مقالة خاصة: عائلات فلسطينية تلجأ للكهوف بعد أن شردها التوسع الاستيطاني في الخليل
في الصورة الملتقطة يوم 5 أغسطس 2020، أعضاء من أسرة الحوامدة الفلسطينية في كهف في قرية خربة المفقرة، جنوبي مدينة الخليل بالضفة الغربية . يهرب الفلسطينيون إلى الكهوف بعد النزوح بسبب توسع المستوطنات الإسرائيلية.
الخليل 5 أغسطس 2020 (شينخوا) تجد عائلات فلسطينية من الخليل في جنوب الضفة الغربية نفسها أمام خيارات شديدة الصعوبة بعد هدم منازلها وتشريدها لصالح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.
ويعيش منذر أبو عرام، وهو في الأربعينات من عمره، داخل كهف فوق سفح أحد جبال الخليل الصخرية، برفقة زوجته وأطفاله الأربعة في ظروف إنسانية صعبة منذ عدة أشهر.
ويقول أبو عرام (48 عاما)، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه اضطر للجوء للعيش مع عائلته في كهف، بعد هدم الجيش الإسرائيلي منزله مرتين، بدعوى عدم حصوله على تصريح بناء.
ويوضح أن السلطات الإسرائيلية هدمت منزله للمرة الأولى في 2018، ما اضطره إلى إعادة بنائه مرة أخرى، ليتم هدمه مرة ثانية نهاية عام 2019.
وكان يعيش أبو عرام في منزل من الأسمنت والصفيح في "خربة جنبا" جنوبي جبال الخليل المصنفة ضمن مناطق (ج) التي تمثل أكثر من 60 في المائة من الضفة الغربية.
ووفقا لاتفاقية أوسلو، التي وقعت بين كل من السلطة الفلسطينية وإسرائيل عام 1993، فإن إسرائيل تحتفظ بسيطرة إدارية وأمنية كاملة على مناطق (ج) بما في ذلك إنفاذ القانون والتنظيم والبناء.
ويشتكى الفلسطينيون من تخصيص غالبية المنطقة (ج) لصالح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي على حساب حقوق السكان الفلسطينيين، الذين يشتكون من "انتهاكات إسرائيلية" يومية.
وتمنع إسرائيل الفلسطينيين من البناء في مناطق (ج) دون الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية التي تقوم بهدم المنازل الفلسطينية بشكل دوري بدعوى البناء دون ترخيص.
ويرصد مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة (بتسيلم)، هدم إسرائيل 1404 منازل فلسطينية في مناطق (ج) خلال عام 2019 ما أدى إلى تشريد 6207 فلسطينيا، بينهم 3134 طفلا.
ويقول أبو عرام بينما يطعم أحد أطفاله الصغار، إنه يعاني وعائلته الأمرين بفعل العيش داخل كهف لا يحتوي على أي بنية تحتية، وخطر الإصابة بلدغات الأفاعي والثعابين والحشرات الضارة.
وعادة ما يسير أبو عرام مسافة طويلة، مستخدما حماره كوسيلة للوصول إلى أقرب محطة مياه لشرائها للاستخدام اليومي لعائلته.
ويضيف "حياتنا صعبة جدا وإسرائيل تعمل على تشريدنا من أرضنا من أجل تنفيذ مخطط الضم والتوسع الاستيطاني وفرض سيطرتها على كافة الأراضي الفلسطينية".
الحال نفسه يشتكي منه الأربعني خليل جبرين، حيث يعيش مع عائلته المكونة من ستة أفراد في كهف مساحته 250 مترا مربعا منذ ما يزيد على عامين بالقرب من منزله المهدم في خربة (الفخيت) النائية في الخليل.
ويقول جبرين لـ ((شينخوا))، إن منزله تعرض للهدم من الجرافات الإسرائيلية لثلاث مرات منذ عام 2000 حتى 2018 دون السماح له بالحصول على تصريح للبناء، لتفادي عمليات الهدم المتكررة.
ويضيف أن المستوطنين يهاجمون عائلته باستمرار، فيما تواصل القوات الإسرائيلية إقامة نقاط تفتيش عسكرية منبثقة عند مداخل خربة الفخيت لمنعهم من جلب الطعام والمياه والاحتياجات الأخرى.
فضلا عن ذلك يشير جبرين بعبارات من الغضب إلى أن المنطقة التي يعيش فيها وعائلته تفتقر إلى المدارس والمراكز الصحية والعيادات.
وتعد الخليل أكبر محافظات الضفة الغربية مساحة وسكانا، ويبلغ عدد سكانها وفق جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني نحو 750 ألف نسمة في مقابل نحو 21 ألف مستوطن إسرائيلي.
ويتهم عضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي في الضفة الغربية عبد الهادي حنتش، إسرائيل بالعمل بشكل ممنهج على تهويد الخليل وضم البلدة القديمة إلى مستوطنة (كريات أربع) المقامة في المحافظة.
ويقول حنتش لـ ((شينخوا))، إن إسرائيل تعتبر الخليل التي تضم 27 مستوطنة إسرائيلية و32 بؤرة استيطانية "مدينة صراع ديني وغالبية المستوطنين في المحافظة يتميزون بالتعصب الديني والتطرف السياسي".
ويضيف "نحن أمام جرائم يومية ضد السكان الفلسطينيين في الخليل ما يتطلب رفع الدعاوى القضائية ضد إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية، وحثها على إصدار قرارات تنصف الفلسطينيين".