مقالة خاصة: الساسة الأمريكيون مشغولون بإلقاء اللوم هنا وهناك في وقت تجاوزت فيه وفيات كوفيد-19 الـ150 ألفا

2020-07-30 16:02:00|arabic.news.cn
Video PlayerClose

واشنطن 29 يوليو 2020 (شينخوا) قبل أقل من 100 يوم من انتخابات نوفمبر القادم، يبدو الساسة الأمريكيون عديمو الضمير أكثر حرصا على ممارسة لعبة إلقاء اللوم هنا وهناك، بدلا من صياغة استراتيجية واضحة لتحقيق السيطرة على وباء كوفيد-19 الذي أودى بحياة أكثر من 150 ألف أمريكي، حتى يوم الأربعاء.

--علامة مأساوية خطيرة

لقد سجلت الولايات المتحدة أكثر من 4.39 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد و150062 حالة وفاة، أي أكثر من خمس حالات الوفاة المسجلة في العالم التي تجاوزت 662 ألفا، حتى بعد ظهر الأربعاء، وفقا لإحصاء من جامعة جونز هوبكنز.

جاءت هذه العلامة المأساوية الخطيرة لبلوغ الوفيات 150 ألف حالة، بعد خمسة أشهر من أول حالة وفاة بالفيروس تم الإبلاغ عنها في الولايات المتحدة في فبراير. وبلغت البلاد علامة الـ50 ألفا في 27 أبريل والـ100 ألف في 27 مايو.

وحتى الآن، لا توجد دلائل واضحة على تباطؤ انتشار الفيروس في الولايات المتحدة.

وفقا لموقع ((ذا هيل)) الإخباري، فقد شهد ثلثا الولايات زيادة في عدد حالات العدوى خلال الأسبوع الماضي. وحددت فلوريدا أكثر من 73000 حالة جديدة خلال الأيام السبعة الماضية، بينما أبلغت كاليفورنيا عن 67000 حالة جديدة، وأكدت تكساس أكثر من 57000 حالة.

وأضاف الموقع أن جورجيا وأريزونا ولويزيانا وتينيسي ونورث كارولاينا وألاباما وساوث كارولينا وإلينوي أبلغت جميعها عن أكثر من 10000 حالة عدوى بالفيروس في الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن بعض الولايات مثل ألاسكا وهاواي، التي نجت نسبيا من أسوأ ما في هذه الأزمة، بدأت تشهد ارتفاع عدد الإصابات.

وقال الموقع إن "عدد الوفيات من المتوقع أن يواصل الارتفاع مع ارتفاع عدد حالات الإصابة، وهو مؤشر متأخر لأن الوباء يتصاعد على مدى فترة طويلة من الزمن".

ومن المتوقع أن حصيلة الوفيات بسبب هذا الفيروس بالولايات المتحدة ستقفز إلى ما يزيد قليلا عن 224 ألفا بحلول الأول من نوفمبر، بزيادة 16 ألفا عن توقعات سابقة، بسبب ارتفاع الإصابات ودخول المستشفيات بالعديد من الولايات، وفقا لنموذج توقعات من جامعة واشنطن.

أما العدد الحقيقي لحالات الإصابة بكوفيد-19 بالولايات المتحدة، فقد يكون أعلى بما بين 6 إلى 24 مرة عما تم الإبلاغ عنه، وفقا لدراسة حديثة أجرتها المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

قال بيل غيتس، مؤسس ((مايكروسوفت)) في مقابلة مع شبكة ((سي بي أس))، يوم 22 يوليو، إنه "بكل المقاييس تقريبا، الولايات المتحدة هي واحدة من أسوأ الدول (في التعامل مع الوباء)، وأعتقد أننا نستطيع تغيير ذلك، ولكنها صورة قبيحة".

-- فشل هائل

أظهر استطلاع رأي أجرته شبكة ((أي بي سي)) الإخبارية، ومعهد ((إبسوس)) لاستطلاعات الرأي، مؤخرا أن 33% فقط من الأمريكيين راضون عن استجابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه فيروس كورونا، بينما 67% غير راضين.

وجاء في مقال افتتاحي في صحيفة ((واشنطن بوست))، يوم الإثنين، أنه "لكل مليون نسمة، فقدت الولايات المتحدة 423.6، وألمانيا 110، وكوريا الجنوبية 5.8. وخلف هذه الإحصائيات يكمن الفشل الهائل للرئيس ترامب وإدارته في توجيه استجابة وطنية في مواجهة الكارثة".

وقال تقرير نشره موقع ((فوكس)) الإخباري على الإنترنت، الأربعاء، إنه بعد ستة أشهر من انتشار الوباء، وأمريكا "لا تزال تكافح حتى تقف" وتقوم بالاختبارات والمتابعة والعزل الصحي، وهذه هي السمات الأساسية للاستجابة الفعالة من أجل الصحة العامة.

أما بيتر بيرغن، فكتب في مقال نشر يوم الأربعاء على موقع ((www.cnn.com))، أن الاستجابة الفاشلة للولايات المتحدة تجاه الوباء لها علاقة كبيرة بـ"الفشل الكارثي للقيادة الوطنية".

وأضاف بيرغن "أن الحكومة الفيدرالية تخلت عن دورها بعدم إصدار أمر إغلاق وطني ووجوب ارتداء الأقنعة"، و"من خلال إعطاء الأولوية لإعادة فتح (الاقتصاد) على الصحة العامة، اختارت البلاد قبول أن مئات الآلاف من الأمريكيين سيموتون بسبب كوفيد-19".

وكتبت جودي ميلينك في مقال رأي بعنوان "الإخفاق في كوفيد-19 إخفاق فيدرالي"، نشرته في 30 يونيو، على موقع ((MedPagetoday.com)) أن "دولا أخرى نجحت في إدارة هذا الوباء. الشيء المشترك بينها هو الاستجابة الوطنية المنسقة القادمة من أعلى المستويات".

وقالت أيضا "إن مسؤولينا المحليين لا يستطيعون السيطرة على الوباء، ولا يوجد الكثير مما يمكن أن يفعله أي حاكم لمحاربة تفشي المرض على الصعيد الوطني ... وما لم تستمع واشنطن، فإن الأمريكيين الذين ليسوا بحاجة للموت، سوف يستمرون في الموت".

في الأسبوع الماضي، وقع أكثر من 150 من الخبراء الطبيين البارزين والأخصائيين الصحيين الأمريكيين رسالة مفتوحة، تحث صانعي القرار على إغلاق البلاد والبدء من جديد لاحتواء الوباء المتفاقم.

وحذرت رابطة كليات الطب الأمريكية يوم الأربعاء من أنه "إذا لم تغير البلاد مسارها - وقريبا - فقد تصل الوفيات في الولايات المتحدة إلى مئات الآلاف".

-- إلقاء اللوم على الآخرين

رغم ذلك، وبدلا من التعامل الجاد مع الواقع القاتم للوباء، ألقت إدارة ترامب، التي وسمت الفيروس بـ "فيروس الصين"، باللوم على الصين ومنظمة الصحة العالمية، وحتى على مؤسساتها وخبراء الأمراض المعدية فيها، بهدف واضح ألا وهو تحويل انتباه الأمريكيين بعيدا عن الفيروس.

قالت مجلة أمنية أمريكية إنه ليس من العقلاني أن يعتقد أي شخص أن الصين كانت متواطئة في وباء كوفيد-19.

ونُقل عن عالم السياسة إريك غارتزكي قوله في مقال رأي نشرته ((ناشيونال انترست)) في 11 يوليو، إنه "وسط كل هذه الإشارات لإلقاء اللوم؛ ما الذي تأمل الصين أن تكسبه من استخدام سلاح فيروسي؟".

وعلى عكس الانتقادات الأمريكية، أشارت المجلة العلمية المرموقة ((ذا لانسيت)) في افتتاحية الأسبوع الماضي إلى أن العلماء الصينيين تمكنوا بسرعة من التعرف على الفيروس وتبادل بيانات تسلسله الجيني مع العالم، بعد وقت قصير من ظهور كوفيد-19.

وجاء في الافتتاحية أيضا أن معالجة حالة طوارئ صحية عالمية مثل الوباء تتطلب تعاونا مفتوحا، وعندما يتعلق الأمر بكوفيد-19، فإن "جعل الصين كبش فداء للوباء ليس استجابة بناءة".

علاوة على ذلك، وأمام دهشة العديد من الخبراء الأمريكيين واستغرابهم، بدأت إدارة ترامب الانسحاب من منظمة الصحة العالمية هذا الشهر.

لقد قالت جنيفر كيتس، وهي نائبة رئيس بارزة ومديرة سياسة الصحة العالمية وتنسيق الاستجابة ضد فيروس الأيدز، في مؤسسة ((Kaiser Family Foundation)) غير الربحية، قالت لصحيفة ((بوليتيكو)) مؤخرا، لقد أظهرت الولايات المتحدة "في الماضي ، ويمكنها في المستقبل، قيادة هائلة في الأزمات الصحية ... وحقيقة أننا لا نستطيع القيام بذلك في هذه الحالة، أمر مخيب للآمال، باعتباري شخص بمجال الصحة العالمية".

وأظهر هجوم البيت الأبيض مؤخرا على الخبير الأول البارز في الأمراض المعدية في أمريكا، أنتوني فاوتشي، أظهر أيضا صورة مصغرة لكيفية محاولة بعض السياسيين الأمريكيين كل وسيلة ممكنة للتهرب من المسؤوليات، حيث تظاهروا بالنوم في مواجهة الوباء القاتل وخذلوا الأمريكيين تماما، في استجابتهم.

لقد أظهرت استطلاعات الرأي أن فاوتشي، المسؤول الصحي المهني المخضرم الذي شغل منصب مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية منذ عام 1984، من بين أكثر الأصوات الموثوقة في البلاد بشأن الوباء.

ووقع ما يقرب من 3500 خبير صحي رسالة مفتوحة إلى ترامب، لدعم فاوتشي، ودعوا الرئيس إلى عدم تهميش العلوم أو العلماء خلال فترة تفشي فيروس كورونا.

وجاء في الرسالة "إن محاولة تهميش الباحثين المحترمين مثل الدكتور فاوتشي، هي تخبط خطير في وقت نحتاج فيه بشدة إلى أصوات مثل صوته".

الصور

010020070790000000000000011100001392516321