جبل لوشان: الجبل الذي يتمتع بجمال طبيعي وقيمة ثقافية على حد سواء

بكين 27 سبتمبر 2020 (شينخوانت) يقع جبل لوشان في حدود مدينتي جيوجيانغ ولوشان بمقاطعة جيانغسي جنوب شرقي الصين وتم إدراجه ضمن قائمة أشهر عشرة جبال في الصين في عام 2004. يجمع الجبل بين جمال المناظر الطبيعية والتراث الإنساني والثقافي كما يعد أحد المصائف الرائعة في البلاد بفضل المناخ المعتدل، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوي 11.4 درجة مئوية.

تجدر الاشارة إلى أن جبل لوشان به 171 قمة تم تسميتها منذ العصور القديمة، وترتفع القمة الرئيسية، وهي قمة داهانيانغ إلى 1474 مترا فوق مستوى سطح البحر. يغطى جبل لوشان دائما بالسحب والضباب، حيث يعاني الجبل من الضباب مائتي يوم سنويا بالمتوسط، مما زاد سحر مناظره وروعته. يأتي مصدر المياه لجبل لوشان بشكل رئيسي من هطول الأمطار وتشكل الأمطار الغزيرة العديد من الشلالات الخلابة. كان قد زار الجبل عدد من الشعراء المشاهير في التاريخ وأبدعوا آلافا من الأشعار لوصف مناظر جبل لوشان وشعورهم خلال زيارته، بما فيها قصيدة معروفة لدى الصينيين أبدعها الشاعر الصيني العظيم في أسرة تانغ الملكية إسمه لي باي، وسجل الشاعر في القصيدة إعجابه بعد رؤية الشلالات في جبل لوشان مع وصفها بأنها مثل نهر المجرة الذي يهبط إلى عالم البشر.

إن جبل لوشان غني بالموارد الأحيائية، وتبلغ نسبة الغابات فيه 76.6%، وينمو فيه ما يقرب من 3000 نوع من النباتات وأكثر من 2000 نوع من الحشرات، فضلا عن أكثر من 170 نوعا من الطيور و 37 نوعا من الوحوش. تعد المنطقة المحمية للطيور المهاجرة في بحيرة بويانغ عند أقدام الجبل "مملكة الكركي" ، حيث يعيش فيها أكبر مجموعة من طيور الكركي الأبيض في العالم ويطلق عليها إسم "سور الصين العظيم الثاني".

اكتشفت الأنشطة البشرية في منطقة جبل لوشان منذ 6000 سنة وخلق الناس فيه ثقافة لوشان متوفرة المضمون وعميقة التأثير.في الفترة ما بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كان ظهر ما يقرب من ألف فيلا يمثل أساليب البناء المختلفة لنحو 18 دولة من بينها بريطانيا وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا وغيرها في جبل لوشان بسبب الخلفية التاريخية الخاصة. وفي عام 1937، ألقى رئيس مجلس الدولة الصيني الأسبق تشو أن لاي هنا، نيابة عن الحزب الشيوعي الصيني خطابا مهما حول مقاومة الشعب الصيبني ضد العدوان الياباني. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، تم عقد اجتماع لوشان ثلاث مرات، والتي تركت تأثيرا هاما في تاريخ الحزب الشيوعي الصيني وجمهورية الصين الشعبية. وقد تم فتح الموقع السابق لاجتماع لوشان رسميا للجمهور في عام 1985. وفي عام 1996، تم إدراجه كوحدة وطنية رئيسية لحماية الآثار الثقافية من قبل مجلس الدولة الصيني.

يتفرد جبل لوشان أيضا بثقافتها الدينية، حيث يجمع 6 أديان مختلفة وهي البوذية والمسيحية والإسلام والطاوية والكاثوليكية والأرثوذكسية وخلال الفترة ما بين القرن الرابع والقرن الثالث عشر، ازدهرت الثقافة الدينية هنا وكان قد تم ذات مرة إنشاء نحو 500 من المواقع الدينية ولا يزال بعض المباني الدينية قائما حتى اليوم ليصبح تراثا ذا قيمة معمارية ودينية على حد السواء.

في ديسمبر من عام 1996، وافقت لجنة التراث العالمي لليونسكو على اعتبار جبل لوشان كمشهد ثقافي عالمي وتم إدراجه ضمن"قائمة التراث العالمي" وقدرت القيمة العالمية لجبل لوشان تقديرا عاليا مع الإشارة إلى أن الآثار التاريخية لجبل لوشان ممتزجة بطريقها الفريد في الجمال الطبيعي ذي القيمة البارزة ، مما شكل مشهدا ثقافيا يتمتع بقيمة جمالية عالية للغاية ويرتبط ارتباطا وثيقا بروح الأمة الصينية وحياتها الثقافية.