مقالة خاصة: مزرعة لتربية دودة القز تجذب مئات الفتيات للعمل في صعيد مصر

2020-08-26 02:35:51|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القاهرة 25 أغسطس 2020 (شينخوا) "لم تمنعنا الصعوبات الخاصة بارتفاع درجات حرارة الجو أو مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) من العمل في مزرعة تربية دودة القز في قنا" لإنتاج الحرير، هكذا عبرت شيري رشدي عن إصرارها على العمل في المزرعة التي تعد الأولى من نوعها في صعيد مصر.

وتقع المزرعة على مساحة 20 فدانا في صحراء مدينة نقادة بمحافظة قنا جنوب القاهرة، وجميع العاملين فيها من النساء، وعددهن 890 فتاة.

وتمول المؤسسة المصرية للتنمية المتكاملة (النداء) هذا المشروع، الذي تديره عدة منظمات مجتمع مدني، وذلك بالشراكة مع محافظة قنا التي وفرت الأرض للمشروع.

وقالت رشدي، وهي حاصلة على بكالوريوس التربية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، "أقوم بتربية دود القز، وملاحظته حتى ينمو لمدة شهر، وبعدها تبدأ الشرنقات في الظهور، ثم نقوم بمرحلة حل الخيوط في الدواليب المخصصة لذلك".

وأضافت الفتاة المصرية قائلة وهي ترتدي كمامة، إن "هناك عددا من الأنوال بالمشروع تعمل بشكل آلي، إلى جانب أخرى تعمل بشكل يدوي".

وتابعت "في المرحلة المقبلة، سيبدأ العمل بشكل موسع لاستخراج شتلات الخيوط، التي سيتم إرسالها إلى العاملات على الأنوال لاستخراج الحرير الخالص، وهذا أمر حديث جدا على مستوى محافظات الصعيد بالكامل".

وأشارت إلى أن العاملات في المشروع يلتزمن بكافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، مثل ارتداء الكمامات واستخدام المطهرات وغيرها.

وسجلت مصر حتى أمس الإثنين إصابة 97 ألفا و478 شخصا بفيروس كورونا، من بينهم 5280 توفوا، وذلك منذ ظهور المرض في البلاد في منتصف فبراير الماضي.

بينما قالت زميلتها في المشروع عزيزة جاد الرب (22 عاما)، إنها تبدأ العمل في المزرعة في الساعة الثامنة صباحا وتنتهي في الرابعة مساء، مع إمكانية تمديد العمل حتى السادسة في حال الحاجة لذلك.

وتتمثل طبيعة عمل جاد الرب في "تخريط الورق للديدان وتغذيتها، وفك الخيوط وفصلها عن الشرنقات".

وأوضحت الفتاة المصرية، التي عملت في المزرعة عن طريق أحد أقاربها، أن أهم الصعوبات التي تواجه أغلب العاملات في المشروع هي وسائل التنقل إلى مقر المزرعة، خاصة أنها تقع فى الظهير الصحراوى.

من جهته، قال محافظ قنا اللواء أشرف الداودى إن "هذا المشروع هو أول مزرعة لإنتاج الحرير بقنا وصعيد مصر، ويتم تنفيذه فى صحراء مدينة نقادة جنوب غرب مدينه قنا بحوالي 40 كيلو مترا".

وأضاف الداودي لـ ((شينخوا))، أن المزرعة ستنتج خيوط الحرير الطبيعية تمهيدا لاستخدامها في صناعة المنسوجات الحريرية والسجاد، وتوفر عددا من فرص العمل للفتيات، بعد تدريبهن على حرفة جديدة تضاف إلى سجل الحرف التراثية واليدوية التى تزخر بها محافظة قنا.

وتابع أن المشروع يعد "مزرعة غير تقليدية تعتمد على وسائل حديثة فى الاستصلاح والري ونوعيات غير مألوفة من أشجار التوت، التى لا يتعدى طولها أكثر من متر، لكنها تعطى كميات جيدة من أوراق التوت، بالإضافة إلى اعتمادها على الطاقة الشمسية فى تشغيل مواتير سحب المياه الجوفية من باطن الأرض".

ولإقامة المزرعة، تم حفر بئرين عمق كل منهما 60 مترا، لاستخراج المياه الجوفية اللازمة لري المزرعة، بحسب المسؤول عن المشروع المهندس مصطفى محمود الحلبي.

وقال الحلبي لـ ((شينخوا))، إنه يوجد غاطس بكل بئر قدرته 10 أحصنة، ويعمل من خلال ألواح الطاقة الشمسية، التى تم وضعها داخل المزرعة، حيث يتم زراعة التوت على 20 خطا تروى بنظام الرى بالتنقيط، فضلا عن وجود محطة لتحلية المياه المستخرجة من البئرين وضخها فى حوض كبير.

وأوضح أن المرحلة الأولى من المزرعة بدأت في شهر نوفمبر الماضي بإقامة مشتل على مساحة ثلاثة فدادين لزراعته بأشجار التوت، مشيرا إلى أن إنتاجية الفدان الواحد تصل إلى حوالي 13 طن أوراق توت.

واستطرد أن "أوراق التوت يتم قطفها بطرق معينة ووضعها بعد ذلك فى الأماكن المخصصة لديدان القز لكى تتغذى عليها، ودورة تربية الديدان تستغرق حوالى شهر، وبعدها تخرج الديدان شرنقة خيوط يصل طولها إلى حوالى ألف متر بعد حلها، ثم تأتى مرحلة تصنيع المنتجات المختلفة من خيوط الحرير".

ولفت إلى أن المشروع أتاح 890 فرصة عمل للفتيات، بعضهن يعملن فى مجال تربية الديدان، والأخريات يعملن فى صناعة السجاد والأوشحة ومنتجات الحرير على النول، بعد خضوعهن لفترة تدريب لإتقان هذه الصناعة.

الصور

010020070790000000000000011100001393177481