مقالة خاصة: سوق شعبي أسبوعي يساعد فلسطينيات على ترويج منتجاتهن المحلية في ظل أزمة كورونا
رام الله 29 أغسطس 2020 (شينخوا) تقطع الفلسطينية الأربعينية هناء ابو عزيزي، من بلدة "عرابة" غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، مسافة تزيد عن 70 كيلومترا من أجل الوصول إلى سوق شعبي يقام أسبوعيا ويتيح لها المجال لعرض منتجاتها المحلية لزبائنها من سكان مدينتي رام الله والبيرة.
وتجتمع ابو عزيزي مع عشرات النسوة "الفلاحات" في "سوق الفلاحين"، الذي تنظمه بلدية البيرة بالشراكة مع مؤسسات محلية لعرض منتجاتهن لزبائنهن، وذلك بعد توقف دام أشهر بسبب تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وتبيع ابو عزيزي، الأم لستة أبناء، منتجات زراعية تزرعها في أرضها الصغيرة، بالإضافة إلى مواد غذائية تصنعها يدويا مثل صلصة الطماطم والمربيات والمخللات.
وتقول السيدة من خلف بسطتها الصغيرة بينما تتفاوض مع أحد الزبائن على سعر منتجاتها لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الوضع الحالي صعب جراء انتشار مرض فيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية، مما أثر سلبا على حركة البيع.
وتهدف ابو عزيزي من وراء عملها إلى توفير مصدر دخل إضافي لعائلتها، خاصة بعد توقف زوجها عن العمل في ظل عمليات الإغلاق التي تفرضها الحكومة الفلسطينية منذ عدة أشهر.
وتضيف المرأة الأربعينية التي تمتلك اللباقة في جذب الزبائن، أن "المرأة الفلسطينية قادرة على تخطي الظروف الصعبة، من خلال استثمارها للموارد المتوفرة لديها، وتصنيع أغذية ومنتجات محلية تساعدها على الحصول على المال".
وتشير ابو عزيزي، إلى أن السوق يمكنها من زيادة الاتصال بينها وبين زبائنها، الذي يفضلون الطعام والمنتجات المصنعة محليا والتي عادة ما تكون خالية من المواد الحافظة والكيمياوية.
ويضم السوق نحو 20 زاوية تشمل عددا من المنتجات الزراعية والغذائية والحرفية من كافة المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية.
ويقول رئيس بلدية البيرة عزام إسماعيل لـ(شينخوا)، إن السوق الشعبي يتم تنظيمه كل يوم سبت أسبوعيا، مشيرا إلى أن كافة المتواجدين بداخله ملتزمون بتعليمات الصحة العامة والتباعد الاجتماعي بهدف الحفاظ على صحة الزوار.
ويشير إسماعيل، إلى أن الهدف الرئيس من السوق هو تشجيع المنتجات المحلية، وتعزيز صمود الفلاحين على أراضيهم من خلال ترويج منتجاتهم وإعطائهم الفرصة لعرضها على المستهلكين.
وتقول الشابة لينا إحدى المنظمين للسوق، إن الهدف من إقامته إتاحة الفرصة للفلاحين وأصحاب الأراضي الصغيرة لعرض منتجاتهم الزراعية والصناعية الموسمية وربطهم بالزبائن بشكل مباشر دون وجود أي وسيط بينهم.
وتضيف لينا لـ(شينخوا) أن السوق يساعد "الفلاحين على الوصول إلى زبائنهم بسهولة، ولكننا نساهم في الوقت ذاته على تشجيع المنتج المحلي الفلسطيني للتغلب على تواجد المنتجات الإسرائيلية في الأسواق الفلسطينية".
وتشير إلى أن جميع الفلاحين يأتون إلى السوق الشعبي من مناطق نائية، خاصة أولئك الذين "يعتمدون على الزراعة البيتية ويواجهون صعوبة في ترويج بضاعتهم في المدن".
ويلقى السوق إقبالا كبيرا من الزبائن من كلا الجنسين.
ومن بين الزوار، كان الأربعيني زهير ابو زيتون، الذي يواظب على الحضور من أجل شراء المنتجات المحلية الخالية من المواد الكيماوية.
ويقول ابو زيتون، وهو من بلدة عصيرة الشمالية في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية "نحن نفتقد كثيرا المنتجات الطبيعية، التي لا تضر أجسادنا كتلك المصنعة في المصانع الحديثة والتي تترك آثارها السلبية على صحتنا".
ويضيف ابو زيتون، وهو يعمل طباخا في أحد المطاعم في مدينة رام الله لـ(شينخوا)، "اعتدت على أن أقدم لزبائني الطعام المصنوع من المنتجات الزراعية الطبيعية، والتي تلقى رواجا وانتشارا أكبر لدى الزبائن"، مشيرا إلى أن "الإنسان يحن إلى الطبيعة مهما تطورت الصناعة".