تحليل اخباري: إسرائيل في مفترق طرق وتفكر في استراتيجية خروج مع رفع الإغلاق الخاص بـ"كوفيد-19" تدريجيا

2020-10-15 19:55:31|arabic.news.cn
Video PlayerClose

القدس 14 أكتوبر 2020 (شينخوا) تخرج إسرائيل من الإغلاق الثاني الناتج عن تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في أنحاء البلاد، حيث تتداول الحكومة الخطوات الضرورية لتجنب ارتفاع متجدد في عدد حالات الإصابة.

تعهد وزراء الحكومة يوم الثلاثاء، بتمديد الإغلاق لعدة أيام حتى التوصل إلى قرار نهائي حول كيفية رفع التدابير الصارمة تدريجيا. وينتظر الإسرائيليون بقلق، حيث أنهم يتلهفون على العودة إلى شكل من أشكال الحياة المعتادة .

تعد إسرائيل التي يبلغ تعدادها السكاني حوالي تسعة ملايين نسمة، من بين الدول الرائدة في العالم من ناحية إجمالي حالات العدوى، الذي يقترب من 300 ألف. وقد توفي ما يربو على 2000 إسرائيلي بسبب (كوفيد-19) منذ تفشيه في مارس.

وتعرض الاقتصاد الإسرائيلي إلى ضربة قوية، وضعت الحكومة تحت ضغط كبير لتخفيف القيود. وبلغ معدل البطالة حوالي 25 في المائة، حيث تأثرت قطاعات عديدة بـ(كوفيد-19).

وكانت إسرائيل واحدة من أوليات الدول التي أغلقت حدودها وخضعت لإغلاق كامل. وحصلت هذه الخطوة على إشادة دولية، ولكن عندما رفعت القيود بعد عدة أسابيع، دفعت ثمنا كبيرا.

وتحاول الحكومة تبني وتطبيق رفع تدريجي للتدابير خلال أسبوعين على الأقل بين كل مرحلة، من أجل تجنب عودة انتشار كورونا الذي حدث بعد الإغلاق الأول.

ومن المحتمل أن يجرب مجلس الوزراء ويعيد خطة "إشارة المرور" التي وافق عليها في الصيف، بهدف كبح تفشي كورونا بنهج تفضيلي يسمح للمناطق ذات معدلات العدوى الأقل بالعيش مع قيود أقل. وستكون "المدن الحمراء" أول من تطبق بها التدابير الصارمة.

وقال يوآف يحزكيلي الخبير في الطب الباطني والإدارة الطبية، إنه "يتعين على إسرائيل تبني نهج تفضيلي. يحتاج العلاج لأن يكون في مناطق وأحياء بل وشوارع محددة جدا".

وقال سيريل كوهين نائب عميد كلية مينا وإيفرارد غودمان لعلوم الحياة بجامعة بار إيلان، إن "النهج المحلي ضروري ليس لأسباب طبية فحسب، ولكن أيضا من المنظور الاجتماعي والاقتصادي. ليس من المنطقي أن تخضع الأماكن ذات معدلات الإصابة المنخفضة جدًا للقيود".

وفي ظل وجود حكومة ائتلافية هشة، اتهمت الأطراف المتنافسة بعضها البعض بمصالح سياسية خاصة تشوش قراراتهم، بدلا من إعطاء الأولوية للاعتبارات الصحية.

ويضم العديد من المدن التي ترتفع فيها معدلات الإصابة بالأمراض، يهودا متشددين. وأحزابهم السياسية هي جزء من الحكومة الائتلافية وعارضوا محاولات فرض قيود على مدنهم وشعائرهم، التي يتسم العديد منها بالتجمعات.

واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتفضيل الاستقرار السياسي والرضوخ لمطالبهم. وشكك منافسو نتانياهو السياسيون في دوافعه، حيث إنه يواجه المحاكمة عن تهم فساد خطيرة.

وبعد حوالي شهر من تطبيق الإغلاق الثاني، يبدو أن إسرائيل في طريقها لارتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي . لقد أدى الإغلاق بالفعل إلى انخفاض حاد في معدل الإصابات اليومية. ولكن العودة السريعة لروتين ما قبل المرض سوف يمحو سريعا هذا الانجاز.

قال يحزكيلي "إنني قلق للغاية من أن تتكرر هذه الأخطاء. لا اعتقد أننا تعلمنا الدروس. لقد فتح نظام التعليم بطريقة لا يمكن السيطرة عليها وليس هناك اهتمام كاف بالمناطق المحتمل أن تكون خطيرة".

تعرض نتانياهو وحكومته إلى انتقاد لاذع بسبب التعامل مع الأزمة. وانتشرت احتجاجات مناهضة للحكومة على نطاق واسع خلال الأسابيع القليلة الماضية، على الرغم من أن التظاهرات الكبيرة ممنوعة وفقا لقيود الإغلاق. ومن المتوقع رفع هذا الحظر في المرحلة الأولى.

كما أسهمت الانتهاكات العديدة للإغلاق التي ارتكبها وزراء ومسؤولون كبار في الحكومة، في نقص ثقة الجمهور في قادتهم.

إن طريق إسرائيل للنجاح في الحرب ضد المرض غير واضح وهش. وقال كوهين إن القرارات يجب أن تكون مرتكزة على حقائق علمية وليس على السياسات.

الصور

010020070790000000000000011100001394428811