تعليق: لا توجد عقبة "يصعب تجاوزها" بالنسبة للتعاون بين الصين والولايات المتحدة

2020-08-15 11:26:34|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 15 أغسطس 2020 (شينخوا) خلال زيارته للصين في عام 1972 لكسر الجليد، قال الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون في نخب خلال مأدبة عشاء رسمية في بكين إن "معتقداتنا المشتركة ليست هي ما جمعنا هنا، وإنما مصالحنا المشتركة وآمالنا المشتركة".

في ختام الزيارة، أصدرت الصين والولايات المتحدة بيان شانغهاي، الذي يقر بوجود رغبة توافقية رئيسية لدى الجانبين في السعي إلى إيجاد أرضية مشتركة مع تنحية خلافاتهما جانبا، ووضع الأساس السياسي لتنمية العلاقات الثنائية.

للأسف، بعد أكثر من أربعة عقود، يبدو أن الإدارة الأمريكية الحالية تنجرف بعيدا عن هذا المبدأ التوجيهي السياسي الرئيسي حيث أطلقت حملة تشهير قوية ضد الصين، وتسعى إلى قلب حقيقة العلاقات الثنائية، وتعقد العزم علنا على إحداث تغيير في الصين وفقا لتصميم وضعته واشنطن.

ورغم أن موقف المواجهة المتنامي الذي ينتهجه البيت الأبيض تجاه بكين مدفوع جزئيا بمخاوف إعادة انتخابه، إلا أنه يعكس أيضا المفاهيم الخاطئة الراسخة لدي واشنطن حول الصين والعلاقات الثنائية.

وقد قال الروائي الفرنسي الشهير غوستاف فلوبير ذات مرة "جهلنا بالتاريخ يجعلنا نشوه زماننا". فحملة واشنطن المتفشية ضد الصين تكشف جهلها وغطرستها المطلقين، الأمر الذي أغرق العلاقات الثنائية في مياه مجهولة وغير مستقرة، وهو ما يشكل تهديدا خطيرا للاستقرار والتنمية في عالم يصارع تحديا مزدوجا يتمثل في جائحة كوفيد-19 وكساد اقتصادي كبير.

وعلى الرغم من الموقف متزايد العداء من جانب واشنطن تجاه الصين، فقد عبرت العقول الرصينة في جميع أنحاء العالم عن تقييمات منطقية وموضوعية لطبيعة وفوائد وجود علاقات سليمة بين الصين والولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في وقت سابق من هذا الشهر، في رسالة إلى المشاركين في حوار افتراضي حول العلاقات الأمريكية الصينية، إن "هذا الانخراط مكننا نحن وكذا منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم، من التمتع بسلام وازدهار لا مثيل لهما".

فلقد أصبح التفاعل بين البلدين منتجا ومحركا حاسما للعولمة، هكذا كتب ماريو ديل بيرو أستاذ التاريخ الدولي في ((ساينس بو)) بباريس في صحيفة ((الغارديان))، مؤكدا أن الترابط العميق هو الذي يعرف العلاقات بين الصين والولايات المتحدة ويكشف كم أن هذه العلاقات الثنائية خاصة وحاسمة.

في هذه اللحظة الحرجة بالنسبة للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة، على صانعي القرار في واشنطن أن يكبحوا تهورهم ويتخذوا القرار الصحيح الذي يحمل أهمية كبيرة ليس فقط للبلدين، وإنما أيضا لبقية العالم.

أما الأمر الأكثر إلحاحا فيتمثل في ضرورة أن تتخلى واشنطن عن سياستها العدائية تجاه الصين، وتعود إلى المسار الذي اختاره الجانبان في عام 1972 والذي ضمن تطورا مستقرا بشكل عام للعلاقات الثنائية على مدار الأربعين عاما الماضية.

قال نيكسون في نخب عام 1972 "عندما نناقش خلافاتنا، لن يقوم أي منا بالتنازل عن مبادئنا. وعندما لا يمكننا سد الفجوة بيننا، يمكننا محاولة جسرها حتى نتمكن من التحدث عبرها". ولا تزال كلماته هذه تحتفظ بأهميتها حتى اليوم.

ولتحقيق ذلك، يتطلب الأمر من واشنطن احترام المصالح الأساسية والشواغل الرئيسية للصين بشأن القضايا المتعلقة بتايوان وهونغ كونغ والتبت وشينجيانغ وغيرها.

في مواجهة استفزازات واشنطن، تتخذ بكين دوما ردود أفعال هادئة وعقلانية، وترفض أي محاولة لخلق ما يسمى بـ"حرب باردة جديدة". لكن هذا لا يعني أن الصين ستجلس مكتوفة الأيدي وهي ترى مصالحها الأساسية تتضرر. لا ينبغي على الصقور المناهضين للصين بواشنطن أن يسيئوا تقدير تصميم الصين على الدفاع عن سيادتها وأمنها، وذلك لتجنب سوء التقدير الإستراتيجي.

منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حقق التعاون الدينامي والشامل بين البلدين منافع هائلة للشعبين ولشعوب العالم. وبالنظر إلى المستقبل، حيث يواجه الجنس البشري مجموعة من التحديات المشتركة الهامة بما فيها كوفيد-19 وتغير المناخ، فإن الجانبين لديهما أكثر من سبب للعمل معا بدلا من الانقلاب على بعضهما البعض.

وكتب الدبلوماسي الصيني البارز يانغ جيه تشي مؤخرا في مقال يقول إن "السنوات الـ41 الماضية لم تكن كلها رحلة سلسة بالنسبة للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة ... ومع ذلك، فقد تعامل البلدان دائما مع علاقتهما من منظور تاريخي ومع أخذ الصورة الأكبر في الاعتبار"، مضيفا أنه "لا توجد عقبة يصعب تجاوزها بالنسبة للبلدين، والمفتاح يكمن في الالتزام الحقيقي بالاحترام المتبادل والمساواة والبحث عن أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا".

كما هو الحال دائما، يحتاج أداء رقصة التانغو إلى شخصين. وإن الصين مستعدة دائما للعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة من أجل رفاه البلدين والمصالح المشتركة للعالم الأوسع. ومن قبل، اتخذت الإدارات الأمريكية السابقة خياراتها بعيدة النظر. وعلى من هم على رأس قيادة أمريكا اليوم أن يثبتوا أن لديهم رؤية مماثلة للعمل مع بكين مع تقبل اختلافاتهما.

الصور

010020070790000000000000011100001392924441