فنون صناعة التماثيل الخزفية لمحافظة دهوا
بكين 17 أغسطس 2020 (شينخوانت) يعد الخزف من أدوات الزينة والتي يتم صنعها من المواد اللاعضوية واللامعدنية ، كما أنها من المواد الصلبة وهشة بعد أن يتم وضعها بالنار، هذا بالإضافة إلى أنه شديد المرونة في حالته الطبيعية ، يتم من خلاله تصنيع الكثير من الأغراض كالأواني الفخارية وأيضاً التماثيل الخزفية .
هذا بجانب أنه يتم استخدامه في صناعة مواد الطلاء المقاوم للحرارة الشديدة، وذلك يعود إلى طبيعته الكيميائية وتركيباته الفيزيائية ودرجة انصهاره العالية .
يحتوي الخزف على تلك المواد الغير عضوية والغير معدنية والتي تتشكل بتأثير الحرارة، ومن أبرز الأعمال القديمة تلك المواد الغضارية بالإضافة إلى أعمال الجص والفخار والقرميد والآجر الذي يتم استخدامه في البناء، هذا بجانب المواد الزجاجية والاسمنت، وبذلك تشتمل المواد الخزفية على كافة المواد التي تعود في الأصل أو تكون طبيعتها من المواد الغضارية أو الترابية أو الكلسية، ويتكون الخزف من المواد الخزفية التقليدية بخلاف المواد الخزفية الهندسية.
تعتبر صناعة الخزف من الصناعات التي تطورت كثيرا وتميزت بها بعض الشعوب، ربما يكون أكثر أنواع الخزف شهرة هو الخزف الصيني، حيث نشأت صناعة الخزف الصيني خلال عهد أسرة تانغ، حاول الأوروبيون يقلدون الصينيين في صناعة الخزف ولكنهم فشلوا لأنهم لم يتمكنوا من تحليل تركيبها الكيميائي، ثم في القرن الثامن عشر أضاف الصينيون رماد العظام إلى الطين لتشكيل نوع من الخزف العظمي أقوى بكثير من الخزف الصيني العادي.
تقع محافظة دهوا في وسط مقاطعة فوجيان. وتنقسم فنون صناعة خزف دهوا إلى نوعين، أحدهما اختيار طين الكاولين وتشكيله مباشرة، والآخر صنع القوالب وإدخال معجون الطين فيها للتشكيل. وعادة يقرر الحرفيون طلاء الخزف بالمينا أم لا بعد تجفيف الخزف نصف المصنوع، ثم يضعونه في الفرن من أجل طهيه تحت درجة حرارة مرتفعة جدا تتجاوز ألف درجة.
نشأت صناعة خزف دهوا في عهد أسرتي تانغ وسونغ الملكيتين، ثم وصلت إلى ذروتها في عهد أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين، وحتى الآن ما زالت فنونها تتوارث جيلا بعد جيل. وظلت منتجات خزف دهوا من سلع التجارة الخارجية المهمة للصين حيث كانت مشهورة في أنحاء العالم مثل الحرير والشاي، ولعبت دورا إيجابيا في نشر فنون صناعة الخزف وتعزيز التبادلات الثقافية بين الصين ودول العالم الأخرى. في عهد أسرة مينغ، صنع الحرفي خه تشاو تسونغ من أهل دهوا تماثيل خزفية جميلة للغاية باستخدام طين الكاولين الذي توفر في المحافظة، وخطوات العجن والتشكيل والنحت والصقل وغيرها من ثمانية فنون. وبفضل جمالها المميز، أطلق عليها لقب " كنز الشرق الفني"، وحفظتها مختلف الدول الأوروبية. وبعد أواخر أسرة تشينغ، تدهرت حالة صناعة خزف دهوا باستمرار، ولكن بعض الحرفيين مثل السيد سو شيويه جين والسيد شيوي يو يي أصروا على صناعة خزف دهوا التقليدي، وحصلت أعمالهم على الجوائز الذهبية في مختلف المعارض الدولية.
لكن بسبب تغيرات الأسلوب المعيشي وتأثيرات الثقافات الأجنبية خلال السنوات الأخيرة، يرغب قليل من الشباب في الرمي بأنفسهم في هذه الصناعة التقليدية التي تحتاج إلى بذل جهود كبيرة ووقت طويل. وفي الوقت الراهن، بلغت أعمار معظم الحرفيين ستين سنة تقريبا، فيمكن القول بأن هذه الفنون تواجه خطر التلاشي وفي حاجة ملحة للدعم والحماية الفعالة.