الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى حوكمة عالمية تتسم بالتضامن والتعددية في مرحلة ما بعد كوفيد-19

2020-09-25 11:24:30|arabic.news.cn
Video PlayerClose

 

الأمم المتحدة 24 سبتمبر 2020 (شينخوا) دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الخميس إلى حوكمة عالمية فيما بعد جائحة كوفيد-19 تتسم بالتضامن والتعددية.

وقال في مناقشة على مستوى القمة لمجلس الأمن حول "الحوكمة العالمية فيما بعد جائحة كوفيد-19"، إن جائحة كوفيد-19 هي أزمة كاملة في حد ذاتها، تتكشف على خلفية التوترات الجيوسياسية العالية والتهديدات العالمية الأخرى بطرق خطيرة وغير متوقعة.

وأضاف غوتيريش أن" الجائحة اختبار حقيقي للتعاون الدولي. اختبار فشلنا فيه"، موضحا أنها أدت إلى وفاة نحو مليون شخص بأنحاء العالم وما زالت خارج السيطرة إلى حد كبير نتيجة الافتقار إلى الاستعدادات الدولية والتعاون والوحدة والتضامن.

وقال إن كوفيد-19 تمثل دعوة لليقظة لمواجهة تحديات كارثية أخرى قد تنشأ، بدءا من أزمة المناخ. محذرا "إذا واجهنا ذلك بنفس حالة الانقسام والفوضى التي شهدناها هذا العام، فإنني أخشى الأسوأ".

وشدد الأمين العام على الحاجة العاجلة إلى التفكير بشكل مبتكر بشأن الحوكمة العالمية والعمل متعدد الأطراف، ليكونا ملائمين للقرن الحادي والعشرين.

ودعا إلى حوكمة عالمية حازمة ومنسقة ومرنة وجاهزة للاستجابة إلى المجموعة الكاملة من التحديات.

وأشار إلى أن العالم لم يعد أحادي أو ثنائي القطب، بل إنه يتجه نحو تعددية الأقطاب. وذكر أن العالم شهد الانقسام والتشرذم قبل مئة عام، بدون وجود آليات فعالة للحكم التعددي، وكانت النتيجة هي الحرب العالمية الأولى وتلتها الحرب العالمية الثانية.

وقال إن الجائحة تحذير يجب أن يحفز على العمل. وحذر" الخيار أمامنا، إما أن نجتمع معا في مؤسسات دولية مناسبة لتحقيق الغرض منها أو أن يسحقنا الانقسام والفوضى".

وطالب غوتيريش بتعددية أطراف للحوكمة العالمية فيما بعد جائحة كوفيد-19.

وقال "إن إصلاح الحوكمة العالمية يتعلق بمقاربات ومؤسسات يجب إصلاحها وتقويتها. ونحن بحاجة إلى تعددية أكثر وأفضل تعمل بشكل فعال وتحقق نتائج للأشخاص الذين نخدمهم".

واستطرد "نحن بحاجة الى حوكمة عالمية أكثر وأفضل تقوم على السيادة الوطنية ويتم التعبير عنها من خلال مُثلنا المشتركة التي عبر عنها ميثاق الأمم المتحدة ببلاغة".

وقال إن جائحة كوفيد-19 أوضحت بما لا يدع مجالا للخلاف الثغرات في النظام متعدد الأطراف. وبالرغم من أن الدول تسير في اتجاهات مختلفة، إلا أن الفيروس يسير في كل اتجاه.

وأكد أن اتباع نهج عقلاني ومنصف بشأن التحصين من شأنه أن يقلل الوفيات التي يمكن تفاديها من خلال إعطاء الأولوية للعاملين في الخطوط الأمامية والفئات الأكثر ضعفا، مشيرا إلى أن العالم كافح لتعبئة الموارد اللازمة لضمان اللقاح باعتباره منفعة عامة عالمية وإتاحته بأسعار معقولة للجميع.

كما أكد الأمين العام على ضرورة التضامن كمصلحة ذاتية في عالم يتسم بتهديدات متشابكة.

وقال غوتيريش "نحن بحاجة ماسة إلى مؤسسات متعددة الأطراف يمكنها أن تعمل بشكل حاسم، على أساس إجماع عالمي، من أجل الصالح العالمي. ونحتاج إلى مؤسسات عادلة متعددة الأطراف، مع تمثيل أفضل للعالم النامي، بحيث يكون للجميع صوت نسبي على الطاولة العالمية".

كما دعا إلى "تعددية شبكية" قائمة على الروابط القوية والتعاون بين المنظمات الدولية والإقليمية والمؤسسات المالية الدولية وغيرها من التحالفات والمؤسسات العالمية.

وقال إن التعددية الشبكية يجب أن تمتد إلى ما هو أبعد من السلام والأمن، لتشمل مؤسسات بريتون وودز وبنوك التنمية والتحالفات التجارية وغيرها.

وأوضح أن العديد من التحديات العابرة للحدود، من أزمة المناخ إلى تزايد عدم المساواة والجريمة الإلكترونية، تشمل مجموعات مصالح وشركات ومنظمات وقطاعات بكاملها تقع خارج المفاهيم التقليدية للحوكمة العالمية. وأردف "لا يمكن معالجة هذه التحديات بفعالية من قبل الدول بمفردها. نحن بحاجة إلى توسيع فكرتنا عن الحوكمة العالمية، لتشمل الشركات والمجتمع المدني والمدن والمناطق والأوساط الأكاديمية والشباب".

وقال إن الاتفاقيات الدولية ليست الطريقة الوحيدة للتوصل إلى اتفاقيات ملزمة للصالح العام، مضيفا أن هناك حاجة لآليات مرنة تجمع مختلف أصحاب المصلحة، وتعتمد بروتوكولات ومدونات سلوك، وتحدد الخطوط الحمراء وتهيئ الظروف لتعاون ناجح يتمتع بأهمية خاصة في العالم الرقمي.

وشدد غوتيريش "يجب أن تعترف الحوكمة العالمية بمسؤولياتنا تجاه كوكبنا وتجاه الأجيال القادمة. حركات المجتمع المدني، ولا سيما تلك التي يقودها الشباب، قادة عالميون بشأن هذه القضايا".

وقال غوتيريش إن آليات الحوكمة العالمية حتى الآن حصرية، مشيرا إلى أن أكبر مجموعة مستبعدة هم النساء، نصف البشرية.

وأكد أن النساء اللواتي يشاهدن المداولات العامة هذا الأسبوع لهن الحق الكامل في الشعور بأنهن غير ممثلات وأن أصواتهن لا تقدر، في إشارة إلى حقيقة أن قلة من المتحدثات هن من القيادات النسائية.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة "لقد أثبتت جائحة كوفيد-19 ما هو واضح: القيادة النسائية فعالة للغاية. لا يمكننا أن نأمل في القضاء على أزمة المناخ أو تقليل الانقسامات الاجتماعية أو تحقيق سلام مستدام دون مساهمة كاملة من المجتمع بأسره".

وأوضح أن الأمم المتحدة تتحمل مسؤولية تحسين فعالية الحوكمة العالمية، لكنه قال إن المسؤولية الأساسية لإنجاح الحوكمة العالمية تقع على عاتق الدول الأعضاء.

وقال غوتيريش إن إصلاح الحوكمة العالمية لا يمكن أن يكون بديلا عن العمل الجماعي للدول الأعضاء لمواجهة التحديات المشتركة. "يجب أن تعمل مؤسسات الحوكمة العالمية معا بالتنسيق لاحتواء وتخفيف وتقليل المخاطر بكافة أنواعها".

وعقدت مناقشة مجلس الأمن هذه يوم الخميس خلال أسبوع الاجتماعات الرفيعة المستوى للجمعية العامة. وقد كانت حدثا مميزا مع تولي النيجر رئاسة مجلس الأمن لشهر سبتمبر.

وترأس الاجتماع الافتراضي رئيس النيجر محمدو إيسوفو. وأطلع غوتيريش المجلس. وحضر النقاش رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، ورئيسة إستونيا كريستي كالغولايد، ورئيس تونس قيس سعيد، عبر الفيديو.

الصور

010020070790000000000000011100001393959151