مقالة خاصة: أطفال مصابون بالتوحد يمارسون السباحة ضمن أساليب علاجية جديدة في غزة
غزة 11 أغسطس 2020 (شينخوا) بخفة وقدرة على التحكم بنفسه، تمكن الطفل الفلسطيني محمد الصفدي، المصاب بالتوحد من السباحة على عمق مترين لأول مرة في حياته بعد يومين من تدريبات خاصة في قطاع غزة.
ويتدرب الصفدي مع 19 طفلا اخرين من مرضى طيف التوحد بإشراف مختصين ضمن فعاليات مخيم مائي تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة في غزة من أجل تحسين قدراتهم البدنية والنفسية والذهنية.
وتعد هذه هي المرة الثانية فقط خلال عامين، التي تتاح فيها لهؤلاء الأطفال فرصة تلقي تدريبات مشتركة من شأنها أن تنمي لديهم إحساس الإدراك في ظل المصاعب التي يواجهونها في القطاع المحاصر إسرائيليا منذ 13 عاما.
ويستمر المخيم خمسة أيام متواصلة، يتلقى فيها الأطفال تدريبات على السباحة وفق أساليب علاجية لسلوكياتهم اليومية في مسعى لدمجهم في بيئة أوسع من البيئة العائلية.
وتقول صفاء نصار مديرة المخيم لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه تم اختيار الأطفال المصابين بالتوحد للمشاركة في المخيم لأنهم "محرومون من المشاركة في مخيمات أو نشاطات ترفيهية، مما يزيد من عزلتهم عن العالم الخارجي".
وتضيف أن حوالي 12 مشرفا يشاركون في الفعاليات اليومية كي يتمكن جميع الأطفال من الاستفادة من فعاليات ونشاطات المخيم بشكل جيد.
وتؤكد أنهم لمسوا أن السباحة والألعاب المائية كان لها دور كبير في تحسن علاقة الطفل مع محيطه، بما فيهم أفراد عائلته، بالإضافة إلى الأشخاص الغرباء عنه من خلال تعاملهم المباشر مع مدربيهم.
وتشير نصار إلى أن العلاج المائي الذي يتبعونه من خلال السباحة يساعد ذوي الأطفال على تنظيم تنفسهم، بالإضافة إلى قدرتهم على التحكم بأجسامهم وخاصة القدمين واليدين داخل المياه.
وتبدي الفلسطينية الأربعينية سناء الصفدي، سعادتها إزاء نتائج مشاركة ابنها محمد في المخيم مع مجموعة من الأطفال ليسوا من نفس بيئته العائلية.
وتقول الصفدي، وهي أم لخمسة أبناء، ل(شينخوا) إنها حاولت أن تسجل ابنها في العديد من المخيمات الصيفية "لكن القائمين عليها كانوا يرفضون طلبها دوما نظرا لخصوصية حالة طفلها المرضية".
وتضيف أنها سعيدة بمشاهدة طفلها يتفاعل بحيوية مع مدربيه في المخيم، بالإضافة إلى اعتماده على نفسه في تأدية بعض التمارين ليثبت جدارته أسوة برفاقه الآخرين.
وتشير إلى أنه قبل المخيم كان ابنها يخاف أن يتعامل مع أشخاص آخرين، وهذا ما حصل بالفعل في أول يوم من المخيم "لكن الآن أصبح يتقبل وجود أشخاص غرباء عنه في محيطه ويتعامل معهم بشكل طبيعي".
أما مدرب السباحة بشير مشتهى البالغ من العمر (24 عاما) فلم تكن مهمته هينة، خاصة أنه ليس من السهل أن يتعود الأطفال المصابون بالتوحد على التعامل معه دون وجود أمهاتهم أو آبائهم في المكان.
ويقول مشتهى ل(شينخوا) بينما كان يدرب أحد الأطفال في حوض السباحة "للأسف الشديد أن هذه الفئة من الأطفال لا تتوفر لهم برامج رياضية علاجية على مدار العام في قطاع غزة"، مضيفا "لذلك نحاول أن ندمج العديد من النشاطات الرياضية في هذا المخيم".
ويضيف مشتهى " نحن نعمل أيضا على تعليم الأطفال النطق لبعض الكلمات المهمة، خاصة وأن غالبيتهم لا يستطيعون النطق بشكل سليم، ومنهم أيضا من لا يستطيع النطق بشكل عام".
ويشير إلى أن "العلاج عن طريق اللعب" هو أفضل وسيلة لدمج الأطفال من ذوي طيف التوحد في البيئة المحيطة بهم "لأنهم ببساطة يمكنهم التركيز بشكل مباشر على أمور معينة ومن خلالها يمكننا إدخال سلوكيات جديدة لهم".
ويأمل مشتهى بأن يتم إنشاء نادي خاص بالأطفال المصابين بالتوحد يكون من شأنه تنفيذ العديد من البرامج العلاجية، من بينها السباحة في المياه، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي لهم.