مقالة خاصة: زراعة فلفل سيتشوان تُغني حياة المزارعين في الجبال البعيدة

2020-08-05 13:18:17|arabic.news.cn
Video PlayerClose

لانتشو 5 أغسطس 2020 (شينخوا) لعقود من الزمن، أبقى والد كو روي عائلة مكونة من سبعة أفراد مكتفية ذاتياً من خلال تجارة فلفل "هوجياو" المعروف أيضاً بـ "فلفل سيتشوان". وكما يقول المثل "الولد سرّ أبيه"؛ تابع الابن كو البالغ من العمر 38 عاماً العمل، وبنى ثروته الخاصة من هذا النبات الفريد، وساعد في إغناء حياة المزارعين الفقراء في أعماق جبال شمال غربي الصين.

فعلى الرغم من اسمه "فلفل سيتشوان"، إلا أن هذا الفلفل يُشبه بلونه الصدئ التوت المجفف ويعتبر نوعاً من الشجيرات الشائكة الأصلية التي تنمو في أجزاء من غربي الصين، ولا يعد فلفلاً حقيقياً. فهو يمنح إحساسا مخدرا قليلاً ويتميز برائحتي الليمون والفلفل، ويستخدم على نطاق واسع في طعام سيتشوان لخلق نكهة العلامة التجارية: حرارة التخدير.

ويعشق العديد من الصينيين فلفل سيتشوان، في حين أن رحلة هذا النبات الفريد من المزرعة إلى الموائد تمر بصعوبات متعددة.

الولد سرّ أبيه

يعيش كو وعائلته في مدينة لونغنان بمقاطعة قانسو بشمال غربي الصين، المجاورة لمقاطعتي شنشي وسيتشوان، بينما يحتضن التقاطع منطقة رئيسية لزراعة الفلفل في سيتشوان، موفراً للسكان المحليين شريان حياة محتملاً، إلا أن الجبال المرتفعة المنتصبة أمامها تقف حائلاً في الطريق.

كان والد كو من بين الذين شقواً طريقا. فمنذ ثلاثة عقود، عندما كانت زراعة وحصاد فلفل سيتشوان تتطلب حنكة تقنية، كانت زراعة هذا الفلفل مبعثرة ومحدودة الحجم، فضلاً عن أعمال تجارته، وإلى جانب ذلك كله، كانت الرحلة إلى أقرب سوق مشكلة إلى حد ما.

وحظي هذا المحصول بطلب كبير في مقاطعة سيتشوان، على الجانب الآخر من الجبال. وللوصول إلى تلك البقعة من الأرض الزاخرة بالتوابل، كان على والد كو قضاء أكثر من 20 ساعة على الطريق، والانتقال من الحافلة إلى القطار.

ويُباع فلفل سيتشوان عالي الجودة المنتج في حي وودو في لونغنان بـ 8 يوانات (حوالي 1.15 دولار أمريكي) للكيلوغرام منذ 30 عاماً، وهو ضعف متوسط الراتب اليومي لمعظم العمال في غربي الصين في نفس الفترة.

وبالنسبة لعائلة كو، عاد فلفل سيتشوان عليها بالثروة، وحتى طعم المجهول. فذات مرة، اشترى والده الفول السوداني من سيتشوان بعد أن باع فلفله هناك.

يتذكر كو: "كانت تلك المرة الأولى التي أرى أو آكل فيها الفول السوداني. لقد تناولت الكثير منه وعانيت من الإسهال والقيء لعدة أيام"، مضيفاً:"لكن فلفل سيتشوان أعطاني لمحة عن العالم الخارجي".

وعلى الرغم من هذه البدايات المتواضعة، فإن الجيل الأصغر أغنى الروايات في السنوات الأخيرة، مستفيداً من تحسين اللوجستيات وإدخال أفكار جديدة، بمساعدة سياسات حكومية مواتية.

أسس كو تعاونية فلفل سيتشوان في عام 2003 بعد إكمال الخدمة العسكرية. وحتى الآن، ساهمت تعاونيته بانتشال أكثر من 90 أسرة من براثن الفقر.

إضافة التوابل إلى الاقتصاد والحياة

وقال تشن هونغ يان، رئيس منظمة في حي وادو في لونغنان تخدم تجارة فلفل سيتشوان: "إن الإمكانات الهائلة في الطلب على فلفل سيتشوان عززت حماس المزارعين المحليين". ففي عام 2003، حددت الحكومة المحلية هذه الصناعة كطريقة رئيسية لاجتثاث الفقر، لتشجيع زراعته على نطاق واسع وتعزيز البنية التحتية مثل اللوجستيات.

وفي الآونة الأخيرة، وبدعم من جهود الصين للتخفيف من حدة الفقر، استقبلت خدمة النقل في المدينة جولة جديدة من التحسينات. ففي عام 2017، تم افتتاح خط سكة حديد رئيسي للخدمة يربط مدينة لانتشو، حاضرة مقاطعة قانسو، وبلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين، عبر لونغنان ومدن أخرى، كما أنشأت شركات بريد مثل "إس إف إكسبريس" فروعاً لها في لونغنان، ما يُسرّع تسليم البضائع.

وبسبب القفزة التنموية الكبيرة، شهد كو تقليص وقت نقل البضائع من مسقط رأسه إلى سيتشوان لأقل من خمس ساعات. وفي الوقت نفسه، يحافظ فلفل سيتشوان المزروع محليا على جودة أعلى بفضل الدعم الحكومي، بينما يواصل معروضه ارتفاعه مع دخول المزيد من المزارعين.

وبينما كان فلفل سيتشوان يشكل بهجة محلية سابقاً، إلا أنه شقّ طريقه للخارج، واكتسب قوة جذب بين الزبائن الأجانب. ولم ينجح قاو تشي دونغ، مؤسس تعاونية فلفل سيتشوان أخرى في لونغنان، في بيع منتجاته إلى شركة "هايديلاو" ذائعة الصيت فحسب، بل دخل أيضاً السوق الألمانية.

وفيما باتت هذه الصناعة تمنح الأمل، يشجع الشباب الموهوب للتقدم ودخول القطاع. أدرج أويانغ شوتشي، وهو خريج جامعي في التجارة الإلكترونية يعمل لدى تعاونية قاو، أدرج خبرته في استراتيجيات أعمال التعاونية. وفي العام الماضي، جاء ثلث مبيعات فلفل سيتشوان للتعاونية بقيمة تتجاوز 30 مليون يوان ، من منصات الإنترنت.

وقال نيو جيون بينغ نائب رئيس الحي: "من بين أنواع فلفل سيتشوان المتنوعة عالية الجودة في جميع أنحاء الصين، يبرز النوع المزروع في حي وودو نظراً لخصائصه المخدرة البارزة، ما يزيد من شعبيته. ومع أعلى محصول، نلعب دوراً حاسماً في قيادة السوق الصيني لفلفل سيتشوان".

وبدوره، قال تشن هونغ يان: "لقد أغنى هذا النوع المميز من فلفل سيتشوان حياة المقيمين الذين يعانون الفقر في المناطق الريفية بشكل ملحوظ".

الصور

010020070790000000000000011100001392665621