مقالة خاصة: شي جين بينغ: المدافع الصلب عن أخلاقيات الأمم المتحدة وجوهرها

2020-09-21 15:05:24|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 21 سبتمبر 2020 (شينخوا) قال الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل خمس سنوات في القاعة المهيبة للجمعية العامة للأمم المتحدة "إن أعظم نموذج هو خلق عالم يتشاطره الجميع فعلا"، مستشهدا بمثل قديم يعكس وجهة النظر العالمية المتأصلة في الحضارة الصينية الممتدة لآلاف السنين.

وتمسكا بهذا النموذج الأسمى، أوضح الرئيس شي مفهومه ونهجه لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، ورؤيته الرئيسية حول سبل توجيه البشرية لتتجاوز مختلف التحديات المشتركة، وصولا لمستقبل أفضل.

بعد خمس سنوات، تكتسب رؤية الرئيس شي أهمية أكبر وتأثيرا أوسع. ومع احتفال الأمم المتحدة بالذكرى السنوية الـ75 لتأسيسها، يمر العالم بتغيرات عميقة لم نشهدها منذ قرن، مع وجود كوفيد-19، وهو أخطر أزمة صحية عامة عالمية منذ وباء الإنفلونزا عام 1918، حيث يكثف كلا من التيارات المخفية الطاردة مركزيا التي تفرق العالم، وتلك التي تضعف القوى التي تعزز التضامن والتماسك العالميين.

في مثل هذا المنعطف الخطير، سيظهر الرئيس شي مرة أخرى على المنصة الدولية الأكثر شهرة، ويشارك بسلسلة من اجتماعات الأمم المتحدة رفيعة المستوى، التي ستعقد بشكل افتراضي، خلال الأيام المقبلة، ويقدم إجابات الصين على الأسئلة الأساسية المعلقة حول العالم.

-- القيم المشتركة

عندما زار الرئيس الصيني شي جين بينغ، مقر الأمم المتحدة في خريف عام 2015، قدم هدية بمناسبة عيد التأسيس الـ70 للأمم المتحدة، والهدية هي "وعاء السلام"، وهي عبارة عن تحفة فنية من تراث وتقاليد الأمة الصينية، على شكل وعاء خزفي أحمر مزين برسوم أو أنماط صينية تقليدية ميمونة، وبألوان الأحمر الأساسي.

إنها تظهر تطلعات الشعب الصيني وإيمانه بالسعي لتحقيق السلام والتنمية والتعاون وتحقيق نتائج نافعة للجميع، وهي أيضا تطلعات متمثلة بروح ميثاق الأمم المتحدة، وفقا لما أوضحه الرئيس شي.

قال الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بان كي مون، عند تسلم الهدية نيابة عن المنظمة الدولية "إن وعاء السلام يجسد العلاقات الوثيقة والقيم المشتركة بين الصين والأمم المتحدة".

إن الأهمية الكبيرة التي يعلقها الرئيس شي على الأمم المتحدة تتجلى باستمرار في الممارسة العملية. فعلى مر السنين، زار مكتب الأمم المتحدة في جنيف، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في باريس، واجتمع في مناسبات مختلفة مع قادة الأمم المتحدة. في مايو، ألقى كلمة أمام جمعية الصحة العالمية عبر رابط فيديو. وتم طرح العديد من أفكاره الهامة حول الحوكمة العالمية من خلال منابر الأمم المتحدة هذه.

قال الرئيس شي تحت قبة قاعة الجمعية العامة في عام 2015 "إن السلام والتنمية والمساواة والعدالة والديمقراطية والحرية هي قيم مشتركة للبشرية جمعاء وأهداف نبيلة للأمم المتحدة".

وكان مُعلقا خلفه شعار ذهبي ضخم للأمم المتحدة يظهر خريطة العالم منقوشة في إكليل يتكون من أغصان الزيتون المتقاطعة، والتي تحمل رؤية المنظمة لعالم خال من الحرب أو الجوع أو الظلم.

وأضاف الرئيس شي أمام أعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم 193 عضوا "مع ذلك، فإن هذه الأهداف بعيدة عن التحقيق؛ لذلك، يجب أن نواصل مساعينا".

-- الالتزام بتعددية الأطراف

يأتي الاحتفال بالذكرى السنوية الـ75 للأمم المتحدة في وقت لا يزال فيه العالم يعاني من وباء كوفيد-19 الذي يواصل تفشيه، وهو أخطر حالة طوارئ صحية عامة عالمية منذ وباء الإنفلونزا عام 1918.

إن هذا الوباء يكشف عن الافتقار إلى القيادة والوحدة في النظام الدولي. علاوة على ذلك، تواجه الأمم المتحدة والتعددية التي تمثلها، تحديات غير مسبوقة مع صعود نزعتي الأحادية والحمائية. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوضع بأنه "لحظة (مماثلة لعام) 1945".

وكلما كان الوضع أكثر تعقيدا وكآبة، كلما ازدادت أهمية إظهار هيبة ودور الأمم المتحدة، وفقا لما قاله الرئيس شي لغوتيريش عندما التقيا في أبريل 2019 في بكين على هامش منتدى الحزام والطريق الثاني للتعاون الدولي.

وأضاف الرئيس شي أن الصين تدعم بقوة التعددية والنظام الدولي الذي تكون الأمم المتحدة في الصميم منه، والنظام الدولي القائم على القانون الدولي، وتعزز بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.

هذه الكلمات ليست أبدا مجرد كلام فارغ. الصين تعمل حاليا على إنشاء مستودع ومركز عالمي فيها للاستجابة الإنسانية لضمان تشغيل سلاسل التوريد وسط وباء كوفيد-19. وتعمل أيضا على تنفيذ أجندة التنمية المستدامة للأمم المتحدة عبر إجراءات أقوى للقضاء على الفقر المدقع، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، تم تنفيذ الالتزامات الملموسة التي تعهد بها الرئيس شي في عام 2015 واحدا تلو الآخر. تم افتتاح صندوق السلام والتنمية بين الصين والأمم المتحدة لمدة 10 سنوات وبقيمة مليار دولار أمريكي في عام 2016 لدعم عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وكذلك المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. كما أتمت الصين تسجيل قوة احتياطية لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة قوامها 8000 جندي.

قال غوتيريش لشي خلال اتصال هاتفي في مارس، إن دعم الصين مهم للتعددية.

وتعهد الرئيس شي قائلا بأنه "بغض النظر عن كيفية تغير الوضع الدولي، ستلتزم الصين جانب التعددية وتتمسك بمفهوم الحوكمة العالمية المتجسد بالمشاورات المكثفة والمساهمة المشتركة والمزايا المتشاطرة".

-- مستقبل مشترك

إن بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية "هو بالنسبة لي المستقبل الوحيد للبشرية على هذا الكوكب"، هذا ما قاله بيتر تومسون، رئيس الدورة الـ71 للجمعية العامة، بعد الاجتماع مع الرئيس شي في جنيف عام 2017.

وعبر التفكير في التحديات الأساسية التي تواجه العالم والمسار الذي تسلكه البشرية بأكملها للمضي قدما، اقترح الرئيس شي بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، ومبادرة الحزام والطريق.

ونظرا لأن التعاون في مبادرة الحزام والطريق يسفر عن نتائج ملموسة واحدة تلو الأخرى، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ميناء بيريوس اليوناني، والممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وقطارات الشحن بين الصين وأوروبا، فقد تعهد الرئيس شي بأن تواصل الصين اتباع استراتيجية تحقق المنفعة للجميع، تتميز بالانفتاح وتشاطر فرص التنمية مع الدول الأخرى.

وأعلن الرئيس شي "نرحب بهم على متن القطار السريع للتنمية الصينية".

تُعقد جلسات الأمم المتحدة رفيعة المستوى لهذا العام تحت شعار "المستقبل الذي نتطلع إليه، الأمم المتحدة التي نحتاجها: إعادة تأكيد التزامنا الجماعي بالتعددية". إنه يتوافق مع دعوة الرئيس شي المستمرة لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، والذي كان مضمون خطابه التاريخي لعام 2015 في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

في ذلك الخطاب، طرح الرئيس شي اقتراحا من خمس نقاط حول كيفية بناء نوع جديد من العلاقات الدولية يتميز بالتعاون النافع للجميع، وخلق مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، مع اعتبار الشراكة والأمن والتنمية والثقافة والبيئة الإيكولوجية، مضامين رئيسية.

واستذكارا لذلك الموقف قبل خمس سنوات، قال كريستيان لاندرين، وهو مترجم لغة فرنسية تقاعد من الأمم المتحدة، كان قد ترجم خطاب الرئيس شي في الموقع، إن الخطاب قوبل بالتصفيق الحار عدة مرات، و"كان الجو مشحونا".

وأضاف لاندرين "لدينا كوكب واحد فقط، وهو بيتنا المشترك"، و"يجب على جميع الدول التعاون لحمايته وضمان التنمية المستدامة (فيه)، لضمان مستقبل مزدهر لجميع الدول".

الصور

010020070790000000000000011101451393848901