مقالة خاصة: إغلاق كورونا يغير عادات التسوق في غزة ويبشر بتنمية قطاع التكنولوجيا المحلي

2020-09-16 22:32:59|arabic.news.cn
Video PlayerClose

الصورة: سكان غزة يلجأون للتسوق عبر الإنترنت وسط تفشي "كوفيد-19"

في الصورة الملتقطة يوم 12 سبتمبر 2020، عمال يقومون بإعداد طلبات العملاء لتسليمها إلى منازلهم، في متجر خضروات في مدينة غزة. لجأ سكان غزة إلى التسوق عبر الإنترنت من أجل شراء الضروريات أثناء الإغلاق وسط تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

 

غزة 16 سبتمبر 2020 (شينخوا) يجد الكثير من سكان غزة في التسوق الإلكتروني وسيلة لتأمين احتياجاتهم في ظل حظر التجوال المفروض على أغلب مناطق القطاع ضمن تدابير مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وتسجل معدلات التسوق الالكتروني رواجا غير مسبوق في قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ 13 عاما، والذي ظل سكانه يحتفظون بطرق الشراء التقليدية من الأسواق والمحلات التجارية بدرجة كبيرة.

وفرضت السلطات الحكومية التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حظرا للتجوال في قطاع غزة بعد تسجيل أول إصابات محلية بمرض كورونا في 24 من أغسطس الماضي.

وفيما تم إدخال إجراءات تخفيف لاحقا فإن التعليمات الحكومية ظلت تؤكد للسكان تجنب مغادرة المنازل إلا للضرورة القصوى.

ويشتري محمد قرموط، من سكان حي تل الهوا غرب غزة، احتياجاته الكترونيا من خلال طلبها مباشرة من أصحاب محلات البقالة والخضروات لتوصيلها إلى منزله دون تكبد عناء كسر الحجر الإجباري على السكان.

ويقول قرموط، وهو أب لخمسة أطفال لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما كان يتمم طلبية "خضروات وفواكه" إن "الوضع في غزة صعب للغاية، ولا يجب الاستهانة به، فمجرد الخروج إلى الشارع قد يعني مخاطرة حقيقية للإصابة بالفيروس".

ويضيف أن قطاع غزة يعاني من وضع صحي متدهور، وانتشار المرض داخل المجتمع أمر خطير في ظل الكثافة السكانية "لذلك أفضل أن ألتزم الحجر المنزلي، طالما أن هناك خيارات بديلة تتيح لي التزود بالاحتياجات الضرورية لأسرتي".

ويوضح قرموط أنه لم يضطر للخروج من منزله سوى "مرة واحدة أو مرتين، وكانت للضرورة القصوى"، منوها إلى أنه من الضروري أن يلتزم الجميع بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية لتفادي نقل العدوى إلى المزيد من المواطنين.

وتنشط حركة التسويق الالكتروني لدى العديد من المحلات المختصة ببيع البقالة والخضروات والفواكه والدواجن واللحوم، منذ بدء الأزمة داخل القطاع.

ويقول يوسف جاسر صاحب أحد محلات بيع الفواكه والخضار في مدينة غزة ل(شينخوا)، إن نسبة البيع الكترونيا تضاعفت بنحو سبعة أضعاف عما كانت عليه ما قبل أزمة مرض كورونا.

ويضيف جاسر "في بداية الإغلاق تخوفنا من تكبد خسائر كبيرة بسبب توقف حركة البيع والشراء، ولكن بعد منحنا التصاريح للوصول إلى متاجرنا أصبح الأمر أكثر ربحا بالنسبة لنا".

وينوه إلى أن إقبال السكان أصبح كبيرا أيضا على شراء الخضروات والفواكه، خاصة تلك التي تحتوي على الفيتامينات الأساسية مثل "الفليفلة والخيار والطماطم والأفوكادو والخيار، بالإضافة إلى الزنجبيل".

ولم يقتصر التسويق الالكتروني على الطعام فقط، ولكنه امتد إلى أصحاب المشاريع الصغيرة، والذين يعملون على انتاج مواد التجميل والعناية بالبشرة لتضاعف أرباحهم في ظل أزمة كورونا.

وتبدع السيدة أسماء ياسين، وهي من سكان شمال مدينة غزة في صناعة الصابون الخاص بالجسم، بالإضافة إلى الكريمات المرطبة والشامبو، وتقوم بتسويقها الكترونيا.

وتقول أسماء وهي في الأربعينيات من عمرها ل(شينخوا) بينما كانت تحضر مجموعة من الكريمات الخاصة بالشعر والجسم لعملائها، إنها تفاجأت بأن حجم مبيعاتها تضاعف في فترة الإغلاق، على عكس ما كانت تتوقعه.

وتضيف أنها تقضي ساعات طويلة مع ثلاث من بناتها في صناعة وتحضير المنتجات الخاصة بزبائنها، ومن ثم تقوم بتسويقها عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

وتوضح أسماء أنه على الرغم من "خوف الناس من انتشار مرض كورونا، لكن يمكن للجميع أن يستغل فترة الإغلاق في التسويق الالكتروني من أجل جني بعض الأموال التي تعينهم على الحياة في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه السكان".

وتتفق أسماء ويوسف على مواصلة استخدام المنصات الالكترونية كوسيلة أساسية لهما للترويج لبضائعهما حتى بعد "انتهاء أزمة كورونا لما لها من فائدة مالية وسهولة في الوصول إلى عدد أكبر من الزبائن".

ويأمل اقتصاديون مختصون أن يساهم زيادة الإقبال على التسوق الالكتروني في قطاع غزة في تنمية قطاع التكنولوجيا المحلي وتوفير فرص عمل في ظل معدلات البطالة القياسية بين سكانه.

ويقول مدير الإعلام والعلاقات العامة في غرفة تجارة وصناعة غزة ماهر الطباع ل(شينخوا)، إن ثمة تغيرات طرأت على الثقافة الاستهلاكية التقليدية في القطاع مع تنامي الاعتماد على التسوق الالكتروني.

ويشدد الطباع على أن التسوق الالكتروني أصبح وسيلة آمنة وصحية تساعد على التباعد الاجتماعي مع تأمين توصيل سريع ومضمون للمنتجات والخدمات، إضافة إلى تكاليفه المنخفضة.

ويشير إلى أنه "على الرغم من وجود ملاحظات سلبية من قبل بعض الزبائن على نوعية وجودة البضائع التي يحصلون عليها من خلال التسوق الالكتروني، إلا أنها تعتبر تجربة لها تبعات قد تكون إيجابية في حال تم استثمارها بطريقة إيجابية".

ويضيف الطباع أن زيادة الإقبال على التسوق الالكتروني يساهم بشكل مباشر في تشجيع المستثمرين على توفير تطبيقات لدعم خدمة التسوق الالكتروني في غزة، ما يعني "تنمية قطاع التكنولوجيا المحلي".

وسجلت وزارة الصحة في غزة 12 حالة وفاة و2100 إصابة بمرض كورونا، علما أن القطاع يقطنه زهاء مليوني نسمة، ويعد من أشد مناطق العالم كثافة سكانية.

وينذر خبراء صحيون دوليون من كارثة إنسانية داخل غزة في حال استمر تفشي مرض فيروس كورونا بين السكان، نظرا للكثافة السكانية العالية وضعف القطاع الصحي العام في القطاع في ظل نقص الموارد الطبية الأساسية.

   1 2 >  

الصور

010020070790000000000000011100001393735431