تعليق: هدف قذر لبرنامج الشبكة النظيفة لواشنطن

2020-08-30 15:12:55|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 30 أغسطس 2020 (شينخوا) عندما جال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في جميع أنحاء العالم للترويج لبرنامج الشبكة النظيفة لواشنطن، فإن دافعه القذر لإدامة الهيمنة التكنولوجية الأمريكية لا يمكن أن يكون أكثر وضوحا.

ومن خلال محاولة إزالة شركات التكنولوجيا الصينية من الإنترنت الأمريكي، أظهرت الإدارة الأمريكية أيضا أن الأيديولوجيا، وليس المنطق، هي التي توجه عملية صنع السياسات لديها.

إن المفارقة في ترويج بومبيو المحموم أنه لا ينطلي على العالم، لأن المجتمع الدولي، بما في ذلك الحلفاء التقليديون للولايات المتحدة، قد أصبح بالفعل مدركا أن الولايات المتحدة هي حقا إمبراطورية القراصنة الأولى في العالم.

إن الكشف عن أنشطة التجسس الإلكتروني الأمريكية من "بريسم" مرورا بمجموعة "إيكواجين" إلى "إيكيلون"، بالإضافة إلى الكشف عن قيام وكالات التجسس الأمريكية بمراقبة الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع في جميع أنحاء العالم، وحتى التنصت على قادة حلفاء الولايات المتحدة لسنوات، كله يشير إلى لا شيء سوى طريقة عمل دولة القراصنة.

على مدى السنوات القليلة الماضية، كانت آلة الدعاية في واشنطن تطلق بلا رحمة الافتراءات ضد شركات التكنولوجيا الصينية، حيث وسعت الحكومة الأمريكية بشكل صارخ مفهوم الأمن القومي وأساءت استخدام سلطة الدولة في محاولة لإسقاط بعض الشركات الصينية المتفوقة.

وتتحمل شركة ((هواوي))، وهي المزود الصيني الرائد في مجال معدات شبكة الجيل الخامس "5 جي"، العبء الأكبر من عملية مطاردة الساحرات المتسمة بالتشدد في واشنطن. ومع ذلك، على مدار الثلاثين عاما الماضية، لم تكن هناك حادثة واحدة للأمن السيبراني تتعلق بمنتجات ((هواوي)) مثل تلك التي كشف عنها إدوارد سنودن أو ويكيليكس، ولا عملية تنصت أو مراقبة واحدة مثل بريسم" أو مجموعة إيكواجين أو إيكيلون. ولم تقدم أي دولة دليلا على وجود أي أبواب خلفية في منتجات ((هواوي)).

ولجأ البيت الأبيض مؤخرا مرة أخرى إلى الذريعة الواهية المتمثلة في الأمن القومي وأصدر أمرا تنفيذيا يحظر أي معاملات أمريكية مع ((بايت دانس))، وهي الشركة الأم للشركة المشغلة لتطبيق ((تيك توك)) للتواصل الاجتماعي المخصص لتبادل مقاطع الفيديو.

ومع ذلك، فإنه وفقا لصحيفة ((نيويورك تايمز))، فحتى وكالة التجسس التابعة له قد قدرت أنه لا يوجد دليل على أن الصين اعترضت بيانات ((تيك توك))، أو استخدمت التطبيق للتطفل على الهواتف المحمولة للمستخدمين.

من خلال إساءة استخدام سلطة الدولة ضد شركات التكنولوجيا الصينية، تلجأ واشنطن مرة أخرى إلى حيلتها القديمة المتمثلة في الافتراء الصريح والتلاعب السياسي.

وبالنسبة إلى المتشددين تجاه الصين في واشنطن، الذين ليسوا إلا مجرد أسرى لعقلية الحرب الباردة وعقلية المحصلة الصفرية، فإن أي تقدم تكنولوجي تحققه شركات التكنولوجيا الصينية يمثل تهديدات حقيقية في نظرهم للهيمنة التكنولوجية العالمية لأمريكا.

في الواقع، ليس بالأمر الجديد على واشنطن أن تستخدم آلة الدولة لقمع شركات التكنولوجيا الأجنبية عن طريق الإكراه والترهيب، حيث استولت على قائمة من قادة الصناعة العالميين، بما في ذلك ((توشيبا)) و((ألستوم)).

مع وضع أجندة الحفاظ على الهيمنة التكنولوجية الأمريكية في الاعتبار، تجاهل بعض الساسة الأمريكيين علنا مبادئ اقتصاد السوق والمنافسة العادلة، والتي طالما دأبوا على التبجح بها.

وفي وقت ما زال العالم فيه يكافح وباء كوفيد-19 المستشري وتداعياته الاقتصادية، فمن المتوقع أن يلعب التطور التكنولوجي دورا مهما في ضمان الانتعاش الاقتصادي في جميع أنحاء العالم.

وتتمتع الصين والولايات المتحدة بنقاط قوتيهما في المجال الرقمي والتكنولوجي، ومن المؤكد أن التعاون البناء بين أكبر اقتصادين سيشكل قوة دافعة لانتعاش الاقتصاد العالمي في فترة ما بعد الوباء.

فالتقسيم المصطنع لسلسلة الإنترنت الإيكولوجية، كما يسعى إليه برنامج الشبكة النظيفة لواشنطن، لن يتسبب فقط في إلحاق ضرر منهجي بالمصالح الاقتصادية لكلا الجانبين، بل سيعطل أيضا سلسلة صناعة المعلومات والاتصالات العالمية وسلسلة الإمداد، مما يضع آفاق الانتعاش الاقتصادي العالمي في خطر.

وتلتزم جميع الدول بتوفير بيئة أعمال عادلة ومنصفة وغير تمييزية للشركات الأجنبية التي تستثمر وتعمل وتتعاون على أراضيها. ويتوجب أن تفكر واشنطن مرتين قبل أن تذهب أبعد من ذلك في زقاق مسدود.

الصور

010020070790000000000000011101451393290341