تحقيق إخباري: عودة المدارس في قطر بين مخاوف أولياء الأمور ومخاطر كورونا في البلاد

2020-08-28 06:40:57|arabic.news.cn
Video PlayerClose

الدوحة 27 أغسطس 2020 (شينخوا) تتجول أم خالد في مجمع "أزدان مول" التجاري بمدينة الوكرة جنوب الدوحة بين المستلزمات المدرسية لشراء ما يلزم لأبنائها للعام الدراسي الجديد، الذي سينطلق في الأول من سبتمبر المقبل وسط مخاوف بين أولياء الأمور مما قد تجلبه هذه العودة من مخاطر بشأن مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وقررت وزارة التعليم القطرية في 19 أغسطس الجاري تعديل خطة العودة المدرسية، ودمج التعليم الإلكتروني مع التعلم الصفي خلال الفصل الدراسي الأول للعام الأكاديمي الجديد.

ووفق الخطة الجديدة، يلتزم الطلبة بالحضور إلى المدرسة من مرة إلى ثلاث مرات أسبوعيا وبنسبة 30 بالمائة من الإجمالي في اليوم الواحد، مع استثناء الطلاب ذوي الأمراض المزمنة أو من يعاني أحد أفراد أسرته من أمراض مزمنة، والذين سيحضرون عن بعد.

وتقول أم خالد، وهي مقيمة وأم لثلاثة أطفال في المرحلة الإبتدائية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أولادي سعداء بالعودة إلى المدرسة بعد بقائهم في المنزل طيلة فترة الحظر، لقد شعروا بالملل ويودون عودة الحياة لطبيعتها ولقاء أصدقائهم ومعلميهم".

لكنها أعربت عن قلقها من العودة بسبب مخاطر مرض فيروس كورونا، لاسيما وأنها تعيش في المنزل مع والدي زوجها الكبيرين في السن والمصابين بمرض السكري، كما أنه من الصعب التزام الأطفال في هذه السن بالإجراءات الاحترازية.

وتضيف أم خالد ، وهي موظفة بالقطاع الخاص، "لقد ناقشت هذا الأمر مع زوجي، نحن متخوفون من قرار ذهاب أولادنا للمدارس، لكن في حال تغيبهم سيكون العبء علينا في تدريسهم عن بعد، وهذا ليس خيارا مثاليا لزوجين عاملين".

من جانبها، ترى القطرية الأربعينية أم أحمد، وهي ربة بيت، أن وزارة الصحة ما زالت تعلن يوميا عن أعداد الإصابات، التي لم تنخفض بعد إلى معدل يجعل الأهل يطمئنون بعودة الحياة إلى طبيعتها ومن ثم إرسال أولادهم للمدارس.

وتقول ل(شينخوا) "عندي أبناء في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية، وأشعر بالقلق من تأثر تحصيلهم العلمي وتراجع مستواهم الدراسي إذا تغيبوا، لكني في الوقت نفسه متخوفة من انتقال العدوى إليهم في المدرسة ومن ثم نقل العدوى للمنزل وإصابة أفراد الأسرة".

وتؤكد أم أحمد أنها لن ترسل أولادها للمدرسة فسلامتهم وسلامة الأسرة أهم من تحصيلهم العلمي، كما أن التعليم عن بعد يفي بالغرض في الوقت الحالي، مشيرة إلى أنها ستراقب ما ستؤول إليه الأوضاع طيلة شهر سبتمبر ثم ستقرر بناء على ذلك.

وعلى مدار الأيام الماضية كان موضوع العودة إلى المدراس مثار نقاش واسع في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، حيث أبدى أولياء الأمور تخوفهم من العودة، وعزز المخاوف ما تردد عن إصابة معلمات وإغلاق بعض المدارس بسبب كورونا.

وقالت الخبيرة التربوية القطرية جوهرة صالح لـ(شينخوا) إن "مخاوف أولياء الأمور مشروعة في ظل بقاء الفيروس وما يتم تداوله على وسائل التواصل، لكن علينا الاعتياد على مسألة وجود الفيروس في حياتنا والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أقرتها الجهات المعنية".

وترى صالح أن مخاطر بقاء الطلاب في المنازل على تحصيلهم العلمي وصحتهم أكبر من مخاطر العودة للمدارس، فلا يتوفر الوقت لكل الأسر لمتابعة تعليم أبنائها عن بعد، كما أن البقاء في المنزل والانشغال بأمور غير مجدية كقضاء وقت طويل أمام التلفاز والأجهزة الإلكترونية له مخاطره على الصحة الجسدية والنفسية.

وتتفق اختصاصية الصحة العامة أسماء عبدالحميد، مع رأي صالح، وترى أن قرار العودة للمدارس منطقي لأن وضع (كوفيد-19) في قطر لا يدعو للقلق فمعدل الوفيات عند 0.17 بالمائة وعدد الإصابات اليومية في تراجع والحالات النشطة أقل من 3 بالمائة والتعافي أكثر من 97 بالمائة.

وتقول عبدالحميد، إنه لطمأنة أولياء الأمور أصدرت وزارة التعليم والتعليم العالي الأربعاء الماضي حزمة من الإجراءات الجديدة تشمل فحص جميع العاملين في المدارس قبل بدء العام الدراسي للتأكد من خلوهم من مرض فيروس كورونا.

وتشير إلى أن الجهات المعنية ستستمر في تقييم الوضع خلال المرحلة الرابعة من رفع القيود المفروضة جراء مرض فيروس كورونا، والتي ستبدأ بالتزامن مع عودة المدارس في الأول من سبتمبر، وبناء على المستجدات ستقرر إعادة فرض بعض القيود أو رفعها.

وتشهد المرحلة الرابعة من الرفع التدريجي لقيود كورونا اعتبارا من أول سبتمبر السماح بفتح المصليات وردهات المطاعم في المراكز التجارية بطاقة استيعابية محددة، واستئناف عمل صالونات حلاقة الأطفال، بحسب ما أعلنت اليوم وزارة التجارة والصناعة.

وكانت اللجنة العليا لإدارة الأزمات قد قررت أمس الأربعاء تقسيم المرحلة الرابعة والأخيرة من خطة رفع القيود إلى مرحلتين يبدأ العمل بالأولى مطلع سبتمبر، والثانية في الأسبوع الثالث من الشهر نفسه مع التقييم ودراسة فرض أو رفع بعض القيود بناء على المستجدات في منتصف الشهر.

وبلغ إجمالي الإصابات بكورونا في قطر حتى اليوم 117988 حالة، بينها 114797 حالة شفاء و195 حالة وفاة، بعد تسجيل حالة وفاة و246 إصابة جديدة، بالإضافة إلى تعافى 239 شخصا خلال الـ 24 ساعة الماضية، بحسب وزارة الصحة.

وبذلك تحتل قطر المركز الأول عالميا في إجمالي الحالات لعدد السكان بمعدل 42021/ مليون نسمة، لكنها تأتي في المركز 21 في إجمالي المتعافين، والمركز 68 في معدل الوفيات بـ 69/ مليون نسمة.

وتقول قطر إن العدد الكبير من الفحوصات الاستباقية التي تجريها على نطاق واسع ساهمت في تحديد المصابين، وتؤكد نجاح جهودها في التصدي لمرض (كوفيد-19) وتسطيح المنحنى والحد من تفشيه في البلاد.

وبحسب بيانات وزارة الصحة العامة بشأن (كوفيد-19)، تعد قطر من أقل دول العالم في معدل وفيات المرض لعدة أسباب، منها أن القطاع الصحي يقدم رعاية عالية الجودة للمصابين، إلى جانب الفحوصات الاستباقية التي تحدد الإصابات مبكرا ومن ثم تخضع للعلاج باكرا.

ومن ضمن الأسباب أيضا رفع الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، خاصةً وحدات العناية المركزة لضمان حصول جميع المرضى على الرعاية، والعمل على حماية كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة من خطر الإصابة، فضلا عن أن شريحة الشباب تشكل النسبة الأكبر من السكان، وهذه الفئة تكون أكثر مقاومة عند إصابتها بالمرض ونسبة التعافي بينها كبيرة.

الصور

010020070790000000000000011101451393232911