تقرير إخباري: خبراء ومسؤولون عرب: معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات يمثل فرصة عظيمة لدفع التعافي الاقتصادي وسط كوفيد-19
بكين 3 سبتمبر 2020 (شينخوا) أكد خبراء ومسؤولون عرب على أهمية معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات كفرصة جيدة لمساعدة الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الاقتصادات العربية، على التعافي الاقتصادي، وتعزيز التجارة البينية، وسط الركود الناجم عن تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
ووصف رئيس مجلس إدارة مجموعة مسقط للإعلام محمد الزدجالي خطوة إقامة المعرض في هذا التوقيت بأنها "واحدة من أفضل الخطوات العملية التي تلقي حجر في المياه الراكدة وتحرك الاقتصاد ليس الصيني فقط وإنما الاقتصاد العالمي".
وأكد الزدجالي في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) في مسقط أن الأمر المهم أيضا فيما يتصل بإقامة هذا المعرض هو أنه يأتي بعد فترة طويلة من الشد والجذب وخاصة فيما يتعلق بمشكلة التجارة العالمية والإدعاءات العديدة التي أدعتها الولايات المتحدة حول علاقاتها التجارية مع الصين.
يعد معرض الصين الدولي للتجارة في الخدمات أضخم و أول معرض بهذا الحجم يقام منذ انتشار فيروس كورونا الجديد حول العالم. ويأتي بعد بداية إنحدار الوباء وتحرك عجلة الاقتصاد في كثير من القطاعات واتخاذ العديد من الدول حول العالم قرارها بفتح الأنشطة الاقتصادية والصناعية.
ومن المتوقع أن يشارك في أنشطة المعرض افتراضيا أكثر من 140 منظمة دولية وسفارة في الصين وجمعيات ومؤسسات تجارية وأكثر من 2000 شركة صينية وأجنبية.
وأضاف الزدجالي "ينبغي علي الدول والمنظمات الاقتصادية الدولية وعلينا جميعا أن نقف مع هذا المعرض حتى يحقق النجاح المنشود، لأن نجاحه سينعكس على التجارة والاقتصاد العالمي ككل".
ومن فلسطين، قال ماهر الطباع، مدير العلاقات العامة والإعلام في غرفة تجارة صناعة غزة، إن الصين تريد أن ترسل رسالة اطمئنان للعالم، من خلال إصرارها على إقامة هذا المعرض النوعي، والأول من نوعه على مستوى العالم، والذي يتم من خلاله ربط كافة رجال الأعمال والمسؤولين حول العالم بما فيه مصلحة للاقتصاد في كافة دول العالم.
وقال الطباع "يمكننا أن نفهم رسالة الصين لنا وللعالم العربي، هو أننا يمكن محاصرة هذا الوباء، ومن ثم التعايش مع تداعياته ومعالجتها في سبيل استعادة الحياة الطبيعية".
وأضاف أنه على الرغم من أن الصين شهدت بداية اندلاع الفيروس، إلا أنها استطاعت أن تحافظ على المنحنى الاقتصادي الخاص بها، ونجحت وبجدارة في تطويق هذه الأزمة والالتفات إلى وضعها الاقتصادي الخاص وأيضا إلى الأوضاع في بلاد العالم.
وتوقع الطباع أن يساعد المعرض الدول العربية بشكل مباشر على التعافي الاقتصادي من عدة جوانب: "أولها، استعادة ومواصلة التبادل التجاري ما بين الصين والدول العربية (حتى وإن اقتصر المعرض على البيع والشراء الالكتروني)، وتقليل الخسائر التي يتكبدها التجار والرجال الأعمال بسبب الإغلاق وتوقف حركة الطيران والتي أثرت في بداية الجائحة بشكل سلبي على القطاع الاقتصادي".
وأردف أن "هذا المعرض سيكون بوابة رئيسة لغالبية رجال الأعمال العرب لتعويض خسائرهم الاقتصادية، وبالتالي تحريك الأسواق المحلية في بلدانهم".
واعتقد الطباع أن يحظى قطاع التكنولوجيا باهتمام خاص من جانب الدول العربية لما له دور فعال في تسهيل حياة الناس، متمنيا أن يشهد الحدث تبادلا معرفيا ما بين المبدعين العرب في هذا المجال وبين أصحاب القرار في القطاع التكنولوجي الصيني، مما يعني خلق بيئة مشتركة ما بين الصين وما بين العرب.
ومن مصر، دعا السفير جمال بيومي، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، إلى تشجيع هذه الخطوة الصينية والمشاركة في المعرض،" لأنه مفيد لنا كمصدرين ومستوردين".
وقال إن "الصين دولة منضبطة وتلعب دورا جيدا في الحفاظ على الاقتصاد العالمي باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وفي ظل هذا الركود الاقتصادي العالمي لا ينبغي للعالم أن يستسلم ويجب أن يعقد مثل هذه المعارض لمحاولة تعزيز التجارة ومقاومة اتجاه الانكماش الاقتصادي، وهذا ما تفعله الصين".
وأضاف، "نحن نشكر الصين لمحاولتها تحريك التجارة والاقتصاد والخدمات في العالم"، مشيرا إلى أن فكرة إقامة المعارض التجارية الدولية فكرة جيدة وأن مصر لديها أيضا خبرة كبيرة في هذا المجال.
ومن جانبه، أكد رجل الأعمال العماني ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مركز تكنولوجيا الإعلام حمود الطوقي إن المعرض يعكس مدى الدور الحقيقي الذي تقوم به الصين تجاه الاقتصاد العالمي، وسعيها إلى تبادل المنافع المشتركة أو ما تسميه دائما مبدأ "النفع أو الخير للجميع".
وقال رجل الأعمال العماني الذي يتولى منصب رئيس مجلس إدارة مجلة ((الواحة)) العمانية إن مبادرة الصين بتنظيم مثل هذا المعرض تأخذ بزمام المبادرة وتقود اقتصاديات العالم نحو الحركة والنشاط، والتعاون والتكامل لأجل مصلحة الجميع.
وأشاد بالروح التي تعاملت بها الصين في التعامل مع هذه أزمة فيروس كورونا الجديد، واصفا إياها أنها نجحت وبامتياز في تخطى الأزمة بل وضربت المثل للجميع كدولة قدوة بمدها يد العون وإرسال المساعدات للعديد من الدول حول العالم والأهم تعاملها بشفافية وتعاون كبير مع المنظمات الدولية ومنها منظمة الصحة العالمية.
وتوقع الطوقي أن يكون التعاون مع الصين بعد الجائحة على كافة المجالات والمستويات، مؤكدا على الدول وخاصة العربية أن تستفيد من علاقاتها مع الصين ومن تجاربها وتبني علاقات تعاون أكبر وأشمل معها.