مقالة خاصة: تسييس فيروس كورونا قد يؤدي إلى كارثة صحية في أمريكا

بقلم: الدكتور ناصر بوشيبة

الرباط 21 سبتمبر 2020 (شينخوا) يكن العديد من سكان العالم إعجابا كبيرا بالثقافة الأمريكية والتي تتجسد غالبا في صورة راعي البقر الذي يقف دائما مع الحق في وجه الظلم والاستبداد وصورة الشباب الأمريكي المغامر الذي قطع البحار لمحاربة الفاشية في أوروبا والمحيط الهادي إبان الحرب العالمية الثانية.

كما كان لنمط عيش "الهيبيز" خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي تأثيرا كبيرا على كثير من الحركات الشبابية عبر العالم.

وكانت الولايات المتحدة إلى وقت وجيز رائدة في الدفاع عن القيم الكونية كالمساواة بين الرجل والمرأة وغيرها، كما أن الشعب الأمريكي بصفة عامة، مشهور ببساطته وعفويته، الشيء الذي يجعل السياح الأمريكان محل ترحيب في جل الوجهات السياحية العالمية.

لكن مع انتخاب السيد دونالد ترامب، بدأ باعتماد سياسة خارجية غريبة الأطوار، هاجم فيها أقرب الحلفاء لدرجة جعلت الكثيرين من زعماء الدول يتفادون التواصل معه بل ويرجؤون مشاريع تعاون مع أمريكا إلى فترات لاحقة، وجاءت جائحة كورونا لتعري الواقع الامريكي الجديد.

ومع تفشي الوباء، بدل أن يعتمد الرئيس ترامب وإدارته اجراءات حازمة من أجل التحكم في الوباء، التجأ إلى "تسييس" الفيروس ومهاجمة الصين والمهاجرين المكسيكيين والديمقراطيين من خلال ندواته الصحفية التي تغلب عليها الدراما والارتجالية بل وفي كثير من الأحيان يتلاسن الرئيس ترامب مع صحفيين لا يريدون سوى أن يؤدوا عملهم النبيل في طمأنة الرأي العام الدولي عن أحوال أقوى دولة في العالم، كما أن بعض آرائه تدعو إلى الدهشة كاقتراحه استخدام المطهرات في الرئتين للقضاء على الفيروس.

اليوم وقد قارب عدد المصابين في الولايات المتحدة السبعة ملايين وعدد الوفيات 200000، وهي أرقام فظيعة تعبر عن فشل ذريع في محاربة الوباء، نتمنى من العقلاء في الولايات المتحدة أن يتخذوا موقفا مسؤولا تجاه الشعب الأمريكي والعالم ويتخذون اجراءات صائبة لحماية المواطنين وأهمها :

الكف عن "تسييس" الفيروس والرجوع إلى كنف منظمة الصحة العالمية من أجل تقوية الشراكة الدولية فيما يخص تطوير الأدوية واللقاح؛

تبادل الخبرات مع الدول ذات تجارب ناجحة في محاربة الفيروس كالصين ونيوزلندا؛

مساندة الدول الفقيرة من أجل تجاوز هذه الأزمة عبر توفير مساعدات إنسانية . 

 (الدكتور ناصر بوشيبة هو رئيس جمعية التعاون الافريقي الصيني للتنمية)