مقالة خاصة: حملة تطوعية بالكويت لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة نفسيا بعد معاناة الحجر الصحي

في الصورة الملتقطة يوم 24 سبتمبر 2020، مشاركون يقفون لالتقاط صورة جماعية لدى حضورهم مراسم افتتاح حملة لدعم ذوي الإعاقة وسط تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، في مدينة الكويت. أطلقت هيئات حكومية وجمعيات نفع عام كويتية اليوم (الخميس) في مدينة الكويت حملة وطنية تحت شعار "حياتهم غالية" لدعم ذوي الإعاقة نفسيا، بعد شهور طويلة من الحجر الصحي والانقطاع عن الدراسة والعلاج بسبب (كوفيد-19).

الكويت 24 سبتمبر 2020 (شينخوا) أطلقت هيئات حكومية وجمعيات نفع عام كويتية اليوم (الخميس) في مدينة الكويت حملة وطنية تحت شعار "حياتهم غالية" لدعم ذوي الإعاقة نفسيا، بعد شهور طويلة من الحجر الصحي والانقطاع عن الدراسة والعلاج بسبب مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).

وتشارك في الحملة 44 جهة حكومية وجمعية من جمعيات المجتمع المدني، منها الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وفريق البناء البشري التطوعي التابع لها تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الكويتية.

وقالت مديرة إدارة التخطيط والبحث في الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة الخنساء الحسيني، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "توقف الخدمات العلاجية للطلبة من ذوي الإعاقة خلال فترة الحجز الكلي والجزئي بسبب مرض فيروس كورونا، كان له آثار نفسية كبيرة على المعاقين، مما زاد من شدة إعاقتهم، ودفعنا إلى التفكير في إطلاق هذه الحملة".

وبدت هذه الحملة التطوعية بمثابة "طوق نجاة" للكويتية عائشة الكندري، وهي أم لطفل يعاني من إعاقة ذهنية شديدة، بعدما فشلت في تحسين مزاجه وسلوكه بعد انقطاع طويل عن الدراسة والعلاج.

وقالت الكندري، لـ(شينخوا) إن بقاء طفلها، الذي أنجبته قبل 13 عاما، في البيت طيلة هذه الشهور الطويلة انعكس سلبا على وضعه النفسي، إذ أصبح كثير الصراخ ويعاني من أرق شديد بسبب قلة النشاط.

وتأمل الكندري أن تعود الأمور مع طفلها إلى سابق عهدها مع بدء جلسات الدعم النفسي.

ومن المقرر أن تستمر هذه الحملة 12 شهرا قابلة للتجديد بهدف تعزيز الاهتمام بهذه الفئة، خاصة في مثل هذه الظروف التي يعيشها العالم بسبب (كوفيد-19)، وفق مدير إدارة العمل التطوعي في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عبد الله العوضي.

وسيستفيد ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال هذه الحملة التطوعية من خطة علاجية فردية يحدد المختصون مدتها وعدد جلساتها، سواء في أحد المراكز التخصصية أو في البيت أو عن طريق جلسات عن بعد، إن شعر الأهالي بالخوف من خطر الإصابة بمرض فيروس كورونا عند التنقل لتلقي الجلسات العلاجية.

وبدءا من اليوم ستستقبل منصة الكترونية خاصة طلبات أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة لطلب خدمة الدعم النفسي، كما تم توفير مركز هاتفي وخط واتساب أيضا لاستقبال هذه الطلبات.

فيما خُصصت منصة ثانية لاستقبال طلبات التطوع في 13 تخصصا تحتاجه الحملة، بينها تخصص الطب النفسي والتأهيل وتقويم السلوك وعلاج النطق، علاوة على منصة ثالثة لاستقبال التبرعات المالية لدعم الحملة.

وستوفر الخدمة في المرحلة الأولى من الحملة للمصابين بإعاقات ذهنية وتطورية وعددهم حوالي 14500 معاق، من دون تحديد أي فئة عمرية وعلى امتداد جميع محافظات الكويت، بحسب الحسيني.

وقالت المستشارة الاستراتيجية لفريق البناء البشري للتنمية الاجتماعية في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عواطف السلمان لـ(شينخوا) إن "الفترة التي مررنا بها جعلتنا نشعر بمسؤوليتنا تجاه هذه الفئة".

وأضافت "تعد هذه الحملة استكمالا لحملات سابقة أطلقناها لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة مثل حملة (شركاء لتوظيفهم) بهدف إشراكهم في التوظيف في قطاعات الدولة، وخاصة في القطاع المصرفي، وحملة (إحنا بعد وياهم)، التي ساهم من خلالها ذوي الاحتياجات الخاصة في صناعة وتوزيع واقي الوجه على العاملين في الصفوف الأولى في القطاع الطبي."

ووفق السلمان فإن 20 مركزا متخصصا في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة سيقوم باستقبال من يعانون من اضطرابات نفسية خلال هذه الفترة، بينها 14 مركزا تابعا للهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة وستة مراكز أخرى تابعة للقطاع الخاص والمجتمع المدني، كمرحلة أولى من هذه الشركات المجتمعية.

وشددت السلمان على أن هذه الخدمة ستقدم لكل من يطلبها من المصابين بإعاقات ذهنية وتطورية في دولة الكويت ،على أن تفتح الخدمة للمصابين بأنواع أخرى من الإعاقة خلال المرحلة المقبلة، التي لم يحدد بعد موعد انطلاقها.

وعاد عدد قليل من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المدارس الخاصة بهم، بسبب تزايد المخاوف من الإصابة بمرض فيروس كورونا.

وقالت مديرة إدارة التخطيط والبحث في الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة إن الهيئة تحاول من خلال هذه الحملة تشجيع أولياء الأمور على إعادة أبنائهم إلى المدارس والمراكز التخصصية وفق الاشتراطات الصحية.

وبلغت حصيلة الإصابات بمرض فيروس كورونا حتى اليوم في الكويت 101851 حالة، فيما بلغت حصيلة الوفيات 592 حالة، مقابل 92961 حالة شفاء، بحسب وزارة الصحة.