مقابلة خاصة: خبير سوري: مقترحات الرئيس الصيني شي جين بينغ لتطوير الأمم المتحدة تصلح لتكون أجندة عمل مستقبلية
دمشق 25 سبتمبر 2020 (شينخوا) أكد خبير سوري أن المقترحات الأربعة التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه الأخير الذي ألقاه بالأمم المتحدة يجب أن تصبح أجندة عمل مستقبلية للأمم المتحدة، مبينا بالوقت ذاته أن ميثاق الأمم المتحدة لا يزال يمثل ضمانة مهمة للسلام والتنمية في العالم.
وأشاد الخبير السوري غسان يوسف، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، بأهمية المقترحات الأربعة التي أبرزها الرئيس شي في خطابه في الاجتماع الرفيع المستوى لإحياء الذكرى السنوية الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة.
وقال إن "المقترحات الأربعة التي تحدث عنها الرئيس شي بشأن تطوير منظمة الأمم المتحدة ودورها ما بعد الجائحة يجب أن تجعلها الأمم المتحدة أجندة عمل للمستقبل".
كان شي جين بينغ قد قدم في خطابه خلال الاجتماع رفيع المستوى الذي عقد احتفالا بالذكرى الـ75 لتأسيس الأمم المتحدة عبر رابط فيديو، أربعة مقترحات بشأن تطوير منظمة الأمم المتحدة ودورها في مرحلة ما بعد مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، قائلا أنه ينبغي على المنظمة أن تدعم العدالة بقوة، وتتمسك بسيادة القانون، وتعزز التعاون وتركز على اتخاذ إجراءات عملية.
ووصف يوسف دعوة الرئيس شي الأمم المتحدة إلى دعم العدالة بقوة، بأنها "المقترح الأهم"، حيث أن "جميع الدول في الأمم المتحدة تدعو إلى العدالة والاحترام من حيث سيادتها واستقلالها وأن تتمتع بحقوق متساوية مع دول العالم الأخرى وهذا وارد في ميثاق الأمم المتحدة".
وحول مقترح وجوب تمسك الأمم المتحدة بسيادة القانون، قال الخبير إن "الدول الكبرى مثل الصين وروسيا تطالب دائما بتنفيذ القانون الدولي"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تتعدى على القانون الدولي خاصة عندما لا تناسب هذه القوانين مصالحها.
وعن تعزيز التعاون الدولي، وهو فحوى المقترح الثالث، ذكر يوسف أن "التعاون بين الدول كان أساسيا لتأسيس الأمم المتحدة"، مشيرا إلى أن "التعاون يكون من خلال حل المشاكل الداخلية لمواجهة التحديات المشتركة للبشرية وعدم التصادم".
وتابع "يجب أن نركز على ما قاله الرئيس الصيني بشأن استبدال التصادم والتواطؤ بالحوار والتشاور والسعي لتحقيق المنفعة للجميع"، مؤكدا أن الصين "دولة تشاركية ولا تفرض رأيها على أي أحد، ولا تضمر أي نوايا غير حسنة ضد أحد، بل تؤكد على ضرورة الكسب المتكافئ للجميع والسعي لتحقيق المنفعة لجميع دول وشعوب العالم".
وعن مقترح تركيز الأمم المتحدة على العمل الحقيقي لتطبيق مبدأ التعددية، قال يوسف إن الصين بلد يسعى إلى التعددية ويحاول دائما أن يكون فعالا في إعادة البناء والإصلاح.
وأضاف أن "الولايات المتحدة خالفت ميثاق الأمم المتحدة وحاولت مرارا ممارسة الضغط على الدول النامية وكبح دور الدول الكبرى الأخرى ومعارضة التعددية".
وأفاد يوسف أن الرئيس شي شدد في خطابه على أن ميثاق الأمم المتحدة لا يزال يمثل ضمانة مهمة للسلام والتنمية، مؤكدا أنه "من الجيد أن يكون لدينا دول قوية مثل الصين وروسيا تستطيع أن تقول للولايات المتحدة كفى، وتستطيع أن تحجم الولايات المتحدة".
وتابع أن "الصين تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي وكذلك روسيا، وهذا كاف لأن يكون هناك عالم متعدد الأقطاب لا تستفرد فيه قوة عالمية واحدة".