.

وفي محاولة للتغلب على الصعوبات الاقتصادية، استأنفت الحكومة المصرية مؤخرا الرحلات الجوية الدولية تمهيدا لعودة السياحة، ورفعت حظر التجول الجزئي الذي كانت تفرضه وسمحت بإعادة فتح الأعمال والأنشطة الاقتصادية تدريجيا وبحذر.

لكن الحياة التجارية في مصر لم تعد حتى الآن إلى ما كانت عليه قبل المرض، ولا تزال دخول المواطنين متأثرة وهو ما أثر بدوره على مشترياتهم من الأضاحي واللحوم قبل عيد الأضحى .

وقالت دعاء فايز، وهي ربة منزل في أوائل الأربعينيات من عمرها، إن زوجها، الذي يعمل ميكانيكيا، اشترى 3 كيلوجرامات فقط من اللحم لعيد الأضحى هذا العام، بدلا من شراء 5 كيلوجرامات كما اعتاد كل عام.

أما شعبان طه، وهو صاحب مصنع صغير للملابس بالجيزة، فيلقي باللوم على جشع التجار في ارتفاع أسعار السلع بشكل عام، ويرى أنهم يستغلون الأزمة لتحقيق مكاسب مادية.

وأضاف طه لوكالة أنباء (شينخوا) لقد تأثر عملي مثل أي شخص آخر بسبب انتشار الفيروس، وبالتالي لم أستطع شراء نفس كمية اللحوم المعتادة في عيد الأضحى، وأعتقد أن اللوم يقع على التجار الجشعين أكثر من فيروس كورونا نفسه".

إلى جانب محاولاتها لمراقبة السوق والسيطرة على التلاعب بالأسعار، تقوم الحكومة المصرية في السنوات الأخيرة بعرض اللحوم والمواد الغذائية الأخرى بأسعار معقولة، وتبيعها في منافذ بيع وسيارات خاصة في الشوارع الرئيسية والميادين العامة.

وكانت مصر تستورد أكثر من 60 بالمائة من اللحوم الحمراء لتلبية احتياجات السوق المحلية، لكن الفجوة تقلصت الآن إلى حوالي 40 بالمائة، بحسب طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة.

وأشار سليمان لوكالة أنباء (شينخوا) إلى أن الوزارة تبيع هذا الموسم الأضاحي بأسعار تنافسية وتعرض خدمات المجازر الحكومية مجانا حتى يستطيع المواطنون الكشف على الأضاحي الخاصة بهم وذبحها بأمان وسط إجراءات مكافحة فيروس كورونا".

وأضاف "لقد قمنا أيضا بتشكيل لجان تابعة للوزارة لتجوب أماكن بيع الأضاحي على مستوى الجمهورية للاطمئنان على النواحي الصحية والإجرائية المتبعة، فنحن كوزارة مسؤولون عن سلامة جميع الأضاحي في مصر".

الصور

010020070790000000000000011100001392496461